صحة جيدة لحياة أفضل

كيف يمكن أن نحمي صحة السجناء خلف القضبان؟ يوم تكويني لفائدة الأطباء …

حرر : عائشة ولد حبيب | صحفية
27 أكتوبر 2023

حسب ما أفاد به تقرير لمنظمة الصحة العالمية ان الاضطرابات النفسية والعصبية تصيب 1 من كل أربعة أشخاص في مراحل حياتهم العمرية المختلفة، وهي الحالة التي يعاني منها حوالي 10.35 مليون شخص في العالم، يشير التقرير الى أن معدلات الاضطرابات النفسية بين السجناء نسبتها مرتفعة بشكل ملحوظ، فواحد من كل 7 نزلاء يعاني من اضطرابات نفسية خطيرة. وبناء على ذلك، يصبح الحفاظ على الصحة النفسية وعلاجها أمرا ضروريا ومعقدا، ومن أصعب القضايا التي تواجه إدارة السجون.

يواجه عدد كبير من السجناء اضطرابات عقلية ونفسية تتطلب علاجا مكثفا، هذا العلاج لا يقتصر فقط على الأدوية، بل يشمل أيضا برامج علاجية نفسية شاملة، تتماشى مع كل حالة، وبالتالي يتطلب ذلك تكوينا خاصا للأطباء التابعين الى المؤسسات العقابية. وفي هذا الصدد قامت مخابر ” الكندي” بتنظيم يوما تكوينياً لصالح الأطباء العاملين في مختلف المؤسسات العقابية.

الرعاية الصحية داخل المؤسسات العقابية وإعادة التأهيل

يهدف هذا اليوم التكويني والعلمي الذي نشطه أستاذة في الطب بحضور أطباء عامين وإطارات بوزارة الصحة، الى تحسين الأداء الطبي وتدريبيهم على التعامل مع مختلف الأمراض العقلية للسجناء “، وتلقى الحاضرون شروحات مفصلة حول عدة أمراض، على غرار الأمراض العقلية في الطب العام، طرق التعامل مع السجناء الذين يعانون مشكلة الإدمان ومشاكل نفسية أخرى.

أكد البروفيسور عبد الكريم مسعودي، رئيس مصلحة الأمراض العقلية وعلاج الإدمان، بمستشفى الأمراض العقلية محفوظ بوسبسي بالشراقة العاصمة، ان للطبيب العام دور كبير في علاج الاضطرابات النفسية والعقلية التي تستدعي المتابعة، خاصة وانه ” أول من يستشره المرضى الذين يعانون من الإدمان او من الاضطرابات النفسية الأخرى”.

وأضاف البروفيسور مسعودي الى ان علاج الإدمان على المؤثرات العقلية يتطلب رعاية خاصة، ومن هنا تأتي أهمية التدريب والتكوين الطبي المستمر، خاصة للممارسين الذين يعملون كحلقة وصل مع المتخصصين.

وقدم المتحدث مداخلة علمية حول بعض الأمراض العقلية التي يتعرض لها الكثير من النزلاء، كالفصام والهوس والاكتئاب الحاد، ومنهم من يتميز بالاندفاعية وتظهر عن طريق الايذاء النفسي والاعتداء او محاولة الانتحار وتعاطي المواد السامة والمخدرة … وأشار البروفيسور الى انتشار أربع أنواع من الاضطرابات العقلية منها:

  • الاضطرابات الحصرية – الإكتئابية
  • الاعتداءات الجنسية
  • اضطراب الخلط العقلي
  • السلوكيات الادمانية

ويسعى المختصين في الطب العقلي الى الحفاظ على صحة النزلاء داخل المؤسسة العقابية والعمل على إعادة ادماجهم وحمايتهم من فكرة الانتحار، فمجرد وصول المحبوس لأول مرة الى المؤسسة يحتاج رعاية ومساندة نفسية من طرف الأطباء العامين والمختصين وحتى الأخصائيين النفسانيين من أجل مساعدته على مواجهة الانهيار النفسي الذي يشعر به. أما بالنسبة للشخص الذي يعاني من اضطرابات عقلية خطيرة يتعين توجيهه للعلاج والمتابعة في مصلحة الطب العقلي، أو تحويله الى مؤسسة متخصصة متكونة من أطباء في الأمراض العقلية، لان السجن على العموم لا يعد مكان لعلاج الأمراض العقلية الخطيرة.

وفيما يتعلق بالعودة للمجتمع بالنجاح دعا الأطباء المختصون الى إعادة ادماج عند الافراج عن المسجون، لأنه يمكن ان يزيد تدهور صحته النفسية لهذا ضروري جدا الدعم اللازم من طرف كل السلطات المعنية للحصول على عمل مناسب وسكن مريح ليسترجع قدرته على التعامل مع الحياة.

يختلف النزلاء حسب كل حالة، الا أنهم يشتركون في تجربة السجن المشترك، يمكن ان تكون المؤسسات العقابية بيئة عنيفة وقاسية ومضرة نفسيا، لهذا يوصي المختصين بعلاج النزلاء داخل السجن ورعايتهم من أجل تخطي الصدمات.

عائشة و.ح