نظم معهد باستور يوم 12 أكتوبر 2022بالجزائر العاصمة، لقاء علمي تحت عنوان “التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وسيلة أساسية في القضاء على سرطان عنق الرحم” بمشاركة خبراء وطنيون ودوليون لتقديم أحدث البيانات الوبائية في العالم والجزائر بصفة خاصة، وشرح أهمية الفحص والتشخيص لهذه الآفات، موضحين فائدة اللقاح ضد هذه الفيروسات المسببة للأورام.
البروفيسور فوزي درار
أكد المدير العام لمعهد باستور، البروفيسور فوزي درار، أن عدة دول أدرجت اللقاح الذي اثبت فعاليته سواء من ناحية تراجع المرض او حتى الشفاء منه نهائيا.
وتشير الدراسات، حسب منظمة الصحة العالمية فان سرطان عنق الرحم، يعد أحد أكثر أنواع السرطان قابلية للعلاج بنجاح، رهنا بالكشف عنه في وقت مبكر وتدبير علاجه بفعالية. ويمكن أيضاً مكافحة السرطانات التي يحدث تشخيصها في مراحل متأخرة وذلك بواسطة تقديم العلاج المناسب.
وتشير النتائج التي أعلنت عنها لجنة الخبراء المعنية باللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن توفر جرعة واحدة من اللقاح المضاد لفيروس الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم، حماية مماثلة لتلك التي تؤمنها جرعتان، وذلك لمن تقل أعمارهن عن 21 عاما.
البروفيسور دوجة حمودة
وخلال الملتقى، عرضت البروفيسور دوجة حمودة، المشرفة على السجل الوطني للسرطان بالمعهد الوطني للصحة العمومية، الوضعية الوبائية للإصابة بسرطان عنق الرحم بالعالم، استنادا الى معطيات المعهد العالمي لمكافحة السرطان” كلوبال بوكان”، والتي سجلت 19 مليون إصابة جديدة لهذا الداء سنويا في العالم، ومن بينها سرطان عنق الرحم في المرتبة السادسة بعد سرطان الثدي والبروستات والرئة والقولون والمستقيم.
وقالت نفس المتحدثة أن الجزائر سجلت 1600 حالة جديدة سيما لدى الفئة العمرية 55 سنة فما فوق وتصل معظم الحالات الى العلاج في المرحلة الثانية والثالثة من المرض، وهذا وفق السجل الوطني للسرطان للمعهد الوطني للصحة العمومية.
البروفيسور حسان محفوف
أوضحت الدكتورة ذكية محمدي من معهد باستور، أن معظم التحاليل التي قام بها المعهد للكشف عن فيروس خلال سنة 2022، معظمها قادمة من الأطباء الاخصائيين في طب النساء والتوليد في المجال الخاص مقارنة بالمؤسسات الاستشفائية التي تعرف نسبة قليلة جدا، وشددت محمدي على ضرورة إطلاق مخطط وطني للتشخيص المبكر في الجزائر وذلك بالتنسيق مع المنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
كما أشارت الدكتورة على وجود وسائل و تقنيات متطورة ساعدت كثيرا أصحاب المجال في الكشف الدقيق الى جانب تقنية ” بي.سي.ار” والتي لعبت دورا كبيرا في اكتشاف الفيروسات التي تتسبب في سرطان عنق الرحم داعية الى ضرورة وضع خطط واستراتيجية مناسبة للكشف والتشخيص المبكر للنساء في الجزائر.
من جهة أخرى، أضاف مختص ورئيس مصلحة طب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية لرويبة، البروفيسور حسان محفوف الى انه يتم متابعة 1189 امرأة مصابة بسرطان عنق الرحم، برغم كل حملات التحسيس والمخطط الوطني لمكافحة السرطان التي تم وضعه ” 2015/2019″ الى ان الوضعية الحالية تستدعي ادراج اللقاح وإطلاق مخطط جديد وشدد على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية.
واعتبرت الدكتورة اصوح عليمة مديرة وكالة الطب والوقاية الافريقية، ان الجزائر قامت بمجهودات كبيرة في مجال التلقيح وكانت مثالا يقتدى به بالقارة الافريقية وحتى بعض الدول الأوروبية.
يقع عنق الرحم في الجزء السفلي من الرحم، وهو الجزء الذي يربط بين المهبل والرحم.
سرطان عنق الرحم ينتج عن تغيرات غير طبيعية في خلايا عنف الرحم، حيث تنمو وتتضاعف هذه الخلايا بشكل غير طبيعي، في الغالب يستغرق هذه النوع من السرطان سنوات عديدة ليتطور. السبب الرئيسي للإصابة بهذا السرطان هو فيروس الحلمي البشري .« HBV » بشكل عام لا تسبب المرحلة المبكرة من هذا المرض أي مؤشرات أو اعراض، الا في الحالات المتقدمة فيظهر نزيفا مهبليا بعد الجماع ، افرازات مهبلية مائية ودموية قد تكون غزيرة وذو رائحة كريهة، إضافة الى الم الحوض او الم اثناء الجماع.
يتم الكشف من خلال التغيرات الغير طبيعية في خلايا عنق الرحم، وذلك بالقيام بفحوصات مخبرية تعرف باسم ” المسحة المهبلية” وهو اختبار عنق الرحم، ساعد هدا الاختبار على إنقاص نسبة الوفيات من سرطان عنق الرحم، حيث يؤخذ سائل من المهبل او خلايا من عنق الرحم ويتم فحصها بواسطة المجهر، فينبغي على كل امرأة متزوجة ان تخضع لفحص عنق الرحم مرة كل 3 سنوات على الأقل.
ولتقليل من مخاطر سرطان عنق الرحم يجب الالتزام ببعض النصائح من باب الوقاية:
أما بخصوص السيدات التي تم تشخيص إصابتهن بسرطان عنق الرحم فننصح باتباع بعض الارشادات:
https://www.who.int/ar/publications/m/item/cervical-cancer-dza-country-profile-2021
عائشة ولد حبيب صحفية متخصصة في الإعلام الصحي