أشرف وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، السيد وسيم قويدري، رفقة والي ولاية المدية والمدير العام لمجمع صيدال، على زيارة عمل وتفقد إلى وحدة الإنتاج المتخصصة في تصنيع المضادات الحيوية بمجمع صيدال في المدية. وقد سلطت هذه الزيارة الضوء على الأهمية الاستراتيجية لهذه الوحدة، التي تستعد لاستئناف نشاطها بعد توقف دام أكثر من 19 عامًا.
إعادة تشغيل استراتيجية لإنتاج المضادات الحيوية
تمثل هذه الخطوة تقدمًا كبيرًا لقطاع الصناعات الصيدلانية في الجزائر، حيث ستتيح لوحدة المدية إنتاج المواد الأولية الأساسية لصناعة المضادات الحيوية. وإدراكًا لحجم الرهانات، شدد الوزير على ضرورة الإسراع في تشغيل الوحدة وصيانة تجهيزاتها، مع ضمان نقل الخبرات إلى الفرق المسؤولة عن إعادة تشغيلها.
وسيتم الاستفادة من خبرة الفرق المتخصصة لضمان إعادة تشغيل الوحدة بسرعة وكفاءة.
صيدال.. قاطرة الأمن الصحي
وخلال هذه الزيارة، أكد الوزير أن “صيدال ستلعب دورًا محوريًا في تحقيق الأمن الصحي في الجزائر، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. ولتحقيق هذا الهدف تم وضع خطة عمل طموحة تهدف إلى إنتاج المواد الأولية لـ50 دواءً بحلول نهاية سنة 2025.”
قدرة إنتاجية بمواصفات عالمية

هذا وتتميز وحدة الإنتاج التابعة لمجمع صيدال في المدية بقدرة إنتاجية استثنائية تبلغ 750 طنًا سنويًا، مما يجعلها من بين الرواد العالميين في هذا القطاع. “للمقارنة، فإن السوق الجزائرية لا تحتاج سوى إلى ربع هذه القدرة، مما يترك مجالًا واسعًا للتصدير.”
كما أشار الوزير إلى أن “صيدال تلقت بالفعل عدة طلبات دولية، مما يعزز مكانتها بين أكبر منتجي المواد الأولية الصيدلانية في العالم.”
نحو تنويع الإنتاج
إلى جانب المضادات الحيوية، تمتلك وحدة صيدال في المدية القدرة على إنتاج مواد أولية استراتيجية أخرى من بينها:
- خميرة الخبز التي تعد ضرورية لصناعة الأغذية،
- الإيثانول الحيوي المستخدم في مختلف القطاعات الصناعية والصيدلانية،
- السكر المعقد وهو مكون أساسي في صناعة العديد من الأدوية.
عهد جديد للصناعة الصيدلانية الجزائرية

مع هذه الانطلاقة، تخطو صيدال خطوة حاسمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الإنتاج الصيدلاني، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي على الصعيدين الوطني والدولي. ويندرج هذا المشروع الطموح ضمن رؤية أشمل تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز السيادة الصحية للبلاد.
وبهذا، يمكن للجزائر أن تصبح قطبًا مرجعيًا في إنتاج المواد الأولية الصيدلانية، مما يفتح آفاقًا اقتصادية وصحية واعدة.