صحة جيدة لحياة أفضل

رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين: الصيدلي شريك أساسي في تحقيق الأمن الصحي

حرر : عائشة ولد حبيب | صحفية متخصصة في الاعلام الصحي
6 أكتوبر 2022

نجح دكتور معاذ تباينت صيدلي متخصص في إدارة وتسويق المواد الصيدلانية، في تشجيع الباحثين المتخصصين في الصيدلة لتطوير قدراتهم وادماجهم في سوق العمل، وكذا تسهيل عملية الحصول على عدة معلومات من بينها الإطار التنظيمي الجديد الذي يخص الصيدلي، وذلك من خلال انشاء منصة ((Anpha.dz جمع فيها فريقا من الاختصاصيين المتمرسين في المجال من مختلف قطاعات الصيدلاني بهدف تثمين وتعزيز الممارسة الصيدلانية بالاعتماد على الخبرة والإنجازات والمبادرات المبتكرة لأعضائها.

وفي هذا اللقاء مع ˮ مجلة صحتي حياتي” يفتح لنا د.معاذ تباينت رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين أفاقا جديدة للتعرف على النظرة المستقبلية لجمعية Anpha ،في سعيها نحو تحقيق استراتيجياتها عن طريق مرافقة الصيادلة الحاملين للمشاريع ،من اجل دعم وتشجيع لإطلاق وحدات انتاج الادوية من جهة وتقديم خدمات خاصة في ولايات الوطن ،وتنظيم سوق الادوية من جهة أخرى وتعزيز مكانة الصيدلاني وترسخيها في مخطط التنمية الاقتصاد للبلاد.

صحتي حياتي: سيدي، بداية ما الذي يجعل الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين مختلفة عن باقي الجمعيات؟ 

د.معاد تباينت : الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين هي جمعية وطنية علمية اجتماعية اقتصادية، تجمع كل الصيادلة على حسب تخصصاتهم المهنية واختلاف أعمارهم، وتمنح الجمعية الأولوية لملف صيدلي المؤسسات الصيدلانية منذ انشائها عام 2020، وذلك من خلال مجموعة من المساهمات والتشاور لتعزيز الخطوات التي اتخذتها وزارة الصناعة الصيدلانية لدعم دور الصيدلي وتحديد مسؤوليته.

الجمعية اليوم تضم أكثر من 2000 عضو منخرط من كافة ولايات الوطن، نملك منسقين ولائيين لأكثر من 21 ولاية، في الحقيقة الفكرة انطلقت لتعمل بشكل جواري باعتبارها فضاء جامع للصيادلة، وفضاء حوار وتبادل أفكار ونقاش، حول هذه المهنة ومستقبلها ودراسة كيفية تطوير قدرات الصيدلي لإدماجه في سوق العمل من جهة، وخلق الابداع والتشجيع على البحث العلمي من جهة أخرى.

صحتي حياتي: هل لك أن تطلعنا على الرؤية الاستراتيجية لجمعيتكم، وما تم إنجازه من أنشطة خلال هذه السنوات لتحقيق تلك الرؤية؟

د.معاد تباينت : تقدم الجمعية العديد من النشاطات الصحية والتوعوية والعلمية ،وتقيم دورات تدريبية ، وقمنا بإطلاق مشروع ” المرافقة المهنية لمتخرجي الصيدلة” عن طريق صفحة ومنصة Anpha لتقديم استشارات عن بعد للصيادلة، بمختلف التخصصات من بينها ،الموارد البشرية، تسيير علاقات العمل وكذا ميثاق أخلاقية مهنة الصيدلة، والحديث عن الأمور التنظيمية والقوانين التي تخص أصحاب المجال.

وجدنا اقبال كبير من طرف الصيادلة سواء في المنصة والصفحة، حيث قدمت الجمعية أزيد من 400 استشارة اونلاين خلال شهرين، وقد عالجنا في خضم سنة أكثر من ألف استشارة، كلها تدور حول مهنة الصيدلة بصفة عامة، وقمنا بمساعدتهم في حل بعض المشاكل المهنية المتعلقة بعلاقة العمل.

