صحة جيدة لحياة أفضل

الذكاء الاصطناعي والطب: خوارزمية قادرة على التنبؤ بالعدوى بعد العملية الجراحية

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
15 مايو 2025

أداة جديدة للوقاية من المضاعفات بعد الجراحة

طور باحثون خوارزمية ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بخطر الإصابة بعدوى بعد إجراء عملية جراحية. ويُعد هذا تقدمًا كبيرًا لا سيما أن ما بين 5 إلى 20% من المرضى يُصابون بعدوى عقب التدخل الجراحي، وغالبًا ما تكون لها عواقب وخيمة مثل: إطالة فترة الإقامة في المستشفى، إعادة الإدخال للعلاج، تعدد العلاجات، بل وقد تصل إلى مضاعفات تهدد الحياة.

تتيح هذه الخوارزمية التنبؤية إمكانية التعرف المبكر على الحالات المعرضة للخطر، ما يوفر للعاملين في القطاع الصحي أداة فعّالة للمراقبة الوقائية. ومن بين أكثر أنواع العدوى شيوعًا:

  • التهابات الجروح الجراحية (وتشكل حوالي 50% من الحالات)،
  • التهابات الرئة،
  • التهابات المسالك البولية،
  • والتهابات الدم.

وكشفت “سيري فان دير مايدن”، باحثة دكتوراه مشاركة في المشروع:”معرفتنا بالمرضى الأكثر عرضة للخطر ستسمح لنا بمراقبتهم بشكل أفضل ومعالجتهم في وقت مبكر، وسيساعدنا ذلك في تحسين جودة حياتهم وتقليل الضغط على المستشفيات.”

ولإنشاء هذه الخوارزمية قام العلماء بتحليل ما يقرب من عشر سنوات من البيانات السريرية المستخرجة من السجلات الطبية الإلكترونية. وقد أخذ النموذج في الحسبان:

  • التاريخ الطبي للمريض (مثل الإصابة بالسكري أو العدوى السابقة)،
  • المؤشرات الحيوية (مثل معدل ضربات القلب، الوزن، ضغط الدم…)،
  • ومجموعة متنوعة من عوامل الخطر الخاصة بكل حالة.

هذا وقد مكنت كل هذه المعلومات الذكاء الاصطناعي من بناء نموذج تنبؤي دقيق وقابل للتخصيص، قادر على التقاط الإشارات الضعيفة التي قد تدل على عدوى محتملة في المستقبل.

وفي سلسلة من الاختبارات قارن الباحثون 500 تنبؤ صادر عن الذكاء الاصطناعي مع تنبؤات أطباء ذوي خبرة. وكانت النتيجة أن الخوارزمية أثبتت موثوقيتها، بل وكانت أكثر كفاءة في الحالات التي تثير الشك أو عند التعامل مع ممارسين أقل خبرة.

وبالتالي فإن هذه الأداة قد تُستخدم لتعزيز اتخاذ القرار الطبي وتوفير وقت ثمين في معالجة الحالات.

المرحلة التالية تتمثل في دمج هذا النموذج الذكي داخل السجلات الطبية الإلكترونية، ومن المتوقع أن يبدأ التنفيذ الفعلي في منتصف عام 2026، بعد إجراء التعديلات النهائية.

وفي المستقبل يأمل الباحثون في توسيع قدرات الخوارزمية لتشمل التنبؤ بمضاعفات أخرى بعد الجراحة مثل:

  • خطر النزيف،
  • إعادة الإدخال المبكر،
  • أو حتى خطر الوفاة.

يُجسد هذا المشروع كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح شريكًا حقيقيًا للطب التنبئي، من خلال الإسهام في تقديم رعاية أكثر أمانًا، وتخصيصًا، وفاعلية.

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي؛ الطب؛ الصحة؛ التنبؤ؛ الرعاية؛ العدوى؛ ما بعد الجراحة.