كشف وزير الصحة ”عبد الحق سايحي” في زيارة رسمية إلى الجلفة يوم الخميس بأن الولاية تمتلك الآن البنية التحتية والموارد البشرية والقدرات اللازمة لاستقبال مركز استشفائي جامعي ، أين يفتح هذا الإعلان الطريق لتحول حاسم في النظام الصحي الإقليمي ويعد اعترافًا بتطور القطاع الصحي المحلي.
أسس قوية: البنية التحتية، التخصصات والتكوين الطبي
تتمتع الجلفة اليوم بشبكة صحية في توسع مستمر، حيث يوجد العديد من المستشفيات القريبة، والعيادات الحديثة، والمراكز المتخصصة التي تغطي مختلف التخصصات الطبية. كما أن الولاية تحتوي على ملحق لكلية الطب، مما يضمن تدريب المستقبلين من المتخصصين في المجال الصحي في المنطقة.
يعد هذا المزيج – بين هياكل الرعاية والتكوين الأكاديمي – قاعدة أساسية لإنشاء مركز استشفائي جامعي. إذ يتطلب هذا النوع من المنشآت الطبية الجامعية ليس فقط المعدات الطبية المتطورة، بل أيضًا ديناميكية البحث العلمي والإشراف التربوي لطلاب الطب، والصيدلة، والتمريض.
مشروع استراتيجي لتقليص التفاوتات في الوصول إلى الرعاية الصحية
في منطقة حيث يمكن أن تصل المسافات بين المدن الكبرى والمراكز الطبية المتخصصة إلى مئات الكيلومترات، سيساهم إنشاء مركز استشفائي جامعي في تقريب الطب المتقدم من السكان المحليين. كما يهدف هذا المشروع إلى تلبية الحاجة الفعلية لتخفيف الضغط على البنى التحتية الكبرى في شمال البلاد والمساهمة في تقليص التفاوتات الجغرافية في الوصول إلى الرعاية الصحية.
دراسة الجدوى: الخطوة الأولى نحو التفعيل
هذا وقد أعلن الوزير أنه سيتم الشروع في دراسة الجدوى في أقرب وقت ممكن. أين ستقوم هذه الدراسة بتقييم القدرات الفنية والبشرية واللوجستية للولاية لاستقبال مركز استشفائي جامعي. كما ستساعد في تحديد التخصصات الأكثر أولوية وفقًا للأمراض الأكثر شيوعًا في المنطقة (الأمراض القلبية الوعائية، السكري، الأمراض التنفسية، إلخ).
برنامج رئاسي طموح: 27 مشروعًا لتحويل قطاع الصحة في الجلفة
من جهته ذكر الوزير أن الجلفة تستفيد من برنامج تطوير تكميلي قرره الرئيس عبد المجيد تبون. إذ يضم هذا البرنامج 27 مشروعًا تهدف إلى تعزيز تقديم الرعاية الصحية: بناء مستشفيات، إنشاء عيادات متعددة التخصصات، تحسين خدمات الطوارئ، وتحديث المنشآت الحالية.
ولا تقتصر هذه الاستثمارات على الجانب البنيوي فقط، بل تعكس أيضًا إرادة سياسية لإعادة هيكلة النظام الصحي المحلي بما يتماشى مع المتطلبات الحديثة من حيث الجودة، أمان الرعاية الصحية وسهولة الوصول إليها.
ثلاثة مستشفيات جديدة قيد البناء لتوسيع التغطية الصحية

تمت زيارة الوزير أيضًا من خلال وضع حجر الأساس لثلاث مستشفيات جديدة:
- في عين وسارة: مستشفى يضم 120 سريرًا، يهدف لأن يصبح مرجعية في المنطقة الشمالية من الولاية.
- في حد الصحاري والشارف: منشأتان كل واحدة تضم 60 سريرًا، تم تصميمهما لتحسين الرعاية الصحية في المناطق الريفية التي غالبًا ما تكون تجهيزاتها ناقصة.
وبلغ المبلغ المخصص لهذه المشاريع حوالي 3.8 مليار دينار، أين سيتم تجهيز هذه المستشفيات بتقنيات متطورة وتقديم الرعاية في العديد من التخصصات الطبية الشائعة، مع ضمان الوصول السريع إلى خدمات الطوارئ.
مستشفى حديث تم تدشينه في بلدية دار الشيوخ: استجابة للاحتياجات المحلية
وفي بلدية دار الشيوخ شرقي الجلفة، تم تدشين مستشفى يضم 60 سريرًا. وقد حمل اسم المجاهد ”سليماني سليمان” المعروف بـ ”سليمان لكحل ”، ويعتبر خطوة كبيرة نحو تحسين التغطية الطبية في هذه المنطقة المعزولة.
يتميز هذا المستشفى الجديد بما يلي:
- وحدة تقنية للصور الطبية (الأشعة الرقمية، الموجات فوق الصوتية، التصوير المقطعي).
- غرف عمليات حديثة.
- خدمات في الطب العام، طب الأطفال، التوليد وأمراض النساء والطوارئ.
يتيح هذا النوع من المستشفيات القريبة توفير الرعاية السريعة لأكثر الأمراض شيوعًا، مع تجنب الحاجة للسفر إلى المدن الكبرى.
مقر جديد لمديرية الصحة: نحو إدارة أكثر كفاءة
كما قام الوزير بافتتاح المقر الجديد لمديرية الصحة في الولاية. إذ يضم هذا المبنى الحديث عدة خدمات إدارية مركزية، مكاتب لمتابعة البرامج الصحية، ومساحة لاستقبال المراجعين. ويأتي ذلك في إطار جهد وطني لتحديث إدارة الخدمات العامة، وخاصة في مجال الصحة.

ديناميكية وطنية لتحويل النظام الصحي
تندرج زيارة الوزير ضمن سياسة شاملة لإعادة هيكلة النظام الصحي الجزائري، بهدف تلبية تطلعات المواطنين المتزايدة على غرار جودة الرعاية الصحية، القرب، التخصص، والكفاءة. في حين أن الهدف المعلن واضح وهو ضمان حصول كل مواطن بغض النظر عن مكان إقامته، على حقه في الوصول إلى طب حديث وذو جودة.
الكلمات المفتاحية: الصحة؛ الجلفة؛ مركز استشفائي جامعي؛ مستشفيات؛ سايحي.