صحة جيدة لحياة أفضل

ألزهايمر في الجزائر: عندما يصبح التشخيص المبكر رهاناً للصحة العامة

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
4 أكتوبر 2025

نظّم المعهد الوطني للصحة العمومية (INSP) في الجزائر العاصمة، يوماً دراسياً وتوعوياً حول مرض ألزهايمر، أين جمع اللقاء أطباء عامّين أطباء أعصاب، مختصين في أمراض الشيخوخة، وخبراء في الصحة العامة، للتفكير في سبل أفضل للكشف المبكر والتكفل بهذا المرض الذي أصبح تحدياً كبيراً للصحة العامة في البلاد.

وذكّر البروفيسور “عبد الرزاق بوعمرة” المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، بأن الأطباء العامّين يشكّلون خط الدفاع الأول ضد مرض ألزهايمر.وقال: “هم الذين يكتشفون العلامات الأولى، ويوجهون المرضى إلى المختصين، مما يسمح بالتشخيص السريع”، مؤكداً أنّ التكوين المستمر للأطباء أولوية قصوى للتعرف على الأعراض المبكرة، وتحديث طرق التشخيص، وتحسين التنسيق مع المختصين.

وشدّد الخبراء المشاركون على نقطتين أساسيتين:

  1. تدريب الأطباء العامّين، لأنهم غالباً أوّل من تتوجه إليهم العائلات القلقة.
  2. تكثيف التوعية في المجتمع، لكسر حاجز الصمت والوصمة، وتشجيع الأسر على الاستشارة الطبية المبكرة.

وأشاروا إلى أنّ ألزهايمر هو أكثر أشكال الخرف شيوعاً، وأنّ معدّلات الإصابة ترتفع مع زيادة متوسّط العمر. وتشير التوقعات الديموغرافية في الجزائر كما في دول أخرى، إلى ارتفاع أعداد الحالات في السنوات المقبلة.

هذا وقد اتفق جميع المتدخلين على أنّ التشخيص المبكر يحسّن بشكل كبير جودة حياة المريض وأسرته. فالكشف المبكر يتيح التكفّل بالمرض عبر علاجات دوائية وأخرى غير دوائية منها:

  • التحفيز المعرفي،
  • تمارين تقوية الذاكرة،
  • النشاط البدني المناسب،
  • الدعم النفسي.

ورغم ذلك غالباً ما يلجأ المرضى إلى الاستشارة الطبية بعد تقدم المرض إلى مراحل متقدمة، مما يقلّل من فعالية العلاجات.

أكّد الأطباء المشاركون على أهمية التمييز بين نسيان عابر طبيعي واضطراب مقلق:

  • نسيان عادي: كضياع المفاتيح، نسيان رقم هاتف، أو البحث عن اسم شخص.
  • نسيان مقلق: تكرار نفس الأسئلة، صعوبة التركيز، فقدان تسلسل الأفكار أثناء الحديث، اضطرابات في اللغة أو الشعور بفراغ ذهني.

ويلعب أفراد العائلة دوراً محورياً فهم الأكثر قدرة على ملاحظة التغيرات الطفيفة في سلوك أو ذاكرة المريض، ويُمكن ليقظتهم أن تنقذ سنوات من جودة الحياة.

ألزهايمر ليس مجرد قضية طبية بل مرض يقلب حياة الأسر بأكملها، ولأجل ذلك يؤكد الخبراء أنّ الدعم النفسي وتدريب مقدّمي الرعاية أمران أساسيان للتخفيف من المعاناة وتأخير فقدان الاستقلالية.

ويتجاوز الأمر حدود الرعاية الصحية ليصبح قضية مجتمعية تتطلّب تكييف السياسات العامة، وتعزيز البحث العلمي، والأهم كسر حاجز الصمت حول الخرف.

للحد من تأثير ألزهايمر في الجزائر أوصى المشاركون في اللقاء بما يلي:

  • تعزيز تكوين الأطباء العامّين لرصد العلامات المبكرة.
  • تكثيف الحملات التوعوية الموجهة لعامة الناس.
  • تشجيع الفحوصات الدورية للذاكرة عند ظهور أعراض مقلقة.
  • دعم الأسر ومقدّمي الرعاية باعتبارهم الدعامة الأساسية في التكفل بالمرضى.
  • تعزيز الوقاية عبر النشاط البدني المنتظم، التغذية المتوازنة، التحفيز الذهني، وضبط عوامل الخطر القلبية الوعائية.

يُعدّ مرض ألزهايمر أزمة صامتة في الجزائر ولا يمكن مواجهتها إلا عبر عمل مشترك يجمع بين الجهود الطبية والاجتماعية والسياسية، من أجل تحسين الكشف والتكفل ودعم المرضى وأسرهم.

الكلمات المفتاحية: الصحة؛ الصحة النفسية؛ ألزهايمر؛ المعهد الوطني للصحة العمومية؛ طبيب؛ طبيب أعصاب.

إقرأ أيضاً: