منعطف استراتيجي لقطاع الصحة في إفريقيا

تُحقق الجزائر خطوة نوعية جديدة في سياستها الخاصة بتطوير الصناعة الصيدلانية،فقد قام وزير الصناعة الصيدلانية “وسيم قويدري “، بتنصيب اللجنة الوطنية متعددة القطاعات المكلفة بالتحضير لمؤتمر وزراء إفريقيا حول الصناعة الصيدلانية، المقرر عقده في نوفمبر 2025. وتُعد هذه المبادرة التي تنظم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، حدثًا تاريخيًا لأول مرة في الجزائر، وفرصة استراتيجية لمستقبل الصحة في القارة الإفريقية.

حدث تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية

وسيُعقد المؤتمر تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية ”عبد المجيد تبون” في إشارة إلى الأهمية السياسية البالغة لهذا الحدث. وتطمح الجزائر من خلاله إلى إبراز قدراتها الصناعية وتعزيز مكانتها كقوة إقليمية رائدة في مجال إنتاج الأدوية.

تجمع إفريقي غير مسبوق

هذا وقد أكدت أكثر من 13 دولة إفريقية مشاركتها في هذا المؤتمر، وستتكون الوفود من وزراء الصحة، ووزراء الصناعة الصيدلانية، والتجارة، والصناعة، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية وهياكل إقليمية وشركاء اقتصاديين وخبراء في المجال. وسيناقش المشاركون التحديات المشتركة التي تواجه الدول الإفريقية، مثل الاعتماد الكبير على الاستيراد، وضعف سلاسل التوريد، وتفاوت الوصول إلى العلاجات، وهشاشة البنى التحتية المحلية للإنتاج.

نحو سيادة صيدلانية إفريقية

من جهته يرمي المؤتمر إلى إصدار توصيات عملية لتطوير صناعة صيدلانية إفريقية متكاملة ومستدامة ومستقلة. وستتمحور النقاشات حول ضرورة وضع سياسات وطنية منسقة، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتسهيل التعاون بين الدول الإفريقية. الهدف هو ضمان توفير أفضل للأدوية الأساسية، خاصة في حالات الطوارئ الصحية.

الجزائر نموذج إقليمي يُحتذى به

يمثل هذا الحدث أيضًا فرصة للجزائر لعرض إنجازاتها في مجال صناعة الأدوية، إذ تمتلك شبكة صناعية في توسّع مستمر، وقدرات في الإنتاج ومراقبة الجودة والتصدير، ما يجعلها تحظى باهتمام متزايد على المستوى القاري. وتراهن الدولة على تنظيم قانوني محكم، ودعم للاستثمار، واستراتيجية تعتمد على الابتكار لجعل هذا القطاع ركيزة اقتصادية أساسية.

الابتكار والذكاء الاصطناعي والرقمنة في صلب البرنامج

ولن يقتصر المؤتمر على تبادل الآراء السياسية، بل سيتطرق أيضًا إلى التقنيات الحديثة التي تُحدث ثورة في هذا المجال، على غرار الذكاء الاصطناعي، ورقمنة عمليات الإنتاج، والتتبع الرقمي، وتطوير حلول ذكية لمراقبة العلاجات. من شأن هذه الأدوات أن تجعل الإنتاج الدوائي أكثر فاعلية وشفافية وأمانًا.

نحو منظومة صحية إفريقية أكثر صمودًا

تهدف الجزائر من خلال هذه المبادرة، إلى لعب دور محوري في بناء نظام صحي إفريقي أكثر عدلاً واستقلالية. فبتعزيز التعاون القاري في مجال إنتاج الأدوية، يسعى هذا المؤتمر إلى تقليص هشاشة البلدان الإفريقية أمام الأزمات الصحية، كما كشفت جائحة كوفيد-19 بوضوح.

تعبئة جماعية من أجل مستقبل الصحة في إفريقيا

في ذات السياق يُجسد التحضير لهذا المؤتمر وعيًا جماعيًا متزايدًا بأهمية الفعل المشترك، أين لم يعد الأمر يقتصر على النقاش فقط، بل يستدعي تحركًا فعليًا يضمن لكل مواطن إفريقي الحق في الحصول على أدوية آمنة وفعالة وبأسعار معقولة، في حين تؤكد الجزائر من خلال هذه المبادرة موقعها كفاعل أساسي في التغيير المنتظر منذ وقت طويل.

الكلمات المفتاحية: مؤتمر؛ إفريقيا؛ صيدلة؛ الجزائر؛ دواء.