اتسمت مراسم التكريم بعمق الامتنان، كما شكّلت محطة بارزة في مسار الشراكة الصحية بين البلدين.
ترأس وزير الصحة البروفيسور “محمد الصديق آيت مسعودان” يوم الاثنين 1 ديسمبر 2025، بمقر المعهد الوطني للصحة العمومية في الجزائر، حفلاً رسمياً لتكريم البعثة الطبية الصينية الثامنة والعشرين، بعد عامين من العمل في عدة ولايات. وحضر الحفل سفير الصين في الجزائر، السيد دونغ قوانغلي، إلى جانب إطارات من الوزارة.
حفل تقدير يجسد جوهر شراكة تاريخية
منذ الافتتاح أكد الوزير على البعد الرمزي والإنساني لهذا التكريم، الذي يختتم مهمة «تميّزت بالتفاني والتضامن». وذكّر بأن التعاون الصحي بين البلدين يعود إلى ما بعد الاستقلال مباشرة، حين أرسلت الصين أول فريق طبي لها إلى الخارج عام 1963 دعماً للجزائر.
التزام مشهود لأثره الطبي والإنساني
كما أعرب البروفيسور آيت مسعودان عن «عميق امتنان الجزائر» لأعضاء الوفد الصيني، فمنذ وصولهم، عملوا جنباً إلى جنب مع الفرق الطبية الجزائرية، وشاركوا خبراتهم وقدموا رعاية متخصصة للسكان. وسلّط الوزير الضوء على:
- احترافيتهم العالية،
- جاهزيتهم الدائمة،
- وإحساسهم الكبير بالواجب، رغم بعدهم أحياناً عن أسرهم.
وقال إن تدخلاتهم «منحت الطمأنينة والأمل لعديد من العائلات»، كما أسهمت في تعزيز قدرات الفرق المحلية من خلال إدخال تقنيات طبية مبتكرة.
ووصف الوزير هذه المهمة بأنها «جسر إنساني وعلمي» رسّخ التعاون الجزائري–الصيني، الذي أصبح نموذجاً للشراكة الاستراتيجية والتضامن الدولي.
رسالة الصين: امتنان واستمرار
في كلمته عبّر السفير دونغ قوانغلي عن تأثره العميق، موجهاً شكره للجزائر على حفاوة استقبال البعثات الطبية المتعاقبة. وأشاد بـ«التعاون الممتاز» بين المهنيين الصحيين من الجانبين، والذي مكّن من تقديم علاجات «أنقذت أرواحاً وكسبت احترام الشعب الجزائري». وذكّر السفير بـ:
- الأهمية التاريخية للعلاقات بين البلدين،
- اعتراف الصين بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عام 1958،
- ودعم الجزائر لبكين لاستعادة مقعدها في الأمم المتحدة عام 1971.
كما أبرز مساهمة الطاقم الطبي الصيني في التكوين والندوات الطبية وتبادل الخبرات، وهي عناصر أساسية للتطور التقني المشترك. وللمستقبل أعلن السفير عن مرحلة جديدة من التعاون، ترتكز على تعزيز نقل المهارات، والتكوين المتخصص، وإقامة شراكات مباشرة بين المستشفيات الجزائرية والصينية.
مرحلة انتقالية مضمونة: بعثة جديدة باشرت مهامها بالفعل

في ختام الحفل وجّه الوزير شكره النهائي لأعضاء البعثة الثامنة والعشرين، متمنياً لهم «عودة هادئة ومستقبلاً مهنياً واعداً». وأكد أن البعثة الطبية الصينية التاسعة والعشرين قد بدأت بالفعل في الالتحاق بمناصبها في الجزائر.
واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن حفلات الوداع هذه «لا تمثل نهاية، بل بداية جديدة»، إذ إن الخبرات التي اكتسبها الأطباء الصينيون في الجزائر ستغذي تجاربهم المستقبلية وتعمق الروابط بين الشعبين.
توصيات لتعزيز الشراكة الصحية
ولتحسين أثر البعثات المستقبلية تم اقتراح عدة محاور أساسية:
- تكثيف التكوينات المشتركة في الجراحة وطب الاستعجالات والتخصصات ذات الطلب المرتفع.
- تعزيز التبادل العلمي بين الجامعات والمراكز الاستشفائية في البلدين.
- تسهيل الوصول إلى التقنيات الطبية الحديثة، خصوصاً في مجالات التصوير الطبي والجراحة طفيفة التوغل والطب عن بُعد.
- وضع برامج بعيدة المدى لنقل المهارات لفائدة الفرق الطبية الجزائرية.
الكلمات المفتاحية: صحة؛ الجزائر؛ الصين؛ تعاون؛ طبي؛ طب عن بُعد؛ تكنولوجيا.