صحة جيدة لحياة أفضل

السرطان في وهران: 2.6 مليار دينار جزائري من أجل تكفل أكثر ابتكارًا وعدالة 

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
16 أبريل 2025

في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان ستستفيد ولاية وهران من تمويل استثنائي قدره 2.6 مليار دينار جزائري. ويهدف هذا الغلاف المالي إلى تعزيز ليس فقط أساليب التكفل التقليدية بمرضى السرطان، بل بالأخص إلى تسريع إدماج العلاجات المتطورة، وعلى رأسها العلاج المناعي، إلى جانب تحديث البنى التحتية الاستشفائية.

أوضح مدير الصحة لولاية وهران، السيد ”الحاج بطواف ” أن العلاج المناعي الذي تم إدخاله إلى الهياكل الصحية المحلية منذ ثلاث سنوات، استُخدم لعلاج حوالي 100 حالة. ويُعد هذا العلاج طفرة كبيرة في مجال الأورام، وسيتم تعزيزه وتوسيعه في عدد من المؤسسات الاستشفائية الكبرى في المنطقة وهي:

  • المركز الاستشفائي الجامعي أول نوفمبر 1954 
  • المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب 
  • مستشفى المحقن بأرزيو 
  • مركز مكافحة السرطان بمسرغين

على عكس العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي التي تستهدف الخلايا السرطانية مباشرة (وغالبًا ما تتسبب في آثار جانبية ثقيلة)، يقوم العلاج المناعي على مبدأ مغاير تمامًا وهو تحفيز دفاعات الجسم الطبيعية.وعن طريق تنشيط أو إعادة تدريب الجهاز المناعي للمريض، يساعد هذا العلاج الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بطريقة دقيقة.

ويُعتبر هذا النهج الشخصي أقل عدوانية وغالبًا أكثر فاعلية في بعض أنواع السرطان (مثل سرطان الرئة، الجلد أو المثانة) كما يُحسن بشكل ملحوظ جودة حياة المرضى ونسبة بقائهم على قيد الحياة، في حين أن تعميمه في مستشفيات وهران يمثل خطوة حاسمة في تطور الطب الجزائري.

وحسب السيد ”بوطواف ” فإن تعزيز العلاج المناعي يعكس إرادة الدولة في تعميم الاستفادة من الابتكارات العلاجية، التي ظلت لسنوات طويلة حكرًا على أقلية أو على البلدان ذات الأنظمة الصحية المتقدمة. ومن خلال هذه الجهود تسد الجزائر تدريجيًا الفجوة التكنولوجية في علاج السرطان وتسير نحو مواكبة المعايير الدولية.

إضافة إلى الجانب العلاجي سيُستخدم جزء من غلاف 2.6 مليار دينار أيضًا في تحديث التجهيزات الجراحية، حيث سيتم اقتناء روبوت جراحي من الجيل الأخير لفائدة المركز الاستشفائي الجامعي أول نوفمبر 1954. ويوفر هذا الروبوت،الذي يعمل بمساعدة الحاسوب، دقة ومرونة غير مسبوقة للجراحين في العمليات المعقدة، خصوصًا استئصال الأورام السرطانية.

وعلى خلاف الجراحة التقليدية، التي تكون غالبًا أكثر توغلاً تسمح الجراحة الروبوتية بـ:

  • شقوق أصغر، ما يعني تعافيًا أسرع؛ 
  • آلام أقل بعد الجراحة؛ 
  • تقليل خطر المضاعفات؛ 
  • رؤية أوضح لمناطق الجراحة، بفضل الكاميرات عالية الدقة ثلاثية الأبعاد.

وقد تم الانتهاء من إعداد دفتر الشروط وتم إرساله إلى وزارة الصحة للمصادقة، ما يمهد الطريق لتحول دائم في الجراحة الأورامية بوهران.

هذا وتعكس سلسلة هذه الاستثمارات التزام السلطات الفعلي بتحديث المنظومة الصحية، مع تركيز خاص على محاربة السرطان، الذي يبقى من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في الجزائر. ومن خلال المزج بين نهج علاجي مبتكر وتكنولوجيا طبية متطورة، يُتوقع أن تتحول ولاية وهران إلى قطب وطني مرجعي في علاج السرطان.

الكلمات المفتاحية: وهران، سرطان، روبوت، جراحة، صحة، علاج مناعي.