صحة جيدة لحياة أفضل

مجلس وزراء الصحة العرب يناقش تأثير تغير المناخ على الصحة برئاسة وزير الصحة عبد الحق سايحي

حرر : عائشة ولدحبيب | صحفية
8 سبتمبر 2023

بمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العربي والذي تم إقراره خلال الدورة العادية ال58 لمجلس وزراء الصحة العرب لجامعة الدول العربية المنعقدة في 14 مارس 2023، تحت شعار “تأثير تغير المناخ على الصحة”، أشرف وزير الصحة عبد الحق سايحي بصفته رئيس الدورة الحالية على افتتاح فعاليات هذا اليوم المقام بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

وفي مداخلته عبر تقنية التحاضر ” عن بعد” أكد وزير الصحة ان الاحتفال بهذا اليوم يعكس مدى إلتزامنا نحن جميعا على العمل وبشكل منسق للنهوض بمجتمعاتنا العربية من خلال تعزيز فرص التعاون ونقل المعارف والخبرات وتبادل أحسن الممارسات في مجال الصحة وهذا استجابة لانشغالات ومتطلبات مواطنينا آخذين بعين الاعتبار المستجدات الحاصلة في عالمنا هذا ومنها مسألة ” تأثير تغير المناخ على الصحة “.

وأشار سايحي إلى أزمة المناخ التي ” تزداد قوة وواقعية ووضوحا”، مذكرا بموجات الحر والجفاف والحرائق والفيضانات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف “نحن نشهد تسارعا مهولا في التغيرات المناخية”. و ” إلى العواقب الواضحة على بيئتنا، ويجب ألا نتجاهل آثار هذه الظاهرة على صحة مواطنينا”.و قد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تغير المناخ هو أكبر تهديد صحي يواجه البشرية.

ونبه في حديثه الى ٌاثار الكوارث الطبيعية التي تؤدي الى ” إصابات جسدية وصدمات نفسية بل وخسائر في الأرواح”. دون أن ننسى ” التحديات التي تضعها أمام المنظومات الصحية من خلال إضعاف البنى التحتية للرعاية الصحية مما يؤرق الحصول على الخدمات الطبية الحيوية”.

لهذا “غالبا ما تتسبب هذه الأحداث القصوى في التهجير الإجباري للسكان، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وظهور أوبئة جديدة”.

ويضيف السيد السايحي ان “للتغيرات المناخية تأثير مباشر على جودة الهواء الذي نتنفسه”. حسب ” فقد يؤدي تفاقم انبعاث غازات الاحتباس الحراري وملوثات الغلاف الجوي إلى زيادة خطر ظهور أمراض الجهاز التنفسي، كالربو والتهابات الرئة والحساسية”. و، كما تعلمون، “فإن الجسيمات الدقيقة هي أحد مسببات سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى تأثيرها على نمو الأطفال”.

 ويمكن ايضا ان تسبب في انتشار الأمراض التي تنقلها الحيوانات، مثل أنفلونزا الطيور ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).

أكد الوزير ان هذه الآثار ” ليست الوحيدة التي تتسبب فيها التغيرات المناخية على صحتنا، فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة خطر ضربات الشمس، سيما بالنسبة للفئات الهشة من السكان، مثل كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة”. كما ” تؤدي موجات الحرارة الشديدة والمتكررة إلى إجهاد منظومتنا الصحية”. 

وبالمناسبة اعتبر وزير الصحة أن الجزائر لمواجهة هذا التحدي، أدرجت استجابتها ضمن منظور عدم تعريض التقدم والتنمية الوطنية التي تمّ تجسيدها للخطر، بسبب التغيرات المناخية مستقبلا، وبالتالي تجنب التكاليف المعتبرة التي ستنتج عن عدم أخذ التدابير اللازمة.

وفي هذا الصدد، قامت الجزائر بوضع مخطط استراتيجي وطني “للمناخ” ضمن مقاربة متعددة القطاعات. وقد عيّن هذا المخطط، الذي يستند إلى تحديد التحديات الكبرى التي تواجه الجزائر من حيث التغيرات المناخية، القطاعات ذات الأولوية، الصحة والفلاحة والموارد المائية والبيئة.

أما في مجال الصحة قامت الجزائر وإدراكا منها لمدى تأثرها بالتغيرات المناخية، بإحصاء عوامل الضعف وتحديد الإجراءات الضرورية لتأقلم المنظومة الصحية.

للاستجابة لتقلبات التغير المناخي، ينوه وزير الصحة انه ” علينا استغلال التهديد الذي يشكله وتحويله إلى فرصة لتحسين الصحة العمومية”، معتبرا ” أن الأمر لم يعد مسألة علمية أو قدرة تقنية بل أصبح مسألة التزام سياسي”.

وأضاف السايحي ان ” أمام هذه التحديات، يجب أن نتصرف بشكل حاسم للتقليص من التغيرات المناخية وحماية صحتنا ورفاهيتنا”. ودعا قائلا “علينا الاستثمار في مصادر طاقة نظيفة ومتجددة وتقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري وتعزيز وسائل النقل المستدامة والحفاظ على النظم البيئية الطبيعية التي تعمل كمنظمة للمناخ.” إلى جانب  تعزيز المنظومة العربية الصحية وهذا لمواجهة التحديات الجديدة التي تظهر.

ولتحقيق كل هذه دعا الوزير الى تقوية قدراتنا على رصد الأمراض المرتبطة بالمناخ والوقاية منها، والحرص على ” تطوير سياسات صحة عمومية تقوم على أحدث المعطيات العلمية وتوعية عامة السكان حول ارتباط تغير المناخ بالصحة. 

وتكوين المزيد من مهنيي الصحة المتخصصين في الأمراض المرتبطة بتغير المناخ وإشراكهم في هذا التحول، وكذا تعزيز البحث والابتكار في هذا المجال وتوعية السكان حول المخاطر الناجمة عنه.

وأشار في الأخير إلى أن هناك حلول مشتركة للمشاكل البيئية والصحية التي نواجهها، إذ أن التغيرات المناخية ليس لها حدود وتتطلب عملا جماعيا منسقا. ومن خلال العمل سويا عن طريق وضع إجراءات ملموسة من أجل “إنشاء منظومة صحية قوية ومرنة ومستدامة أمام التغيرات المناخية”، في سبيل حماية أغلى ما لدينا، صحتنا وصحة الأجيال القادمة.

عائشة و.ح