ستحتضن مدينة أبيدجان (ساحل العاج) من 25 إلى 27 نوفمبر 2025، حدثًا قاريًا بارزًا يتمثل في “منتدى الإعلام الإفريقي من أجل تعزيز الصحة والبيئة“. أين ينظم هذا اللقاء من طرف شبكة الإعلاميين الأفارقة لتعزيز الصحة والبيئة REMAPSEN ، وسيجمع 70 صحفيًا من 35 دولة إفريقية بهدف مشترك وهو تعزيز التعبئة الإعلامية حول أمراض المناطق المدارية المهملة .
أمراض المناطق المدارية المهملة : عبء صحي لا يزال يُستهان به
تمثل أمراض المناطق المدارية المهملة مجموعة من الأمراض المعدية المزمنة التي تصيب بشكل خاص الفئات الفقيرة والمهمشة في المناطق المدارية وشبه المدارية. وتتحمل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الجزء الأكبر من العبء العالمي لهذه الأمراض. ووفقًا لأحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 1.7 مليار شخص في العالم معرضون لهذه الأمراض، من بينهم أكثر من 600 مليون في إفريقيا.
ومن أبرز هذه الأمراض المنتشرة في القارة: داء البلهارسيا ، داء المثقبيات الأفريقي البشري (مرض النوم)، داء الليشمانيات، داء الفيلاريات اللمفي، داء كلابية الذنب (العمى النهري) وقرحة بورولي. وتتسبب هذه الأمراض في إعاقات دائمة وخسائر اقتصادية جسيمة، كما تسهم في إبقاء المجتمعات داخل دوامة الفقر.
الإعلام في خدمة التوعية والمناصرة
أمام هذه التحديات المستمرة، يؤكد رئيس شبكة REMAPSEN” بامبا يوسف” على الدور الاستراتيجي للإعلام في محاربة هذه الأمراض:«هذا المنتدى هو فرصة لإخراج هذه الأمراض من دائرة النسيان، وتعبئة الصحفيين الأفارقة بشكل دائم حول قضايا الصحة العامة هذه».
وسيتم تكوين الصحفيين المشاركين من مختلف المناطق اللغوية (الفرنكفونية، الأنغلوفونية والعربية ..) في الجوانب الطبية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الأمراض، من أجل تحسين جودة وتكرار التغطيات الإعلامية، لا سيما وأن هذه الأمراض، ورغم ثقلها الصحي، لا تحظى بتغطية إعلامية كافية مقارنة بأمراض أخرى مثل فيروس نقص المناعة/الإيدز أو الملاريا أو السل.
تأثير اقتصادي واجتماعي بالغ
إلى جانب المعاناة الإنسانية أمراض المناطق المدارية المهملة الأنظمة الصحية الإفريقية مبالغ طائلة وتُعيق عجلة التنمية. وتُقدّر منظمة الصحة العالمية أن القضاء عليها يمكن أن يحقق مكاسب اقتصادية تصل إلى نحو 600 مليار دولار على الصعيد العالمي بحلول سنة 2030. ومن هنا، تندرج محاربتها ضمن أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف 3.3 الذي يسعى إلى القضاء على هذه الأمراض كمشكلة صحية عامة في أفق 2030.
جوائز ميشال سيديبي لتكريم الالتزام الإعلامي
على هامش المنتدى ستنظم شبكة REMAPSEN النسخة الرابعة من جوائز ميشال سيديبي، التي تحمل اسم المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي للوكالة الإفريقية للأدوية. وتهدف هذه الجوائز إلى تكريم أفضل التقارير الصحفية والمبادرات التوعوية في مجال الصحة والبيئة، وأيضًا إلى تشجيع الدول الأكثر نشاطًا في تنفيذ حملات الإعلام والوقاية.
نحو حوكمة صحية إقليمية أفضل
يأتي هذا المنتدى في وقت تعمل فيه إفريقيا على تعزيز قدراتها المؤسساتية، من خلال صعود دور الوكالة الإفريقية للأدوية (AMA)، التي تسعى إلى توحيد السياسات التنظيمية الدوائية في القارة، وضمان وصول منصف إلى العلاجات الخاصة بالأمراض المهملة.
ومن خلال الاستثمار في تكوين الإعلاميين وتعزيز قدراتهم في مجال المناصرة، قد يشكل منتدى أبيدجان محطة حاسمة لإدماج مكافحة الأمراض المدارية المهملة في سياسات الصحة العامة والتنمية المستدامة للدول الإفريقية.
الكلمات المفتاحية: الصحة، البيئة، إفريقيا، أبيدجان، الأمراض، أمراض المناطق المدارية المهملة