صحة جيدة لحياة أفضل

ورقلة: يوم دراسي تكويني لتأهيل طبيب الرعاية الأولية وتحسين العلاج القاعدي

حرر : عائشة ولد حبيب | صحفية متخصصة في الإعلام الصحي
12 ديسمبر 2022

نظمت« مؤسسسة « Hespro بالتنسيق مع جمعية أطباء ورقلة “AMO”،يوم 10 ديسمبر 2022 بولاية ورقلة، يوما دراسيا تكوينيا لصالح الأطباء العامين من مختلف المصالح الاستشفائية المتخصصة، وذلك بهدف فتح نقاش حول التكفل الأمثل  بحديثي الولادة ولتفادي أي مشاكل صحية قد يتعرض لها الطفل وكذا الوقاية من الأمراض المختلفة.

وأشرف على عملية التكوين العديد من الأطباء المختصين والخبراء في المجال، من عدة مستشفيات في الوطن وتلقى الحاضرون شروحات مفصلة حول عدة أمراض، على غرار الركود الصفراوي عند حديثي الولادة، أسباب التهاب الكبدي الحاد، مشاكل الإمساك التي يتعرض لها الطفل إضافة الى أهمية التغذية الصحية الجيدة عند المرأة الحامل للمحافظة على صحة الجنين، وغيرها.

ويندرج هذا اللقاء في إطار إنجاح المشروع التكويني المتعلق بتثمين اختصاص الطب العام من خلال برنامج مهني للتكوين المتواصل بالجزائر، بهدف تحسين نوعية التكفل بصحة المواطن.

تم خلال هذا اليوم الدراسي، التعريف بأهم الأمراض التي تصيب الأطفال في السنة الأولى من عمرهم، نظرا لضعف مناعتهم في هذا السن، خاصة مع عدم انتظام الأم في الرضاعة الطبيعية التي تمثل أهمية كبيرة في هذه المرحلة العمرية للطفل. وعليه فان الطبيب العام يمكنه تقديم نصائح وتأدية مهامه الطبية بتغطية كل الاختصاصات وضرورة التشخيص المبكر لمثل هذه الأمراض.

وأكد المختصين والباحثين في هذا اللقاء على أهمية دراسة المراحل الأولى في نمو الطفل على جميع الأصعدة، لان يمكن أن تظهر فيها مشكلات صحية أمراض خطيرة كالأمراض المعدية والمزمنة والتي غالبا ما يكون سببها الرئيسي انخفاض مستوى الثقافة الصحية، وكانت أول مداخلة لـ دكتور « رضا بلبواب » مختص في طب الأطفال، مستشفى مصطفى باشا ، تخص موضوع شائع وهو ” الاصفرار او اليرقان عند حديثي الولادة “

تشخيص اليرقان ” بوصفير” عند حديثي الولادة

قال الدكتور بلبواب في تصريح خاص لـ ” صحتي حياتي “، ان ”ينبغي على الطبيب أولا فحص الطفل جيدا بحثا عن علامات “بوصفير” قبل مغادرة المستشفى أو مركز الولادة، وقد يحتاج البعض منهم الى ضرورة القيام بتحاليل الدم وبعض الاختبارات، ويمكن أن نحدد الأعراض على شكل نقاط، نذكر منها :

  • إصفرار العينين والجلد
  • لون البراز لا ينبغي ان يكون رمادي او أبيض أو شاحب
  • البول الداكن بول الرضيع الطبيعي يكون أصفر أو عديم اللون وليس داكن

وبدوره ،دعا المختص في طب الأطفال الى ضرورة التفريق بين أنواع ” بوصفير” عند الرضع، واعتبر أن النوع الفسيولوجي هو نوع شائع جدا حيث يصيب حوالي ستة من كل 10 مواليد، وفي اغلب الأحيان يختفي اليرقان من تلقاء نفسه عندما يبلغ الطفل حوالي أسبوعين من العمر، اذا استمر فقد تكون هناك حاجة للعلاج و قد يكون النوع الثاني والمتمثل في اليرقان المرضي ، يرجع هذا لأسباب عديدة حسب المتحدث فان ” العدوى و كسل الغدة الدرقية أو مشاكل في الجهاز الهضمي مثل مشاكل في القناة الصفراوية ، و التهاب الكبد الوليدي

«كلها أسباب مرضية تلزم متابعة طبية والحرص على عدم اهمال أي عرض في المرحلة الأولى»

وفي هذا السياق، أكد نفس المتحدث على دور الرعاية الصحية للأطفال وقال ” هي مركز الأولويات التي يجب ان نعطيها أكبر قدر من البحوث والدراسات، وضرورة العمل على تكثيف وتظافر الجهود من أجل الحد من المشكلات الصحية التي يعاني منها الأطفال في مختلف الأوساط الأسرية.

من جانبه قدم مختص في أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال الدكتور عبد الغاني يعقوبي، عرضا مفصلا حول مشكلة الإمساك عند الأطفال، مبرزا أهمية دور الطبيب العام في نشر الثقافة الصحية، وكذا الدور المهم في التكوين لمعرفة أهم المهارات والاطلاع على الدراسات والأبحاث في هذا الجانب، واعتبر أن ” أغلب حالات الإمساك عند الطفل هي حالات امساك وظيفي وبالتالي لا نحتاج الى القيام بتحاليل واسعة في هذه المرحلة.

