لن تظل قارات الأرض متفرقة إلى الأبد، إذ يتوقع علماء من جامعة بريستول أن تؤدي حركة الصفائح التكتونية بمرور الزمن إلى اندماجها في قارة عملاقة تُعرف باسم “بانجيا ألتيما”. هذا التغيير الجيولوجي سيحدث تحولًا جذريًا في كوكب الأرض، مما يجعله أكثر حرارة بشكل كبير وقد يصبح غير ملائم للحياة.
درجات حرارة قصوى ومناخ معادٍ
وفقًا للمحاكاة التي أجرتها الحواسيب العملاقة، فإن تشكّل بانجيا ألتيما سيؤدي إلى ارتفاع هائل في درجات الحرارة:
- بين 40 و70 درجة مئوية في معظم المناطق
- درجات حرارة أعلى مع معدلات رطوبة قصوى
- شمس أكثر سطوعًا، تبعث طاقة أكثر بنسبة 2.5% مقارنة باليوم
- هذه الحرارة الخانقة إلى جانب زيادة الجفاف، ستؤدي إلى نقص مصادر المياه والغذاء للثدييات، مما يهدد بقاءها .
ظاهرة يفاقمها تغير المناخ والنشاط البركاني.
يرجع سبب هذه الظاهرة الحرارية الشديدة إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
- تأثير الموقع القاري: قارة واحدة تعني فروقات حرارية أكثر وضوحًا بين النهار والليل
- ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون: زيادة تركيز CO₂ ستعزز تأثير الاحتباس الحراري
- النشاط البركاني المتزايد: اندماج القارات قد يؤدي إلى زيادة الثورانات البركانية، وإطلاق المزيد من الغازات، مما يزيد من الاحتباس الحراري
مع هذه الحرارة القاتلة، لن يتمكن البشر من النجاة، حيث لن يستطيع الجسم التخلص من الحرارة عبر التعرق.
متى ستتشكل هذه القارة العظمى؟
يُقدّر العلماء أن تشكّل بانجيا ألتيما سيحدث بعد حوالي 250 مليون سنة. ومع ذلك يحذّرون من أن استمرار الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري قد يؤدي إلى ظهور مناخ مشابه في وقت أقرب بكثير.
الاحتباس الحراري: 2014-2024، عقد من الأرقام القياسية الحرارية
شهدت الفترة بين 2014 و2024 ارتفاعًا ملحوظًا في متوسط درجات الحرارة العالمية، مما يعكس اتجاهات الاحتباس الحراري. فيما يلي لمحة عن متوسط درجات الحرارة العالمية السنوية خلال هذا العقد:
السنة | متوسط درجة الحرارة العالمية (°م) | الفرق مقارنة بالفترة ما قبل الصناعية |
2014 | 13.8 | +1.0 |
2015 | 13.9 | +1.1 |
2016 | 14.0 | +1.2 |
2017 | 14.0 | +1.2 |
2018 | 13.9 | +1.1 |
2019 | 14.1 | +1.3 |
2020 | 14.1 | +1.3 |
2021 | 14.0 | +1.2 |
2022 | 14.2 | +1.4 |
2023 | 14.4 | +1.6 |
2024 | 15.1 | +1.7 |
تُظهر هذه البيانات اتجاهًا متصاعدًا في متوسط درجات الحرارة العالمية خلال العقد الأخير، مع زيادة ملحوظة في عام 2024، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 15.1°م، متجاوزًا متوسط الفترة 1991-2020 بمقدار 0.72°م.
من المهم الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تختلف قليلًا حسب المصادر والمنهجيات المستخدمة في الحسابات. ومع ذلك فإن الاتجاه العام يشير إلى استمرار ارتفاع حرارة كوكب الأرض خلال هذه الفترة.
في عام 2024، تجاوز العالم لأول مرة عتبة 1.5°م من الاحترار مقارنة بالمستويات ما قبل الصناعية، ليصل الارتفاع إلى 1.6°م. ويؤكد هذا الوضع على الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الرامية إلى الحد من تغير المناخ والتكيف مع تأثيراته.
حالة طوارئ مناخية أكثر إلحاحًا
ورغم أن هذا السيناريو بعيد المدى، يُذكّر العلماء بأن التغير المناخي الحالي يشكل تهديدًا أكثر إلحاحًا.
- موجات الحرارة الشديدة تؤثر بالفعل على صحة الإنسان.
- الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ضروري لتجنب احترار لا رجعة فيه.
- تحقيق الحياد الكربوني بأسرع وقت ممكن أمر أساسي للحفاظ على الأجيال الحالية والمستقبلية.
حتى لو كان اندماج القارات حتميًا، فإن الأولوية تظل حماية كوكبنا الآن.
الكلمات المفتاحية: الأرض؛ الحرارة؛ المناخ؛ البيئة؛ الصحة؛ الإنسان.