بتكليف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يشارك وزير الصحة السيد عبد الحق سايحي ووزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة في القمة العالمية الثالثة حول الإعاقة التي تُعقد في برلين (ألمانيا) ابتداءً من هذا الأربعاء. أين تهدف هذه اللقاءات الدولية التي تجمع ممثلين من عدة دول ومنظمات متخصصة إلى تبادل الآراء حول السياسات الشاملة والتدابير المعتمدة لضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
منصة دولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
وستستمر القمة لثلاثة أيام وتعدّ منصة للتبادل والنقاش حول الآليات الحديثة والتشريعات الموجهة لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة. كما تتيح هذه الفعالية للدول المشاركة مشاركة تجاربها، وتقييم التقدم المحرز، وتحديد التحديات المستمرة في مجالات الإدماج الاجتماعي، والوصول، والتمكين.
الجزائر: تشريعات معززة من أجل إدماج أفضل
خلال هذه اللقاءات سيعقد وزير الصحة اجتماعات ثنائية مع عدة وفود خاصة من الدول الإفريقية والعربية، لمناقشة التدابير المتخذة لضمان الوصول إلى الحقوق الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة. ستكون هذه المناقشات فرصة أيضًا للحديث عن صدور قانون 25-01 في الجزائر، الذي يهدف إلى تعزيز حماية وتعزيز حقوق هذه الفئة من المواطنين. أين يُعتبر هذا القانون خطوة كبيرة في مجال التنظيم القانوني والاعتراف بالاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، ويضمن لهم مزيدًا من الخدمات والتسهيلات للإدماج الاجتماعي والمهني.
الالتزام المستمر من أجل الحقوق الأساسية
من خلال مشاركتها الفعالة في القمة العالمية الثالثة حول الإعاقة، تُظهر الجزائر التزامها المستمر بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. أين يعكس هذا التفاعل إرادة قوية لمطابقة سياساتها الوطنية مع المعايير الدولية في مجالات الإدماج، والوصول، والمساواة في الفرص.
تعزيز البنية التحتية المتاحة
ومن بين التحديات الرئيسية لضمان إدماج فعال للأشخاص ذوي الإعاقة هو الوصول إلى البنية التحتية العامة والخاصة. تسعى الجزائر لتحسين الفضاءات الحضرية لتكون مناسبة للاحتياجات الخاصة لهذه الفئة من المواطنين. ويشمل ذلك:
- تجهيز المباني العامة والإدارات بمنحدرات الوصول، والمصاعد المناسبة، وإشارات بلغة بريل، ومعدات خاصة للأشخاص ذوي الحركية المحدودة.
- تطوير وسائل النقل المتاحة من خلال تعديل الحافلات، والمحطات، ومحطات المترو لضمان التنقل المستقل.
- دمج التقنيات المبتكرة لتسهيل التوجيه والتواصل للأشخاص ذوي الإعاقات الحسية.
الوصول إلى التعليم: ركيزة أساسية للإدماج
يعد التعليم حقًا أساسيًا، وتواصل الجزائر تعزيز جهودها لضمان تعليم مناسب للطلاب ذوي الإعاقة. ومن بين التدابير المتخذة:
- إنشاء مؤسسات متخصصة لمرافقة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
- دمج الطلاب ذوي الإعاقة في المدارس العادية من خلال تدابير دعم مثل وجود معلمين متخصصين واستخدام وسائل تعليمية مناسبة.
- تطوير التعليم العالي الشامل من خلال تعديل الحرم الجامعي وتطبيق برامج دعم لتمكين الطلاب ذوي الإعاقة من متابعة دراستهم في ظروف مثالية.
الإدماج المهني والاستقلال المالي
يعد الوصول إلى العمل من العوامل الأساسية لضمان استقلالية وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة. وتنفذ الجزائر عدة مبادرات لتسهيل إدماجهم في سوق العمل، بما في ذلك:
- فرض حصص إلزامية للتوظيف في الشركات العامة والخاصة.
- توفير تدريبات مهنية مناسبة تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من اكتساب المهارات التي تتماشى مع احتياجات السوق.
- تقديم حوافز ضريبية ودعومات للتوظيف تشجع أرباب العمل على دمج العمال ذوي الإعاقة.
رعاية طبية واجتماعية أفضل
تحسين الخدمات الصحية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة يعد أولوية. تتعهد الجزائر بتعزيز الوصول إلى الرعاية المتخصصة وضمان الدعم الطبي الجيد من خلال:
- إنشاء مراكز متخصصة لإعادة التأهيل والتكيف مزودة بمعدات حديثة وموظفين مؤهلين.
- رعاية الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية لضمان استقلالية أفضل للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية أو حسية.
- تقديم دعم نفسي واجتماعي لمساعدة الأشخاص المعنيين وأسرهم على التعامل مع التحديات اليومية المتعلقة بالإعاقة.
سياسة شاملة في صلب الإصلاحات التشريعية
يشير صدور قانون 25-01 إلى إرادة الجزائر لتعزيز الإطار القانوني لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ ينص هذا القانون على:
- تحسين تدابير الحماية الاجتماعية والمساعدات المالية لضمان مستوى معيشة أفضل.
- إلزام الشركات والمؤسسات العامة بتطبيق تدابير شاملة، خاصة في مجالات الوصول والإدماج المهني.
- تعزيز العقوبات في حالة التمييز أو عدم الامتثال لالتزامات الوصول والإدماج.
رؤية طويلة الأمد من أجل مجتمع أكثر شمولية
ولا تعتبر الجزائر إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة مجرد التزام، بل هو ركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية والبشرية. لذا تأتي المشاركة في القمة العالمية الثالثة حول الإعاقة في إطار هذه الديناميكية بهدف مشاركة التقدم المحرز، والتعلم من تجارب الدول الأخرى، وتعزيز التعاون الدولي من أجل إدماج أكثر فعالية واستدامة.
ومن خلال مشاركتها الفعالة في هذه القمة، تعيد الجزائر التأكيد على التزامها بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومواءمتها مع المعايير الدولية في مجالات الإدماج والمساواة في الفرص. في حين سيكون التركيز على ضرورة تعزيز البنية التحتية المتاحة، وترويج الوصول إلى التعليم والعمل، وضمان رعاية طبية واجتماعية أفضل لضمان الإدماج الكامل لهذه الفئة في المجتمع.
الكلمات المفتاحية: الصحة؛ الإعاقة؛ الجزائر؛ الإدماج؛ الاجتماعي؛ المهني.