مع دخول فصل الشتاء، الذي يعتبر بوابة انطلاق موسم الإنفلونزا، يصبح جسم الانسان أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات، فما الذي يمكن فعله للوقاية ولحماية أجسامنا وللحد من انتشار هذه الفيروسات؟
تحولت هذه الاستفهامات الى محور اهتمام الصحة العامة، حيث أصبح من الضروري القيام بإجراءات وقائية فعالة، وهذا عن طريق أخذ اللقاحات المضادة للأنفلونزا الموسمية، وتجنب التجمعات في الأماكن المغلقة.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية فان الانفلونزا الموسمية تصيب كل سنة واحدة 1 مليار شخص في العالم مسببة ما بين 3 و5 مليون حالة خطيرة، تؤدي الى الوفاء ما بين 290.000 و650.000 حالة وفاة متعلقة باضطرابات تنفسية.
لهذا فان الباحثين والأطباء في جميع انحاء العالم ينصحون دائما بأخذ اللقاحات المضادة للأنفلونزا الموسمية، وبحسب البروفيسور “كمال جنوحات”، رئيس المخبر المركزي للمؤسسة الاستشفائية العمومية بالرويبة الجزائر، وخلال تقديمه لمداخلة علمية لفائدة الصحفيين حول موضوع ” التطعيم ضد الانفلونزا“، فان الفيروسات تنتشر مع موسم الشتاء وتظهر في الأماكن المغلقة، خاصة الأنفلونزا الموسمية والتي قد تكون أكثر خطر من فيروس كورونا، لهدا من الضروري الحرص على القيام بأخذ اللقاحات وحماية المواطنين من هذه الفيروسات الصعبة.
الأنفلونزا الموسمية
عرف البروفيسور الانفلونزا على انها عدوى تنفسية حادة تسببها فيروسات الانفلونزا، وتنتشر بسهولة بين الأشخاص عند العطس او السعال، وعن الأعراض ذكر المتحدث ان الاعراض تشمل الحمى وسيلان الانف والتهاب الحلق وآلام في الجسم، تعب، الدوخة وغيرها من الاعراض والتي تختلف حسب جسم كل مصاب.
غالبا ما يتعافى المصاب من الحمى وتلك الاعراض في غضون أسبوع، ورغم ذلك، يمكن ان تسبب هذه الانفلونزا مرضا يؤدي الى الوفاة، خاصة عند الأشخاص الكبار في السن والامراض المزمنة.
وخلال شرحه حول الحالات الشديدة، التي يمكن ان تؤدي الى التهاب الرئوي مما يستدعي رقابة طبية وإدخال المريض الى المستشفى. قال البروفيسور ” أكثر الأشخاص المعرضين لخطر شديد يتم إدخالهم للمستشفى ورعايتهم لكن للأسف تكون حالتهم جد متطورة مما يؤدي ذلك للوفاة”.
تحدث معظم الوفيات المرتبطة بالأنفلونزا بين الأشخاص في سن 65 عام او أكثر لان الجهاز المناعي في هذا السن يصبح أكثر هشاشة. يمكن لجميع الأشخاص رغم اختلاف اعمراهم يتأثرون بالمرض، لكن هناك بعض الفئة تكون أكثر عرضة للخطر من غيرها.
التداخل بين اعراض الانفلونزا الموسمية وفيروس كرورنا
كشف البروفيسور جنوحات الى ان الاستشارات الطبية في الجزائر بلغت نسبتها 10% تخص أعراض الانفلونزا، خاصة وأن الاعراض تتشابه جدا مع فيروس كورونا، خاصة وان فيروس هذه السنة ليس كمثل السنة الماضية، لان الانفلونزا في هذه الحالة ممكن ان تكون أكثر خطورة من كورونا.
وأشار جنوحات في حديثه عن التداخل بين اعراض الانفلونزا الموسمية وفيروس كرورنا، موضحا ان هذا الامر أصبح صعب على الطبيب المعالج ” لصعوبة التفريق”، وأوصى الى اللجوء لتشخيص البيولوجي كوسيلة للتمييز بينهما.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا الموسمية
بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأنفلونزا الموسمية وبمضاعفات وخيمة هم النساء الحوامل، ومرضى داء السكري، والذين يعانون من السمنة، والأطفال دون 5 سنوات، وكبار السن، والأمراض الذين يعانون من حالات طبية مزمنة ” أمراض القلب، أمراض الرئة، الكلى، الكبد، الدم، الامراض المناعية الذاتية”.
العاملون الصحيون هم أيضا معرضون دائما لخطر كبير بالإصابة بعدوى الانفلونزا بسبب زيادة تلقيهم للمرض، ونشره بشكل خاص بين الأشخاص المعرضين للخطر.
أهمية تلقي لقاح الأنفلونزا الموسمية
أكد البروفيسور جنوحات الى أهمية اخذ لقاح ضد الانفلونزا خاصة للفئات الأشد احتياجا، لأنهم أكثر عرضة لمضاعفات الانفلونزا ونزلات البرد، موضحا ان اخذ اللقاح يحصل عليه الشخص بوصفة طبية تسلم له من عند الطبيب. يعمل لقاح ضد الانفلونزا على تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة.
كما دعا البروفيسور الى تفادي التطعيم خلال ظهور الاعراض بحجة عدم الجدوى منه في تلك الفترة، ويجب اخذه في الوقت المناسب وحسب ما ينصح به الطبيب.
ويوصي الخبراء بالتركيز على أكثر الطرق فعالية لتقليل فرصة الإصابة عن طريق، غسل اليدين جيدا، تجنب لمس الفم والعين مباشرة بعد لمس الأشخاص المصابة بالأنفلونزا، وتجنب الأماكن المزدحمة.
ستظل فوائد اللقاح ضد الانفلونزا تختلف حسب خصائص الشخص الذي يتم تطعيمه.
تعمل وزارة الصحة من خلال مخططها الاستراتيجي تماشيا مع جهود الأطباء والمختصين للحد من انتشار الامراض المعدية مثل الانفلونزا لدى المجتمع الجزائري، حيث نوهت الجهات المعنية على أهمية تطعيم ضد الانفلونزا الموسمية في تخفيف الاعراض المصاحبة لها والمساهمة بشكل كبير في جعلها أخف واكتساب مناعة أكثر.
عائشة و.ح