يعتبر داء السكري من النوع الأول لدى المراهقين بمثابة حالة معقدة تتطلب إدارة صارمة ومستدامة، وفي هذا السياق، يلعب التثقيف العلاجي دورًا حيويًا في تحسين جودة حياة المرضى الشباب.
وفي مبادرة حديثة في سكيكدة، تم اختبار نهج مبتكر متمثل في: “عطلة نهاية الأسبوع العلاجية” والمخصصة للمراهقين المصابين بالسكري، أين تم تنظيمها في الفترة بين ن 30 جويلية إلى 2 أوت 2024 في فندق ” بال فو Bellevue ” ، تحت إشراف الدكتور ”زقور لطفي” ، خبير في السكري والتعليم العلاجي.
فرصة للتعلم والمشاركة
جمع هذا البرنامج الذي أطلق عليه اسم “عطلة نهاية الأسبوع العلاجية، عطلة نهاية أسبوع الأمل”، 18 مراهقًا في بيئة تجمع بين التعليم والترفيه، أين كان الهدف الرئيسي هو تزويدهم بأدوات عملية ونفسية لإدارة مرضهم بشكل أفضل، مع الاستمتاع بأنشطة ترفيهية.
ومنذ لحظة وصولهم، غمر المشاركون الشباب في إطار تعليمي تفاعلي، يشمل ورشات عمل حول فهم مرض السكري، وتقنيات الحقن والعلاج بالأنسولين، فيما تم اختتام هذه الورشات بأنشطة استرخاء وتعبير إبداعي مثل المسرح، مما يعزز نهجًا شاملاً للتثقيف العلاجي.
نحو اختيار قائم على الأداء والالتزام
ووفقًا لتصريحات الدكتور ”زقور لطفي” سيتم تنظيم النسخ القادمة من “عطلة نهاية الأسبوع العلاجية” بشكل انتقائي، مع مراعاة معايير موضوعية للمشاركة، بالاضافة الى تحفيز الشباب على المشاركة بشكل أفضل في إدارة مرض السكري لديهم، فيما سيتم استخدام معايير مثل معدل HbA1c على مدى ستة أشهر مع الأداء الدراسي، والالتزام بنمط حياة صحي لاختيار المشاركين، في حين تهدف هذه الخطوة إلى تشجيع المراهقين المصابين بالسكري على مواجهة تحديات حالتهم بمزيد من الصرامة والعزم.
فريق متعدد التخصصات للمتابعة الشخصية
وتم خلال المناسبة حشد فريق من الخبراء في السكري، وعلم النفس السريري، والتعليم العلاجي ، فيما كان الدعم الشخصي الذي قدمه هذا الفريق أساسيًا لنجاح البرنامج، مما أتاح للمراهقين الاستفادة من دعم شامل، سواء على المستوى الطبي أو النفسي ، خاصة وأن هذا النهج المتكامل ضروري لتعزيز الامتثال للتوصيات العلاجية.
نموذج يستحق التكرار والتحسين
من جهته ، يبرز نجاح “عطلة نهاية الأسبوع العلاجية” الأول من نوعه أهمية التعليم العلاجي المبتكر، الذي يتكيف مع الاحتياجات الخاصة للمراهقين وذلك من خلال رفع معايير المشاركة، أين يمكن أن تصبح هذه المبادرة نموذجًا يُحتذى به، ليس فقط للأحداث المستقبلية في سكيكدة، ولكن أيضًا للمناطق الأخرى التي تواجه تحديات إدارة السكري لدى الشباب، في حين يجسد هذا البرنامج تقدمًا في التثقيف العلاجي للمراهقين المصابين بالسكري، من خلال الجمع بين المعرفة والإبداع والصرامة، كما تعِد النسخ القادمة بمعايير اختيارها المعززة، بدفع حدود ما يمكن أن يحققه الشباب المصابون بالسكري، مما يمنح كل جلسة جديدة نفحة من الأمل المتجدد.
د: م. ط عيساني