صحة جيدة لحياة أفضل

الانتحار يتسبب في وفاة شخص من كل 100 حول العالم: منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
7 سبتمبر 2025

كل عام تتحطم مئات الآلاف من الأرواح بسبب الانتحار، وووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية فقد توفي حوالي 727 ألف شخص انتحاراً في عام 2021، أي وفاة واحدة من كل 100 وفاة في العالم.

أزمة صحية عامة عالمية

وكشفت ”ديفورا كيستيل” مديرة قسم الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي: «الانتحار من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين الشباب، ويظل مأساة يمكن تجنبها».

يشكل الانتحار أحد أولويات أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة التي تسعى إلى خفض معدلاته العالمية بمقدار الثلث بحلول عام 2030. غير أن التقدم غير كافٍ فإذا استمرت الوتيرة الحالية، فإن الانخفاض لن يتجاوز 12٪ خلال خمس سنوات، وهو بعيد عن الهدف المحدد.

ورغم ذلك فقد انخفض المعدل العالمي للانتحار بنسبة 35٪ بين عامي 2000 و2021، وهو تقدم حقيقي لكن غير متكافئ. أما جائحة كوفيد 19 ورغم ما خلفته من ضغوط وعزلة ولا يقين، فلم تؤد إلى ارتفاع حاد، لكنها زادت من الهشاشة النفسية خاصة لدى الشباب.

أما عن التفاوتات فهي واضحة ، إذ تقع نحو 73٪ من حالات الانتحار في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث يعيش معظم سكان العالم. وفي هذه المناطق يفاقم نقص الخدمات المتخصصة والوقاية وصعوبة الحصول على الرعاية الوضع أكثر ، وعلى النقيض غالباً ما تسجل الدول الغنية معدلات أعلى، لكن بياناتها الإحصائية أكثر دقة، ما يجعل المقارنات معقدة.

يؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية حقيقة مقلقة وهي أن الانتحار من بين أبرز أسباب الوفاة لدى المراهقين والشباب في جميع القارات. وتلعب اضطرابات الصحة النفسية – مثل الاكتئاب، القلق، والسلوكيات الإدمانية – دوراً محورياً.

كما ساهم انتشار شبكات التواصل الاجتماعي والتعرض للتنمر الإلكتروني والضغط الدراسي في زيادة هذه الهشاشة. وزادت الجائحة الطين بلة إذ حرمت الشباب من المساندة الاجتماعية وأحياناً من إمكانية الوصول إلى العلاج.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من مليار شخص في العالم يعيشون حالياً مع اضطراب نفسي. وهذه الاضطرابات تتزايد بوتيرة أسرع من النمو السكاني العالمي. وتتجاوز آثارها نطاق الصحة الفردية، إذ تكلف الاكتئاب والقلق الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنوياً بسبب فقدان الإنتاجية ونفقات العلاج.

ودعا المدير العام للمنظمة” تيدروس أدهانوم غيبريسوس” إلى تغيير جذري قائلاً: «إصلاح خدمات الصحة النفسية من بين التحديات الأكثر إلحاحاً في الصحة العامة، لذا يجب أن نتحرك للحد من المعاناة التي يمكن تجنبها وإنقاذ الأرواح».

يشدد الخبراء على أن الانتحار ليس قدراً محتوماً بل يمكن الوقاية منه عبر سياسات عامة ملائمة ومرافقة شخصية:

  • الوصول السريع إلى الرعاية النفسية: تعزيز الاستشارات خاصة للمراهقين والشباب.
  • الكشف المبكر: تدريب الأطباء والمعلمين والأخصائيين الاجتماعيين على رصد علامات الخطر (العزلة، الحديث عن الانتحار، اضطرابات النوم، تعاطي المواد).
  • مكافحة الوصم: تشجيع النقاش حول الاضطرابات النفسية لتفادي عزلة المرضى.
  • تعزيز خطوط المساعدة الطارئة: توفير أرقام مجانية متاحة 24/24 للجميع.
  • الدعم الأسري والمجتمعي: إشراك الأقارب في الوقاية والمرافقة العلاجية.

وراء كل إحصائية توجد حياة، وأسرة، ومجتمع في حداد. لذا يظل الانتحار موضوعاً مؤلماً يلفه الصمت. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الحديث عن الصعوبات النفسية هو الخطوة الأولى نحو الوقاية، وأن الحلول موجودة حتى في أحلك الظروف.

يمكن أن تراود الأفكار الانتحارية أي شخص مهما كان عمره أو وضعه. ولا يجب أبداً التقليل من شأنها، لذا يعتبر الحديث عنها خطوة أولى وأساسية نحو الشفاء.

  • تحدث إلى شخص تثق به: صديق، فرد من العائلة، أو زميل، فمجرد مشاركة أفكارك قد يخفف عنك.
  • استشر مختصاً صحياً: طبيب عام، طبيب نفسي أو أخصائي نفسي. أين يمكنهم اقتراح متابعة ملائمة.
  • اتصل برقم طوارئ إذا كان الخطر وشيكاً.

يمكن تفادي الانتحار، كما أن هناك مساعدات وعلاجات وأشخاص مستعدون للاستماع. لذا لا تبقَ وحيداً مع أفكارك، وتذكر دائما أن طلب المساعدة هو عمل شجاع كما أنه الخطوة الأولى نحو مستقبل ممكن.

الكلمات المفتاحية: انتحار؛ منظمة الصحة العالمية؛ الطب النفسي؛ الرعاية؛ الوقاية؛ طبي.

إقرأ أيضاً: