أكد ”توم فليتشر” رئيس المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة أن المجاعة التي تفتك بغزة كان يمكن تجنّبها ، فيما أشار إلى أن مخزونات الغذاء العالقة على الحدود ليست صدفة: « إنها مجاعة كان يمكن أن نمنعها لو سُمح لنا بالوصول إلى القطاع لكن القوافل ما تزال متوقفة بسبب العراقيل الممنهجة من جانب إسرائيل »، فيما وصف ما يحدث بأنها مأساة ينبغي أن تطارد ضميرنا جميعًا .
132 ألف طفل مهددون بالموت
وجاء التقرير الأخير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) صادمًا:
- 132 ألف طفل دون سن الخامسة سيعانون من سوء تغذية حاد بحلول جوان.
- 41 ألف حالة منهم في وضع حرج وتهدد حياتهم مباشرة.
- الحصص الغذائية « غير كافية بشكل كارثي، كميةً ونوعيةً ».
- المواد العلاجية الخاصة بالأطفال المصابين بسوء التغذية أوشكت على النفاد، والمستشفيات مهددة بوقف العلاج.
كما أن نحو 55,500 امرأة حامل أو مرضعة يعانين أيضًا من سوء التغذية ويحتجن إلى مساعدة عاجلة.
غزة المدينة : الجوع يضرب في كل صوب
هذا وقد وضع التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC مدينة غزة ومحيطها في المرحلة الخامسة وهي الأعلى: مجاعة، بؤس وموت. وبحلول نهاية سبتمبر يتوقع أن تصل هذه المرحلة إلى دير البلح وخان يونس.
وحاليًا:
- 500 ألف شخص يعيشون بالفعل في حالة مجاعة (مرحلة 5).
- 1.07 مليون (54% من السكان) في مرحلة 4 (حالة طوارئ).
- 396 ألف في مرحلة 3 (أزمة).
ولم يعد الجوع تهديدًا، بل أصبح واقعًا يوميًا.
رضيع يموت جوعًا في خان يونس
في مستشفى ناصر توفي طفل رضيع بسبب سوء التغذية، ومنذ 7 أكتوبر 2023 لقي 271 فلسطينيًا بينهم 112 طفلًا حتفهم جوعًا داخل القطاع، وفق وزارة الصحة، فيما أكدت الأونروا أن سوء التغذية لدى الأطفال تضاعف ثلاث مرات في أقل من ستة أشهر.
وفي شهادة تقشعر لها الأبدان تروي أم داخل قسم الأطفال بالمستشفى : ” ابني مات بين يدي لأنني لم أجد ما أطعمه ”
سيارات إسعاف ممنوعة ومستشفيات مكتظة
وأمام البنية الصحية التي تنهار يصف ”محمد أبو عفاش” مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية الوضع المأساوي في غزة المدينة:
- سيارات إسعاف تُمنع من الوصول إلى الجرحى والجثث.
- مستشفيات غارقة في الحالات الخطيرة.
- تهديد وشيك بتهجير جماعي إذا لم يُتخذ إجراء عاجل.
يصرخ النازحين في قطاع غزة قائلين :« لقد أنهكنا »
ورغم أنه لم يعد للفلسطينيين مكان آمن ، إلا أن ”رياض أشكانتانا” أب لأسرة يرفض النزوح مجددًا ، أين قال :« في المرة السابقة نزحت إلى الجنوب وهذه المرة لن أغادر، فالنزوح موت ، لذلك نسعى لنحافظ على كرامتنا قرب بيوتنا فلا وجود لأي أمان على أي حال ».
أما في دير البلح، يروي ”محمد الكحلوت” المأساة: « قالوا إن المنطقة آمنة لكن المخيم قُصف ونحن نيام، لذا نزحت من الشمال ثم من الوسط، والآن هنا .. لم نعد نحتمل هذا الوضع مطلقا ».