صحة جيدة لحياة أفضل

الحساسية والبصر: عندما تهدد حساسية الأنف عينيك

حرر : د. فيوليتا جوليا بوزيو | دكتورة في الطب
17 أكتوبر 2025

تكشف دراسة كورية واسعة عن خطر متزايد للإصابة بالتهاب العصب البصري لدى الأشخاص المصابين بالحساسية .

غالباً ما يُنظر إلى أعراض مثل سيلان الأنف، العطاس المتكرر، احمرار العينين وتهيجهما على أنها مجرد علامات بسيطة للحساسية أو التهاب الأنف، خصوصاً مع قدوم فصل الربيع والمواسم الدافئة. غير أن دراسة حديثة من كوريا الجنوبية كشفت أن هذه الأعراض قد تخفي وراءها مخاطر صحية أكبر مما كان يُعتقد، خاصة على صحة البصر.

قام باحثون كوريون بتحليل بيانات 4052827 شخصاً بالغاً خضعوا لفحص طبي شامل عام 2009، وتمت متابعتهم حتى نهاية عام 2018، فيما كان هدفهم هو تحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين الأمراض التحسسية (مثل حساسية الأنف، والربو، والتهاب الجلد التأتبي) وبين ظهور التهاب العصب البصري، وهو مرض نادر لكنه خطير يصيب العصب المسؤول عن نقل الإشارات البصرية.

وخلال فترة المتابعة أُصيب 3640 شخصاً بالتهاب العصب البصري، أي بنسبة 0.09% من إجمالي المشاركين. وبعد تعديل النتائج وفقاً لعوامل مؤثرة عديدة مثل العمر، والتدخين، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون، والنشاط البدني، واستهلاك الكحول، ومستوى الدخل لاحظ الباحثون وجود ارتباط واضح بين الحساسية وزيادة خطر الإصابة بأمراض العين.

التهاب العصب البصري هو التهاب يصيب العصب الذي ينقل الإشارات البصرية من شبكية العين إلى الدماغ. تظهر أعراضه غالباً في شكل:

  • انخفاض مفاجئ في الرؤية بعين واحدة،
  • ألم عند تحريك العين،
  • تغيّر في إدراك الألوان.

وغالباً ما يرتبط هذا المرض بأمراض مناعية ذاتية مثل التصلب المتعدد، ويمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الرؤية إذا لم يُكتشف ويُعالج في الوقت المناسب.

أظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، خلاصة واضحة:

  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض تحسسية لديهم خطر أعلى بمقدار 1317 مرة للإصابة بالتهاب العصب البصري.
  • أما المصابون بحساسية الأنف، فيرتفع الخطر لديهم إلى 1335 مرة.

ورغم أن هذه النتائج لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فإن الباحثين يعتقدون أن الالتهاب الجهازي المزمن  المعروف بارتباطه بالحساسية قد يساهم في حدوث استجابة مناعية غير طبيعية على مستوى العصب البصري.

ويؤكد مؤلفو الدراسة أن «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية انتباه الأطباء للأعراض البصرية لدى المرضى المصابين بالحساسية»، مشيرين إلى أن «الاكتشاف المبكر والتدخل السريع يمكن أن يمنعا مضاعفات خطيرة».

يقول خبراء المناعة إن «هذه الدراسة تشكل إشارة تحذير بشأن التأثيرات طويلة المدى للالتهابات التحسسية، التي لا تقتصر على الجهاز التنفسي فحسب». ويرى هؤلاء أن «العصب البصري شأنه شأن أنسجة حساسة أخرى، قد يكون عرضة لالتهابات منتشرة تُضعف من وظيفته».

يوصي الأطباء بإجراء مراقبة دورية لدى طبيب العيون للمرضى الذين يعانون من:

  • حساسية أنف حادة أو مزمنة،
  • اضطرابات بصرية حديثة (مثل تشوش الرؤية، ألم في العين، ضعف الإضاءة)،
  • أو لديهم تاريخ عائلي لأمراض مناعية ذاتية.

وتساعد الاستشارة الطبية السريعة في إجراء فحص لقاع العين، وفي حال الحاجة، تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والمحجرين، للكشف المبكر عن أي التهاب في العصب البصري.

إن العلاج الفعّال للحساسية عبر إزالة التحسس، أو الأدوية المضادة للهستامين المناسبة، أو تحسين النظافة البيئية يمكن أن يقلل من الالتهاب العام في الجسم، وبالتالي يحد من خطر المضاعفات العينية.

في ذات السيلق تُبرز هذه الدراسة غير المسبوقة صلة غير معروفة سابقًا بين التهاب الأنف التحسسي وصحة العين، ورغم أن الخطر المطلق لا يزال منخفضًا إلا أن الحذر ضروري: فالوقاية تعتمد على السيطرة الجيدة على الحساسية إلى جانب المتابعة العينية المنتظمة، خصوصًا لدى الفئات الشابة أو المعرضة للخطر.

الرسالة الأساسية: لا تستهينوا بالحساسية فخلف عطسة بسيطة قد يختبئ إنذار مبكر لبصركم.

الكلمات المفتاحية: صحة، حساسية، عين، مضاد للهستامين، عطاس، إضاءة.

إقرأ أيضاً: