تتشكل في قلب الجزائر العاصمة حركة متنامية لصالح الصحة والثقافة العضوية ، وهي الحركة المستوحاة من خطة العمل الوطنية للبيئة والتنمية المستدامة التي أطلقتها وزارة البيئة والطاقات المتجددة .
هذه الخطة التي كانت ذات رؤية ثاقبة في وقتها وضعت أسسا لجزائر أكثر خُضرَة خاصة مع التركيز على الإصلاحات المؤسسية والاقتصادية الأساسية لمكافحة المشاكل البيئية، فيما بدأت اليوم تظهر ثمار هذا المشروع بعد مرور ما يقرب من عقدين من الزمن.
اعتماد أساليب الزراعة العضوية
من بين أحد أبرز جوانب هذا التحول هو ظهور الزراعة العضوية وذلك بتشجيع من المبادرات الحكومية وزيادة الوعي بأهمية الصحة العامة، أين يعتمد المزارعون الجزائريون بشكل متزايد على أساليب الزراعة العضوية، ولا تعمل هذه الممارسات على تعزيز الحفاظ على رأس المال الطبيعي للبلاد فحسب، بل تساهم أيضًا في الحد من الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالآثار البيئية السلبية للزراعة التقليدية.
التحول الغذائي نحو العضوية
وأصبح المواطنون الجزائريون أكثر وعيا بأهمية جودة الغذاء لصحتهم ،فيما باتت الأسواق العضوية المحلية التي كانت نادرة في السابق بمثابة ظاهرة شائعة في العديد من المدن، حيث تقدم بديلاً صحيًا ومستدامًا للمنتجات التقليدية، كما يتم دعم هذا التحول الغذائي من خلال حملات التوعية العامة، التي تسلط الضوء على أهمية الأكل الصحي والحفاظ على البيئة.
التوجه إلى ثقافة بيئية
شجعت خطة العمل الوطنية للبيئة والتنمية المستدامة على اتباع نهج تشاركي يشمل إشراك المجتمع المدني في الإدارة البيئية ، إذ تلعب مبادرات مثل ورش العمل التعليمية والبرامج المدرسية حول البيئة والزراعة المستدامة وحملات التوعية العامة دورًا حاسمًا في بناء ثقافة بيئية قوية.
وتضع الجزائر نفسها بفضل التزامها بالتنمية المستدامة والصحة العامة، كمثال للمنطقة في الداخل والخارج ، وعلى الرغم من إطلاق خطة العمل الوطنية للبيئة والتنمية المستدامة منذ سنوات، إلا أنها تواصل تشكيل مستقبل هام ترتبط فيه الصحة والبيئة ارتباطًا وثيقا ، وهو ما يثبت أن السياسات الحكيمة يمكن أن يكون لها تأثير دائم على المجتمع والكوكب ككل .