صحة جيدة لحياة أفضل

الإنفلونزا الموسمية: الإطلاق الرسمي للحملة الوطنية للتلقيح 2025-2026

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
22 أكتوبر 2025

أعلنت وزارة الصحة يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن الإطلاق الرسمي للحملة الوطنية للتلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية لموسم 2025/2026. وتهدف هذه الحملة التي ستمتد إلى غاية شهر مارس 2026، إلى التقليل من الحالات الخطيرة والمضاعفات المرتبطة بالإنفلونزا، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وخلال يوم وطني للتحسيس والتوعية نُظم بالمناسبة، أوضح  مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة الدكتور “جمال فورار” أن مليوني جرعة من اللقاح تم إنتاجها محلياً، ما يمثل استقلالية دوائية كاملة للجزائر في هذا المجال. وقال: «يتعلق الأمر بلقاح رباعي التركيبة يستهدف أربع سلالات فيروسية يُتوقع انتشارها خلال هذا الموسم، وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية».

هذا اللقاح الذي يُعد ثمرة للإنتاج الوطني، يستجيب للمعايير الدولية للجودة، وقد تم تطويره لتوفير حماية واسعة واستجابة مناعية طويلة الأمد ضد السلالات الفيروسية الرئيسية المنتظرة خلال شتاء 2025–2026. وأكدت الوزارة أنه يمكن توفير جرعات إضافية عند الحاجة، لضمان تغطية تلقيحية كافية عبر جميع الولايات.

يُوصى بالتلقيح خصوصاً للفئات التالية:

  • الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 سنة،
  • المرضى المصابون بأمراض مزمنة (كالسكري، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي)،
  • النساء الحوامل،
  • الأطفال الصغار،
  • والعاملون في القطاع الصحي المعرضون يومياً للفيروس.

وأوضح الدكتور “فورار” أن «التلقيح يبقى الوسيلة الأكثر أماناً وفعالية لتفادي المضاعفات الخطيرة، وتقليل حالات الاستشفاء والوفيات المرتبطة بالإنفلونزا».

حسب الدكتورة “سامية حمادي” مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة فإن ذروة انتشار الإنفلونزا الموسمية تكون عادة في شهر جانفي، لذلك توصي بالتلقيح مع بداية فصل الخريف لتمكين الجسم من بناء مناعة كاملة قبل فترة الانتشار الواسع للفيروس. وقالت: «يستغرق اللقاح حوالي أسبوعين لتكوين استجابة مناعية فعالة، والتلقيح المبكر هو حماية في الوقت المناسب».

من جانبه ذكر الدكتور “عبد الرزاق بوعمرة” المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية (INSP)، أنه تم إنشاء شبكة وطنية لرصد الإنفلونزا منذ سنتين، بالتعاون مع معهد باستور الجزائر، وتغطي هذه الشبكة عشر ولايات، وتسمح بالتحليل الجيني في الوقت الحقيقي للفيروسات المنتشرة، مما يساعد على تكييف اللقاحات سنوياً وفقاً للسلالات الفعلية الموجودة في الميدان.

وقال الدكتور بوعمرة: «هذا النظام للرصد الوبائي يسمح بالتنبؤ بتطور الفيروس وتوجيه الحملات التلقيحية على أسس علمية دقيقة». كما سيتم تنظيم يوم علمي يوم 27 أكتوبر القادم في المعهد الوطني للصحة العمومية لعرض نتائج المراقبة الفيروسية للموسم الماضي والتوجهات المتوقعة لموسم 2025–2026.

يُذكّر المختصون بأن الإنفلونزا ليست مجرد إصابة بسيطة، إذ يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الرئتين أو القلب، خاصة لدى الفئات الضعيفة. ومن أهم التوصيات:

  • التلقيح سنوياً لأن الفيروس يتغير باستمرار،
  • غسل اليدين بانتظام وتجنب الاقتراب من المصابين،
  • ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة خلال فترات الانتشار،
  • واستشارة الطبيب فوراً في حال استمرار الحمى أو السعال أو ضيق التنفس.

من خلال إنتاج لقاحات جزائرية 100٪ وإقامة نظام وطني فعّال للمراقبة الوبائية، تُثبت الجزائر قدرتها على التنبؤ وإدارة التهديدات الصحية الموسمية، وتجسد هذه الحملة مقاربة شاملة تجمع بين الوقاية والبحث والابتكار والسيادة الصحية، في إطار الاستراتيجية الوطنية لتعزيز مرونة النظام الصحي وحماية الفئات الهشة.

وفي ختام اليوم جددت وزارة الصحة نداءها إلى المواطنين: «التلقيح خطوة بسيطة وآمنة وتضامنية، فهو لا يحمي الشخص الملقح فقط، بل أيضاً من حولهن كما أن التلقيح مساهمة في صحة المجتمع ككل».

وهكذا، فإن الحملة الوطنية ضد الإنفلونزا الموسمية 2025–2026 تعد فعلاً مواطناً مسؤولاً، والتزاماً بالصحة العامة، ودليلاً على الثقة في البحث والإنتاج الوطنيين.

الكلمات المفتاحية: لقاح؛ إنفلونزا؛ صحة.

إقرأ أيضاً: