صحة جيدة لحياة أفضل

مؤتمر البحر الأبيض المتوسط لصحة واحدة يجمع 38 دولة أجنبية في الجزائر ʺمن أجل مستقبل صحي وبيئة مستدامةʺ

حرر : عائشة ولدحبيب | صحفية
7 سبتمبر 2023

في ظل التحديات الصحية والبيئية المتزايدة في العالم اليوم، يأتي منهج الصحة الواحدة العالم كمفهوم مبتكر وشامل يرتكز على الاعتراف الجوهري بأن صحة الانسان، وصحة الحيوان، والبيئة، جميعها مترابطة بشكل معقد يسعى الى مواجهة التحديات المتداخلة، ويهدف هذا المنهج الى الحفاظ على صحة الجميع.

 ومع ظهور الأمراض المعدية خاصة منها المتنقلة من الحيوان الى الانسان أصبح ضروري الاستعانة بـ ” الطبيب البيطري” لتصدي لهذه الامراض. وفي هذا السياق، يأتي ʺمؤتمر البحر الأبيض المتوسط لصحة واحدة ʺ، الذي ينظمه »الفضاء البيطري الجزائري EVA «  بالتعاون مع»التحالف الطلابي الدولي للصحة الواحدة « ISOHA وذلك في الفترة الممتدة من02 إلى 06 أكتوبر2023 بفندق الزهور بمدينة مستغانم. وبروح تعاونية قوية يأتي هذا التنظيم كفرصة ثمينة للتعريف بمفهوم الصحة الواحدة وأهميته في تعزيز صحة المجتمعات والبيئة.

وتستعد ولاية مستغانم لهذا الحدث الكبير الذي يأتي تحت الرعاية السامية للسيد والي ولاية مستغانم وبالتعاون مع مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية للولاية. وبمساهمة مركز البحث العلمي في البيئة CRE، ومعهد باستور الجزائر.  سيكون هذا المؤتمر فرصة لاستكشاف حلول مبتكرة للتحديات الصحية المعاصرة التي تواجه الصحة الواحدة وتعزيز التعاون الدولي، ويعتبر منصة حقيقية لتبادل الأفكار والخبرات بين الخبراء والمهتمين بمجال ʺالصحة والبيئة ʺ.

في وقت سابق، أعلن المنظمون في ندوة صحفية أقيمت في ولاية مستغانم، بحضور حوالي 20 مؤسسة إعلامية جزائرية، أن هذا الحدث الرائد يسعى إلى معالجة القضايا الصحية الحرجة المتداخلة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة ولمناقشة أحدث الأبحاث في هذا المجال.

وقام كل من رئيس الفضاء البيطري الجزائري، الدكتور سعادة بن دنيا، والمفتش البيطري لولاية مستغانم ونائب رئيس الفضاء البيطري الجزائري مكلف بالتكوين والتدريب، الدكتور شريف توفيق، وكذا نائب رئيس الفضاء البيطري الجزائري مكلف بالعلاقات الخارجية الدكتور أنيس بورابة، بالإجابة على كافة الأسئلة وتقديم نظرة عامة حول مؤتمر البحر الأبيض المتوسط لصحة الواحدة، وتسليط الضوء على المواضيع التي تخص الطب البيطري في الجزائر، والمتمثلة في:

 اليقظة الدوائية ومقاومة المضادات الحيوية، اللحوم الحمراء وأهم مخرجات الأيام العلمية المنظمة في مارس الفارط بتمنراست، مشكل الأعلاف وهاجس المربين، الرقمنة وإحصاء الثروة الحيوانية، اللقاحات، مجالات توظيف الطبيب البيطري، التكوين البيداغوجي والمعاهد المستحدثة.

 وبكون منطقة البحر الأبيض المتوسط منطقة غنية بثرواتها وبالنظم الايكولوجية المتنوعة، فهي بمثابة أرضية مناسبة لتجمع الأطباء والمهنيين والباحثين المختصين الجزائريين والأجانب والطلبة وصانعي القرار في هذا الحدث المتوسطي الهام.

وستشارك أيضا الوفود الأجنبية في المؤتمر من المنظمات الدولية OMS FAO. WVA. WSAVA، وكذا 10 دول من البحر الأبيض المتوسط.

وعن اختيار مدينة مستغانم أكد المنظمون أنها تعتبر رابع أكبر مدينة ساحلية في الجزائر وتطل على البحر الأبيض المتوسط، وتسمى ” لؤلؤة البحر”، الغنية بمواقعها السياحية والتاريخية الرائعة، مما يجعلها قبلة الزوار من دول العالم ليرون جمالها الساحر. ولأن الفضاء البيطري الجزائري سيحتفل هذه السنة بمرور عشرين (20 سنة) على انطلاقه، أين كانت أول طبعة له في جوان2003 بمدينة مستغانم، فقد تم اختيار هذه الولاية باعتبارها نقطة انطلاقه وعنوان مقره.

ويهدف هذا الحدث أساسا الى المساهمة في الاستجابة الفعالة والوقاية من الأمراض الحيوانية خاصة منها المتنقلة من الحيوان إلى البشر مع العمل على تطوير ورفاهية قطاع الطب البيطري في الجزائر.

ويسعى أيضا المؤتمر الى الاعتراف بالترابط الوطيد بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، والمشاركة في استكشاف الاستراتيجيات المتكاملة وتحمل المسؤولية بالتعاون المشترك لتعزيز الصحة العامة والرفاهية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما سيوفر المؤتمر منصة للعارضين لتقديم التقنيات المبتكرة والمبادرات البحثية وأفضل الممارسات المتوافقة مع نهج الصحة.

وسيوفر جناح المعرض التعاون والشراكات بين المنظمات والباحثين والمهنيين والمتعاملين الاقتصاديين في هذا القطاع، مما يساعد في تعزيز نتائج المؤتمر.

وسيتطرق المؤتمر لعدة محاور على غرار ” المدن الصحية، السياحة البيئية، فقر الدم في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والأمراض العابرة للحدود، الصحة الرقمية، الأمن الغذائي المستدام، المؤسسة المتعددة التخصصات في الصحة الواحدة، الأمراض المعدية وخطر الأوبئة، إضافة الى التغير المناخي والصحة، والأمراض المنقولة بالنواقل، تفعيل نظافة الأيدي في المجتمعات الأصلية، الأمراض المتنقلة عن طريق المياه”.

وحسب المنظمين فمن المتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من 700 مشارك، من أطباء عامين وأطباء بيطريين، أساتذة جامعيين وباحثين، ممثلي المعاهد عن مختلف الشعب العلمية بالجامعات الجزائرية المرتبطة بالصحة العامة، صحة الحيوان والبيئة، بالإضافة إلى مهنيين مختصين في مختلف أنواع الانتاج الحيواني والنباتي، وكذا خبراء في الصحة العمومية من داخل وخارج الوطن.

وسيشارك في المؤتمر ما يقارب”38 دولة أجنبية ” من دول البحر الأبيض المتوسط، من أفريقيا، وأوروبا والشرق الأوسط، من بينها باكستان، إسبانيا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، إيطاليا، المملكة المتحدة، بلجيكا، العراق، مصر، ليبيا، لبنان، سوريا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، الكويت، جنوب إفريقيا، كرواتيا، الصين، سويسرا، السودان، اثيوبيا، فنزويلا، غانا، نيجيريا، كينيا، مالاوي، السنغال، صوماليا، سيريلانكا، سلوفينيا، بوراندي، غامبيا، اليونان، أوغندا، تونس.

سيكون هذا الحدث العلمي تجمعا استثنائيا للخبراء في مجال الطبي والزراعي والبيطري من دول البحر الأبيض المتوسط وحتى من مختلف دول العالم. وبفضل الفضاء البيطري الجزائري ستُفتح أبواب للتعاون البحثي لجعل الجزائر “دولة رائدة في الطب البيطري”.

ʺلنعمل معا من اجل مستقبل صحي أفضل وبيئة أكثر استدامة عبر تبني منهج الصحة الواحدة وتعزيز التعاون الدوليʺ

عائشة و.ح