صحة جيدة لحياة أفضل

أكتوبر الوردي: شهادة مؤثرة لأم تذكّر بأهمية الكشف المبكر

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
12 أكتوبر 2025

«تجاهلت التغير الذي ظهر في جسدي، لم أكن لأتخيل أبداً أنه سيكون سرطاناً»

تربط كثير من النساء التغيرات الطفيفة في أجسادهن بالتعب أو الهرمونات أو الأمومة، لكن بعض هذه العلامات البسيطة قد تخفي وراءها مرضاً خطيراً، وهذا تماماً ما عاشته حكيمة 45 سنة، أم لأربعة أطفال من منطقة القبائل، كما أن قصتها تذكّر جميع النساء بأن الإصغاء لجسدك يمكن أن ينقذ حياتك.

وبدأ كل شيء بعد ولادة طفلها الثالث، حين لاحظت “حكيمة” وجود كتلة صغيرة في صدرها بعد أن توقفت عن الرضاعة، أين ظنت أن الأمر بسيط وقالت: «افترضت أنه انسداد في قناة الحليب أو مجرد تغيرات هرمونية خصوصاً أنني كنت حاملاً من جديد»، كما روت للطبيبة “إبراهيمي “.

وباعتقادها أن لا داعي للقلق انتظرت نحو شهرين قبل أن تزور الطبيب لكن النتيجة كانت صادمة: إنه سرطان الثدي ، تقول بحزن: «كانت صدمة حقيقية، لم أكن أعتقد أبداً أن الأمر خطير».

كما كانت الصدمة مزدوجة، إذ كانت حكيمة في شهرها السادس من الحمل عندما تلقت الخبر، والأسوأ أن السرطان من النوع الإيجابي للإستروجين، أي أنه يتغذى على هرمونات الحمل.

تقول ”حكيمة ”: «كان عليّ أن أبدأ العلاج الكيميائي فوراً» ومع ذلك واصلت حملها أثناء خضوعها للعلاج وفي الأسبوع الـ36 أنجبت طفلاً أسمته “أكلي”، وتضيف: «لم نتمكن من إجراء الفحوصات اللازمة أثناء الحمل، لذلك كنا نجهل مدى تطور المرض، لكن الورم بدا وكأنه يتراجع، وهذا أعاد إليّ الأمل».

وبعد الولادة خضعت حكيمة لعملية استئصال الورم وإزالة 25 عقدة لمفاوية غير أن الخبر الأسوأ كان بانتظارها: السرطان انتشر إلى عظم القص والعمود الفقري، لذا تقول بصوت يملؤه الوعي والألم: «أُخبرت أنني مصابة بسرطان ثدي منتشر لا يمكن شفاؤه لكن يمكن السيطرة عليه».

ورغم كل ذلك تواصل “حكيمة” حياتها كمدرّسة للأطفال وتقول بابتسامة: «أعيش حياة مليئة بالنشاط، وأجد السعادة في كل يوم، لكنني لا أكف عن التفكير: لو كنتُ قد استشرت الطبيب قبل ثمانية أسابيع فقط، هل كانت قصتي ستختلف؟»

تكرّس “حكيمة” اليوم تجربتها لنشر الوعي بين النساء: «افحصي أي تغير تلاحظينه في جسمك، حتى لو كنتِ حاملاً أو مرضعة ومن الأفضل أن تكوني مطمئنة على أن تكتشفي السرطان متأخراً».

ويؤكد الأطباء كلامها: «من الضروري مراقبة الثديين بانتظام فسرطان الثدي يمكن أن يصيب أي امرأة، ولا ضرر في استشارة الطبيب، لذا من الأفضل الاطمئنان بدلاً من تفويت التشخيص المبكر»، تقول الدكتورة “سعاد إبراهيمي “.

وبحسب المختصين هذه الأعراض لا يجب تجاهلها أبداً:

  • ظهور كتلة أو تورم في الثدي أو تحت الإبط.
  • تغير في مظهر جلد الثدي (تجعد، احمرار، أو مظهر قشرة البرتقال).
  • اختلاف في حجم أو شكل الثدي.
  • إفرازات من الحلمة، خاصة إذا كانت دموية.
  • انقلاب الحلمة إلى الداخل أو ظهور طفح جلدي حولها.
  • ألم مستمر في الثدي أو الإبط.

هذه العلامات لا تعني بالضرورة وجود سرطان، لكنها تتطلب فحصاً فورياً لدى مختص.

توضح الدكتورة “سعاد إبراهيمي “: «عندما يُكتشف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، تتجاوز نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات 90% وهذا ما يجعل الكشف المبكر والوعي الذاتي أمراً بالغ الأهمية».

وسواء كان التغيير بسيطاً في الشكل أو الملمس أو شعوراً غير معتاد، لا يوجد عرض صغير بما يكفي ليُتجاهل، وإذا منعتك الخوف أو الخجل من زيارة الطبيب، فتذكّري: من الأفضل إنذار كاذب من تشخيص متأخر.

الكلمات المفتاحية: سرطان ، ثدي ، امرأة ، شهادة ، تغيير ، جسم ، تشخيص

إقرأ أيضاً: