مع حلول ” أكتوبر الوردي” الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، ولدعم المريضات نفسيا وجسديا ومعنويا للحد من معاناتهن خلال رحلة العلاج، تقوم العديد من الجمعيات والمؤسسات العمومية في تنظيم حملات توعوية وتحسيسية، من أجل تعزيز الوعي بالكشف المبكر، لاسيما أن هذا المرض أصاب 2.3 مليون امرأة سنة 2020 حسب منظمة الصحة العالمية.
دعت الدكتورة آسيا موساي مختصة في الأورام بمركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بالعاصمة، خلال دورة تكوينية نظمها مخبر “روش الجزائر” لفائدة الصحفيين المهتمين بالمجال الصحي، على ضرورة توسيع نشر الوعي لدى المرأة الجزائرية بصفة خاصة، والمجتمع بصفة عامة حول أهمية الوقاية من سرطان الثدي من خلال الكشف والتشخيص المبكر لضمان تكفل ناجع والتعايش مع هذا المرض باتباع بعض النصائح الضرورية لحياة المريضة.
وفي هذا السياق، أوضحت موساي ان جهود التوعية بالمرض وخطورته ساهم بشكل كبير وفعال في اكتشاف حالات عديدة في المرحلة الأولى والثانية للمرض، وهي أهم المراحل التي تتميز بحظوظ أكبر في الشفاء مقارنة بالمراحل المتقدمة.
وأكدت المختصة الى ان هناك زيادات كبيرة في عدد الإصابات الجديدة لسرطان الثدي، حيث تناهز 15 ألف حالة جديدة سنة 2021 وحوالي 3500 وفاة سنويا، رغم وجود الحملات الوقائية التي تنظمها الجمعيات، الى ان لازالت حالات سرطان الثدي تتقدم، وحثت موساي على ضرورة اجراء الفحوصات اللازمة للوقاية من هذا المرض الخبيث عن طريق فحص “الماموغرافيا” في سن 40 سنة فما فوق.
ان الأسباب الوراثية متعلقة بالجينات وتعتبر من عوامل الخطر المتسببة في المرض بصفة كبيرة، الى جانب الانجاب المتأخر او عدم الانجاب والبلوغ المبكر والسمنة وسن اليأس إضافة الى أسباب هرمونية متعلقة بالهرمونات الأنثوية وهرمونات التبويض والتعويضية.
وحسب المختصة فان أهم أعراض الإصابة بسرطان الثدي، سيلان من الحلمة وانكماشها، تغير شكل ولون الثدي الى جانب احمرار وتصلب جلد الثدي وتحوله كليا حجما وشكلا. وشددت الدكتورة علىعدم إهمال الكتل او العقد الصلبة التي تظهر تحت الإبط او الثدي دون ألم، مؤكدة على ضرورة القيام بالفحوصات اللازمة من باب الوقاية. والتركيز على تصوير الثدي الأشعة السينية لأنه يعتبر أدق وسيلة للكشف المبكر.
وتأسفت موساي لغياب الوعي المجتمعي والدعم المادي للمصاباتوغياب برنامج وطني للكشف عن سرطان الثدي ” المسح”، وأجهزة التصوير غير كافية في القطاع الخاص والعام والمواعيد البعيدة وسعر الفحص المرتفع، فكلما كانت المرحلة متقدمة كلما كان العلاج أصعب والتكلفة أكبر والشفاء أقل.
كما عرفت خبيرة الأورام على أهمية تحديد نوع الورم لتحديد العلاج المناسب لتوعية المريضات ويختلف العلاج من امرأة لأخرى، فهناك العلاج الموضعي ويشمل العلاج الإشعاعي والجراحة، والعلاج الكيميائي والهرموني. ان توفير الدعم المعنوي والمادي لمريضات سرطان الثدي، يسهم وبشكل كبير في التعافي وتخطي المرض، ويعمل أيضا على تحسين الحالة النفسية للفئات المتضررة وإعادتها لحياتها الاعتيادية.
عائشة و.ح