أطلقت منظمة “أطباء بلا حدود” يوم الخميس ناقوس الخطر بشأن تصاعد الهجمات الإسرائيلية على كامل قطاع غزة. ونددت المنظمة الإنسانية بما وصفته بـ”الوضع المأساوي”، الذي يتسم بازدياد أعداد القتلى والجرحى، وبالشلل شبه التام في إيصال المساعدات الإنسانية.
غارات متواصلة ومدنيون في حالة يأس
وقالت ”كلير مانيرا” منسقة الطوارئ لدى المنظمة في غزة، في رسالة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي: “القصف يتكثف، والضحايا يُعدّون بالعشرات كل يوم”. وأضافت بأسى شديد: “غياب المساءلة أمر صادم، ولم نعد نملك الكلمات، فكل يوم تتحطم حياة جديدة”.
وبحسب المنظمة فإن الهجمات تستهدف مناطق مكتظة بالسكان، من بينها مناطق مجاورة مباشرة للمرافق الطبية. ففي غارات الأربعاء 1 ماي، طالت الضربات مدينة غزة على بُعد أمتار فقط من عيادة تابعة للمنظمة.
نظام صحي على وشك الانهيار
ذكرت المنظمة أن فرقها قامت بتثبيت حالة 28 جريحاً إصاباتهم خطيرة، قبل نقلهم إلى مستشفى الشفاء. كما أصيب اثنان من موظفي المنظمة خلال هذا اليوم العنيف، والذي وصفته بأنه ثالث حادث كبير تتعامل معه فرقها خلال أقل من 24 ساعة.
المساعدات الإنسانية معلّقة منذ مارس
هذا وتزداد خطورة الوضع مع استمرار تعليق المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس، نتيجة قرار صادر عن السلطات الإسرائيلية. ويمنع هذا التعليق إدخال المواد الطبية والأدوية والغذاء والوقود.
وأوضحت المنظمة: “نفتقر إلى كل شيء على غرار اللوازم الأساسية، المعدات الجراحية، الأدوية، والوقود للمولدات، وفي ذات الوقت لا يتوقف تدفق الجرحى”.
ونبّهت المتحدثة إلى أن نقص الوقود يهدد ليس فقط عمل المستشفيات، بل أيضاً عمل سيارات الإسعاف والوحدات الطبية المتنقلة، ما أجبر بعض المراكز على تقليص نشاطها أو حتى إغلاق بعض الأقسام مؤقتاً.
حصيلة بشرية: 33 شهيدا في يوم واحد
استناداً إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، أفادت المنظمة أن 33 شخصاً استشهدوا يوم الأربعاء في غزة، فيما أصيب العشرات، وأشارت إلى أن شدة القصف لا تترك أي مجال للراحة أمام الطواقم الطبية، التي تعمل في ظروف متدهورة ومع ضغط متواصل من المصابين.
دعوة عاجلة لتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته
في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية الحادة دعت “أطباء بلا حدود” إلى تحرك فوري من المجتمع الدولي، مطالبةً بإنهاء عرقلة إيصال المساعدات، وبحماية المدنيين والكوادر الطبية، واحترام القانون الدولي الإنساني.
وقالت المنظمة في ختام بيانها: “ما نعيشه هو كارثة بوجه إنساني، ومن الضروري التحرك قبل أن ينهار النظام الصحي بالكامل”.
الكلمات المفتاحية: أطباء بلا حدود؛ غزة؛ صحة؛ قتلى؛ قصف.
