أظهر دواء جديد نتائج واعدة للمرضى المصابين بشكل متقدم من سرطان الدماغ، وهو الأكثر شيوعًا: ورم الدبقيات القليلة التغصن، أين يعتبر هذا الدواء المستمد من حمض الأوليك، بمثابة مركب طبيعي موجود في الدهون النباتية مثل زيت الزيتون، في حين تأتي هذه الاكتشافات من دراسة أجراها معهد رويال مارسدن NHS و معهد أبحاث السرطان في لندن.
ورم الدبقيات القليلة التغصن: سرطان دماغي مروع
ورم الدبقيات القليلة التغصن هو سرطان عدواني في الدماغ، وهو الأكثر شيوعًا لدى البالغين، إذ ينجم عن التكاثر غير الطبيعي للخلايا النجمية، وهي خلايا من الجهاز العصبي المركزي، فيما تظل الجراحة العلاج الرئيسي وغالبًا ما يتم دمجها مع علاجات أخرى.
تقدم واعد
تكشف دراسة جديدة من المرحلة ½، نشرت في “المجلة البريطانية للسرطان”، أن دواء مستمد من حمض الأوليك، الموجود في زيت الزيتون، قد يقدم أملًا جديدًا لعلاج هذا السرطان. يُسمى هذا الدواء OHOA-2 وهو علاج “من الدرجة الأولى” يمنع نمو الخلايا السرطانية.
آلية مبتكرة
يُجبر دواء OHOA-2 الخلايا السرطانية على العمل مثل الخلايا السليمة ، أين قامت الدراسة بتجنيد 54 مريضًا مصابين بورم الدبقيات القليلة التغصن وأورام صلبة متقدمة أخرى، ومن بين 21 مريضًا مصابين بورم الدبقيات القليلة التغصن الذين تم علاجهم، أظهر حوالي ربعهم استجابة إيجابية، بما في ذلك مريض استمرت استجابته الاستثنائية لأكثر من ثلاث سنوات.
دور الأغشية الخلوية
يعمل OHOA-2 عن طريق إعادة هيكلة الأغشية غير الطبيعية للخلايا السرطانية، حيث تلعب هذه الأغشية التي تشكل الطبقة الخارجية للخلايا، دورًا حاسمًا في تنظيم نموها، كما تتيح الأغشية المعطلة اختلاط البروتينات، مما يحفز تقدم المرض، ومن خلال جعل الأغشية السرطانية مشابهة لتلك الخاصة بالخلايا الطبيعية، يبطئ OHOA-2 الإشارات المساهمة في تفاقم السرطان.
حاجة ملحة لعلاجات جديدة
كشفت الدكتورة خوانيتا لوبيز (Juanita Lopez) ، المسؤولة عن الدراسة والأخصائية الاستشارية في الأورام بمؤسسة رويال مارسدن NHS أن : ” ورم الدبقيات القليلة التغصن من الصعب جدًا علاجه، والمرضى الذين يعانون من المرض المتقدم لديهم آفاق قاتمة، حيث يعيشون غالبًا سنة واحدة فقط بعد التشخيص، ولقد مر ما يقرب من عقدين منذ تطوير أي علاج فعال جديد لهذه المجموعة”،
نحو آمال جديدة
هذا وغالبًا ما يواجه المرضى المصابون بسرطان الدماغ صعوبات في المشاركة في التجارب السريرية المبكرة، وهذا يبرز أهمية الأبحاث مثل تلك الخاصة بـ OHOA-2 ، التي تستخدم مبادئ مستمدة من زيت الزيتون، حيث أكدت ذات المتحدثة لوبيز أنه “من خلال دمج المرضى المصابين بورم الدبقيات القليلة التغصن في هذه الدراسة، تمكنا من الحصول على نتائج مبكرة واعدة، مما يدعم تضمينهم في تجربة المرحلة 2b/3 نحن نتطلع إلى نتائج التجارب الجارية ونأمل أن يكون هذا العلاج متاحًا على نطاق واسع قريبًا”.
ما هو حمض الأوليك؟
حمض الأوليك هو حمض دهني أحادي غير مشبع، يوجد بشكل أساسي في الدهون النباتية والزيوت، يشكل جزءًا كبيرًا من زيت الزيتون الذي غالبًا ما يتم تسليط الضوء عليه لفوائده الصحية، كما يوجد حمض الأوليك أيضًا في زيوت أخرى مثل زيت الكانولا وزيت الأفوكادو، بالإضافة إلى بعض المكسرات والأفوكادو.

فوائد صحية
يُعرف حمض الأوليك بعدة تأثيرات مفيدة على الصحة:
- صحة القلب والأوعية الدموية: تُظهر الدراسات أن استهلاك حمض الأوليك يمكن أن يساعد في تقليل مستوى الكوليسترول الضار (LDL) مع زيادة مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، ويساهم ذلك في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- خصائص مضادة للالتهابات: يتمتع حمض الأوليك بخصائص مضادة للالتهابات، مما قد يكون مفيدًا في إدارة الأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهاب، مثل التهاب المفاصل.
- مضاد للأكسدة: يمكن أن يعمل هذا المركب كمضاد للأكسدة، يساعد على تحييد الجذور الحرة في الجسم، وقد يقلل ذلك من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، بما في ذلك بعض أنواع السرطان.
- دعم صحة الدماغ: تشير بعض الأبحاث إلى أن حمض الأوليك قد يلعب دورًا في حماية الدماغ، مما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر.
دوره في أبحاث السرطان
مؤخراً أثار حمض الأوليك اهتمامًا خاصًا في أبحاث السرطان، أين تشير الدراسات إلى أنه قد يكون له تأثيرات واقية ضد بعض أنواع السرطانات، بما في ذلك سرطان الثدي، ومن خلال تعديل هيكل الأغشية الخلوية، يمكن أن يؤثر حمض الأوليك على نمو وبقاء الخلايا السرطانية، مما يجعله موضوعًا واعدًا للعلاجات الجديدة.
للاستفادة من فوائد حمض الأوليك، يُنصح بإدخال مصادر طبيعية إلى النظام الغذائي، كما يُوصى غالبًا بزيت الزيتون البكر الممتاز كخيار صحي للطهي والسلطة ، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يسهم دمج الأفوكادو والمكسرات في النظام الغذائي اليومي أيضًا في زيادة تناول حمض الأوليك.
الكلمات المفتاحية: حمض؛ سرطان؛ أوليك؛ دماغ؛ الدبقيات القليلة التغصن؛