صحة جيدة لحياة أفضل

عين التوتة: تكريم البروفيسور ” شينار ” ، لتفانيه في العلم والطب ورعاية المرضى

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
11 مايو 2024

حظِيَ البروفيسور ”شينار ” بتكريم حار خلال المؤتمر الخامس حول الصحة والبيئة في عين التوتة وذلك تقديرا وعرفانا على تفانيه في العلم ومجال الطب وكذا رعاية المرضى، بالإضافة إلى مساهماته البارزة في البحث والرعاية من قبل المجتمع الحاضر.

وعبر المشاركون عن شكرهم العميق للبروفيسور ”شينار”، مؤكدين على دوره الحيوي في تقدم الطب وتأثيره الإيجابي على حياة الكثيرين، أين كان هذا التكريم بمثابة شهادة حقيقية على الإعجاب والاحترام الذي يحظى به من قبل زملائه وأولئك الذين ساعدهم طوال مسيرته المكرسة للصحة والعافية.

يجسد البروفيسور ”عثمان لزهر شينار” نموذجاً رائعاً لمسيرة طبية ملفتة، بدأ مسيرته الطبية مع أول دفعة للجامعة في باتنة، والتي انطلقت مع توأمة وشراكة بين كليات باتنة ونانسي سنة 1985 ، وهي بداية الشغف لممارسة البحوث في مجال الطب .

وبعد حصوله على درجة الدكتوراه في الطب العام حول موضوع ”التنفس الصناعي” في باتنة بدرجة متفوقة، واصل الدكتور ” شينار ”مسيرته المهنية في مدينة بريكة لمدة حوالي عام واحد، فيما زاد من خبرته في الطب الداخلي بولاية سطيف عبر الانغماس في تخصصات مثل طب أمراض القلب وأمراض الكلى والانعاش الطبي .

وأظهر البروفيسور ” شينار ” قيادته مع توليه دور الطبيب الرئيسي في مصلحة الإنعاش لسنة ، وجاءت عودته إلى مستشفى باتنة مصحوبة بالاعتراف بجهوده في افتتاح الوحدة الصحية المخصصة في أمراض الكلى في عام 1994.

وبالتوازي مع عمله البيداغوجي ، كرس البروفيسور” شينار” نفسه للتدريس، مشاركاً بشغف معارفه الطبية مع طلبة الطب والمهنيين في مجال الرعاية الصحية الطبية في كل من باتنة وسطيف، ويظهر إسهامه في التعليم من خلال منح حوالي 321 شهادة دراسات عليا في الطب وشبه الطب والبيولوجيا ، في حين لا يزال الى الآن طلبته يثنون على أسلوبه التعليمي الفريد من خلال جعل المعلومات مفهومة وشيقة.

اهتم البروفيسور ” شينار ” بشكل كبير بتاريخ الطب وأدبيات مجال الطب العالمي والاسلامي، وبإتقان قوي للمبادئ العلمية، أصبح البروفيسور ”شينار ” اليوم منبرا صحيا مسموعا وذو مصداقية كبيرة ، وذلك من خلال مساهمته في توعية الجمهور عبر تقديم النصائح والاستشارات الطبية والتحسيس في الإذاعة الجهوية في باتنة منذ عام 1996 علاوة على ذلك، توضِّح انتاجاته لكتب مرجعية في مجال التعليم الطبي إرادته في مشاركة معرفته مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص.

هذا وقد شارك البروفيسور ” شينار ” في العديد من الملتقيات العلمية والندوات الصحية وهو ما يعكس رغبته المستمرة في تعميق معرفته واكتساب تجارب جديدة ، أين بلغت هذه المشاركات 158 مشاركة سواء على المستوى المحلي أو الدولي ، في أثرت تجربته التكوينية في المستشفيات الفرنسية على غرار المستشفى العريق ” Pitié-Salpêtrière ” من 2002 الى غاية 2009 ، كما يعمل على مشروع توثيقي إحصائي من خلال إنشاء سجل المصابين بالقصور الكلوي IRCT منذ سنة 2009 .

كان لدينا في هذه المقابلة الفرصة للمناقشة مع البروفيسور ”عثمان لزهر شينار” حول الندوة الأخيرة حول البيئة والصحة .

البروفيسور شينار: مرحبًا أصدقائي الأعزاء من “صحتي ، حياتي”، أود أولاً أن أشكركم على حضوركم إلى عين التوتة للمساهمة في نجاح هذه الندوة وأعرب عن امتناني لكم باسمي وباسم الفريق بأكمله، سواء كان ذلك من فريق جمعية أصدقاء المريض أو اللجنة العلمية، التي تتألف بشكل رئيسي من أساتذة كلية الطب في باتنة ، أما بخصوص المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها في هذه الندوة، فقد كانت هذه النسخة الخامسة من سلسلة الندوات التي تقام في عين التوتة، والتي تقع على بعد 35 كيلومترًا غرب ولاية باتنة ، أين تناولت النسخة الأولى في عام 2014 موضوع الصحة والبيئة، في حين اخترنا نهجًا مختلفًا قليلاً لهذه النسخة الخامسة.

كانت المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال هذا الندوة التي عقدت في عين التوتة يومي 3 و 4 ماي 2024 في المركز الثقافي ،تشمل مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالصحة والبيئة، اين تم تقسيمها إلى نشاطين رئيسيين: الأول كان متمحورًا حول التثقيف الصحي والعلاجي للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ومختلف الاضطرابات الحركية والفكرية لدى الأطفال وكبار السن، أما النشاط الآخر فكان في القاعة الكبرى وتناول موضوع الصحة والبيئة، حيث تطرقنا بشكل خاص إلى مشكلة تلوث الهواء في العالم بما في ذلك في منطقة باتنة حيث يعاني السكان مشاكل في الصحة التنفسية ، في حين تم التطرق أيضا إلى جوانب أخرى من البيئة مثل التأثير الجيني وظروف العمل في المستشفيات وإدارة النفايات الطبية.

وقد شملت المحاضرات أيضًا مواضيع مثل “سلامة العاملين في مجال الصحة”، “الوقاية من الحوادث المتعلقة بالتعرض للمواد الطبية”، “أمراض القلب والأوعية الدموية”، “العدوى”، و “صحة النساء الحوامل”، كما ركزنا على التثقيف الصحي والعلاجي مع التأكيد على أهمية الوقاية والصحة، وختمت الندوة كمنصة للتبادل والتعلم، جمعت بين متخصصي الصحة والمرضى وعائلاتهم، وكذلك بين الجهات الفاعلة الأخرى المهتمة بقضايا الصحة العامة والبيئة.

بالنسبة لمساهمتي الشخصية، بصفتي طبيب مختص في “الأمراض الباطنية” بخبرة تزيد عن 30 عامًا بالمركز الاستشفائي الجامعي بباتنة، ترأست اللجنة العلمية في العديد من المجالات الأكاديمية، والتي بلغت أزيد من عشرين تخصصًا مثل الأمراض المعدية، علم الوبائيات وعلم الطفيليات وطب الرئة وأمراض الكلى والمسالك البولية ، وكرئيس لهذه اللجنة، قمنا باختيار المداخلات المقدمة خلال الجلسات العامة وعروض الملصقات ، كما قمت بتوجيه فريقي خلال النسخة الخامسة من الندوة الطبية في عين التوتة، حيث شاركت بمداخلتين، الأولى تهدف إلى تسليط الضوء على الأهمية الأخلاقية والمهنية في ممارسة الطب، حرصت فيها على أن تذكير الجميع بهذه المبادئ التي تعتبر أمرا أساسيا لجميع المتخصصين في مجال الصحة، سواء كانوا شبابًا أو ذوي خبرة، في جميع الاجتماعات الطبية والعلمية، أما المداخلة الثانية فكانت حول إدارة الطوارئ الجراحية والطبية، حيث أبرزت التحدي المتعلق بتدفق المرضى كبار السن إلى قسم الطوارئ وضرورة تحسين خدمات طب الشيخوخة لتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، تناولت خلال هذا الندوة، موضوع الرعاية التلطيفية، مؤكدًا على ضرورة تدريب المتخصصين وتعزيز جمعيات المرضى لتقديم رعاية أفضل لكبار السن والأشخاص في نهاية حياتهم .

فيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، من الضروري توعية كل فرد بأهمية النظافة الشخصية والبيئية، والاعتراف بأن الصحة ليست مسؤولية الخبراء الطبيين فقط، بل هي أيضًا مسؤولية فردية وجماعية تجاه بيئتنا، وفي الختام من الضروري مواصلة تنظيم ندوات حول هذا الموضوع وذلك للحفاظ على الوعي بأهمية الصحة العامة والبيئة.

من المهم كرسالة رئيسية وأساسية أن نذكر المواطن العادي بأن الصحة هي سلوك فردي وجماعي، كما أن البيئة والصحة هما مشروع للمجتمع، لذا يجب على الجميع المشاركة، كما يجب احترام البيئة وكل ما فيها خاصة وأن ذلك يعني احتراما للذات ، وهو أمر يصب في مصلحة الجميع وكل فرد في المجتمع ، وكما يقال على سبيل المثال في مسألة السرطان:” الجميع، الجميع معنيون بها” ، فالمدافع الأول أو المحامي للمجتمع هو المواطن، لذا لا ينبغي أن يُهمل أي شيء في هذا النظام البيئي والصحي، وليس الطبيب فقط المعني بهذا الأمر ، بل كل المجتمع ، وشكرا .

عين التوتة أو كما تعرف سابقًا بـ ”ماك ماهون” أثناء الاستعمار الفرنسي، هي بلدية تقع في ولاية باتنة في الجزائر، على بُعد 35 كم جنوب غرب مدينة باتنة وعلى بُعد 81 كم شمال شرق مدينة بسكرة، تعرف عين التوتة تُعرف أيضًا بشجرة التوت، وذلك لاحتوائها على هذه الشجرة .

المساحة: 173.5 كيلومتر مربع

الارتفاع: الحد الأدنى 875 متر؛ الحد الأقصى 1030 متر

عدد السكان: 19,000 نسمة

الرمز الوطني للإحصاء: 0545

الرمز البريدي: 05500

الاسم الأمازيغيⵄⵉⵏ ⵜⵓⵜⴰ

الاسم العربي: عين التوتة

شعبان بوعريسة