وعرف الإمساك الذي يتعلق بالعادة الاخراجية للطفل عند تناقص عدد مرات الإخراج الابرازي “أي قلت التبرز” او صعوبة إخراجه، وعلى طبيعة البراز، كصلابته وهذا يسبب ألم عند الإخراج

ويكمل شرحه قائلا ” ان معظم الحالات التي اتلقاها لا تعالج بصفة صحيحة وهذا ما يجب ان نركز عليه في هذا اليوم الدراسي” وأضاف ” ان تجنب الإمساك عند الأطفال صعب لان تتدخل فيها عدة عوامل من بينها طريقة التغذية عند الوالدين يعني قبل الإنجاب، واهمال الجانب الصحي، وطريقة التغذية عند الأم.

العلاج والوقاية من الإمساك عن الأطفال

يتم العلاج بتحديد السبب وراء هذا الإمساك، فاذا كان بسبب مرض معين فيتم علاج المرض أولا، مع الالتزام ببعض الإجراءات التي من شأنها تجنب الإمساك المصاحب للأمراض المزمنة، ويتم العلاج عن طريق اتباع بعض الطرق وأبرزها، حسب «الدكتور يعقوبي»:

  • ينصح بتغذية الطفل بالأطعمة الغنية بالألياف كالخضروات، الفواكه والحرص على شرب كميات كافية من الماء.
  • الحرص على ممارسة الطفل للأنشطة الرياضية والحركة وعدم الجلوس لساعات طويلة.
  •  تعويد الطفل وتمرينه على استخدام المرحاض في أوقات محددة وتشجيعه دائما على الذهاب للحمام.
  • تناول بعض الفواكه المجففة
  • وينصح بالابتعاد على بعض الأغذية التي تزيد من الإمساك منها منتجات الألبان والأجبان، الأطعمة الدهنية والمقلية مثل رقائق البطاطس، عدم الاكثار من الحلويات.

وفي مداخلة أخرى حذر الدكتور «حسين زيداني» مختص في الطب الداخلي، من ارتفاع ظاهرة السمنة بالمجتمع والتي أصبحت منتشرة لدى الأطفال والبالغين بسبب تغيير نمط المعيشة.

وأكد الدكتور زيداني في تصريح لـ ” صحتي حياتي” أن المعاينات الطبية اليومية معظم الحالات كلها تعاني من السمنة خاصة عند الأطفال والنساء” وتسبب السمنة في عدة أمراض على غرار أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط والسكري وغيرها، ومن بين العوامل المؤذية الى هذه الظاهرة هي التغذية غير سليمة التي غزت حياة المواطن وقلة الحركة الى جانب بعض العوامل الوراثية الأخرى. وأبرز ذات الأخصائي ان يجب ان تكون عدة برامج توعوية خاصة بمكافحة سوء التغذية وتشجيع النشاط البدني لخفض معدل الأمراض الأخرى.

وتم التطرق خلال هذا اللقاء الى عدة مواضيع والمتمثلة في:
  • علاج التهاب الكبد الحاد
  • التغذية عند المرأة الحامل
  • تحسين العلاج بالمضادات الحيوية
  • حالات الطوارئ للأمراض الجلدية في طب الأطفال
  • حالات الطوارئ الطبية الجراحية
  • حالات الطوارئ الخاصة بالوجه والفكين
  • حالات الطوارئ لجراحة الصدرية
  • حالات الطوارئ في أمراض القلب

يأتي هذا اللقاء الدراسي في إطار الدورة الثانية الخاصة بأطباء العامين ” جهة الشرق” والتي تتمحور حول تأهيل وتحسين المنظومة الصحية بالجزائر والهادفة أساسا للانخراط الفعلي في الورش التدريبية المتعلقة بإعادة تأهيل بعض المفاهيم وتحسينها والبحث والتحري الدائم في المجال الطبي والعمل المستمر لتأهيل طبيب الرعاية الأولية وتحسين العلاج القاعدي.

ولا ننسى دور الأسرة أيضا التي تساهم بالقدر الأكبر في الاشراف على المحافظة على نمو الطفل وغرس المبادئ الصحية ونشر الوعي الصحي لدى الأطفال، الى جانب ما تقوم به كل الجهات من خلال تنظيم أيام دراسية ومؤتمرات علمية بتظافر جهود كافة للفاعليين في مجال الصحة في بلدنا.

ولهذا تمتلك الجزائر فرصة كبيرة لتصبح مراكز تميز تقدم خدمات رعاية صحية عالمية المستوى بوجود طاقات بشرية شبابية في هذا المجال. وما نحتاجه اليوم هو نظام رعاية صحية يساعد بشكل أفضل في تلبية حاجات المريض لتعزيز الصحة العامة بجميع أشكاله أمر بالغ الأهمية.

تغطية خاصة لـ ” صحتي حياتي”

عائشة و.ح