صحة جيدة لحياة أفضل

سرطان البنكرياس: دراسة تكشف التأثير المفاجئ لفيتامين C على متوسط عمر المرضى

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
30 ديسمبر 2024

سرطان البنكرياس هو واحد من أكثر أنواع السرطان خطورة، حيث يتميز بمعدل نجاة منخفض خلال خمس سنوات، ومع ذلك قدمت دراسة سريرية أُجريت في الولايات المتحدة أملًا جديدًا، أين تمكن الباحثون من مضاعفة متوسط عمر المرضى المصابين بسرطان البنكرياس المنتشر من خلال إعطاء جرعات عالية من فيتامين C عن طريق الوريد كمكمل للعلاج الكيميائي.

وتم نشر الدراسة في نوفمبر 2024 في مجلة “Redox Biology”، وشملت 34 مريضًا يعانون من سرطان البنكرياس في مراحل متقدمة، اين قسم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تلقت العلاج الكيميائي التقليدي، بينما استفادت الثانية من جرعات عالية من فيتامين ” C ”  ( 75 غرامًا ثلاث مرات في الأسبوع) عبر الوريد. 

وكانت النتائج مذهلة، حيث تضاعف متوسط العمر المتوقع من 8.3 أشهر إلى 16 شهرًا للمجموعة التي تلقت فيتامين C، بالإضافة إلى ذلك ارتفعت مدة البقاء دون تقدم المرض من 3.9 أشهر إلى 6.2 أشهر. 

ويقول الدكتور ”جوزيف كولين” المؤلف الرئيسي للدراسة: “في البداية كنا نأمل في الوصول إلى 12 شهرًا من البقاء على قيد الحياة، لكننا ضاعفنا هذا الرقم ليصل إلى 16 شهرًا”، معبرًا عن سعادته بالنتائج، وأضاف: “كانت النتائج مقنعة جدًا لدرجة أننا أوقفنا التجربة مبكرًا لاستخلاص استنتاجات فورية.” 

ولطالما استكشف الباحثون التأثيرات المضادة للسرطان لفيتامين C، ولعل ما يميز هذه المقاربة هو إعطاء فيتامين C عن طريق الوريد، مما يسمح بالوصول إلى تركيزات عالية جدًا في الدم مقارنة بالتناول عن طريق الفم، كما أن هذه التركيزات تحفز تفاعلات كيميائية محددة داخل الخلايا السرطانية، مما يجعلها أكثر حساسية للعلاجات مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.

وكشف الدكتور ” كولين ” أنه و بجرعات عالية يتحول فيتامين C إلى بيروكسيد الهيدروجين ، وهو سام للخلايا السرطانية لأنها غير قادرة على التعامل معه ، كما تعمل هذه الآلية على استهداف الخلايا السرطانية تحديدًا، مما يحمي الأنسجة السليمة ويزيد من فعالية العلاج الكيميائي.

ومن الجوانب الإيجابية الأخرى للدراسة هو عدم وجود آثار جانبية إضافية مرتبطة بفيتامين C، إذ لاحظ الباحثون أن المرضى الذين تلقوا حقن فيتامين C أظهروا تحملًا أفضل للعلاج، وعانوا من آثار جانبية أقل، بالإضافة إلى ذلك بدت جودة حياتهم محسنة. 

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة ركزت على سرطان البنكرياس، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هذا العلاج قد يكون قابلًا للتطبيق على سرطانات عدوانية أخرى، مثل الورم الأرومي الدبقي أو بعض أنواع سرطان الرئة، أين تؤكد هذه النتائج الواعدة على أهمية استكشاف مقاربات جديدة في علم الأورام، خاصة بالنسبة للسرطانات التي تقتصر فيها العلاجات الحالية. 

في سياق آخر رغم التقدمات المشجعة، يبقى العلاج القائم على فيتامين C الوريدي تجريبيًا، حيث يجب أن يتم اعتماده من قبل السلطات الصحية قبل أن يكون متاحًا للجمهور، ومع ذلك تمهد هذه الأبحاث الطريق لعلاجات أكثر فعالية وأقل سمية للسرطانات ذات التوقعات القاتمة. 

الكلمات المفتاحية: البنكرياس؛ فيتامين C؛ السرطان؛ علاج؛ مرض؛ وريدي؛ العلاج الكيميائي؛