حاولنا بقدر الإمكان ان اننا نساعد الصيادلة في خطواتهم الأولى من الجانب المهني ونشرف على تنظيم تكوينات ودورات تدريبية في الميدان، كما نملك مختصين في قانون العمل ومختلف التخصصات الخاصة بمهنة الصيدلة.

صحتي حياتي: ما هي أهم المشاريع المطروحة على جدول أعمالكم والتي تضعونها على رأس أولوياتكم حاليا؟

تهتم الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين في المرحلة الحالية بعدد من المشاريع، قمنا بتنظيم حملات ونشاطات توعوية واهتمينا كمرحلة أولى بالصيدلة الاستشفائية، ووجدنا نقص كبير لهذا وحدنا جهودنا لتحضير العديد من المشاريع البعض منها لا تزال في طور المناقشة والاثراء مع المتعاملين، من بينهم الاتحاد الوطني لمتعاملي الصيدلة، وكذلك وزارة الصناعة الصيدلانية، ومع مختلف الشركاء بهدف ايجاد صيغ وحلول دائمة لوضعية الصيدلي. ومستقبلا سنناقش مرجع الممارسات الحسنة في قطاع صناعة الصيدلانية الذي صدر مؤخرا، ونأمل أن يحدث ثورة في تنظيم الصناعة الصيدلانية والوقوف على هذا القطاع.

ما هي أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجهكم في عملكم الميداني؟

مع تزايد عدد الصيدليات الخاصة نحن اليوم مضطرين لان نفتح على مهن جديدة خارج الصيدلية الخاصة، ومع ان التكوين الجامعي لا يزال كلاسيكي نوعا ما، ويقدم أسلوب ومنهجية قديمة لا تتمشى مع المتطلبات الجديدة، وهذا ما جعلنا نجد عدة صعوبات في الادماج المهني والاحترافي للصيدلي حتى بعد تخرجه من الجامعة، وتوجد عدة شعب تعاني من هذا الإشكال. هناك تخصصات جديدة مثلا غير معروفة ولما يصدر نص تنظيمي في قطاع الصناعة الصيدلانية وقطاع الصحة، يحتاج الصيدلي ان يفهم بشرح مفصل كل ما يخص القوانين.

صحتي حياتي: سيدي هل لك أن تخبرنا عن أهداف الجمعية؟

نهتم أساسا بجمع الكفاءات بمختلف تخصصاتهم، كما نحث على البحث العلمي لدفع أكبر عدد ممكن الطلبة المتخرجين نحو المقاولاتية ، ليكونوا رواد أعمال في قطاع الصناعة الصيدلانية او الصناعات المحيطة بالصناعات الصيدلانية او حتى القطاع الخدماتي. اليوم نحصي عدد كبير من الصيادلة الذين اسسوا المؤسسات الناشئة وقاموا بفتح استثمارات عديدة لهذا نريد ان نبين للطلبة هذه النماذج الناجحة. ولنفتح حوار دائم مع الصيادلة حول مستقبل هذه المهنة وتطوريها في الجزائر، نحاول أن نجعل الجمعية فضاء مفتوح للصيادلة الممارسين في الخارج لكسب خبراتهم وتقديم نماذج ناجحة في تطوير مهنة الصيدلة. ونهدف الى توسيع نشاطاتنا وأعمالنا الى كافة ولايات الوطن وتشجيع العمل الولائي. ونهدف أيضا الى تنظيم عمل الصيدلاني المساعد باعتبارها مهنة غامضة ينقصها تنظيم ونصوص قانونية.

صحتي حياتي: ما هي المشاكل التي تواجه الصيدلي سواء في القطاع الخاص او في المستشفيات العمومية؟

مهنة الصيدلة ليست مقتصرة على بيع الأدوية فحسب كما يعتقد البعض بل هي مهنة طبية رفيعة المستوى فلها عدة جوانب، تختلف حسب مجال ممارسته، يمكن للصيدلي أن يكون مسوق ومطور أدوية، وأيضا متخصص في الشؤون التنظيمية، او متخصص في البيولوجية، والتكوين والبحث العلمي، حيث يكمل الصيدلي دور الطبيب. أحيانا يعمل الصيدلي خلف الكواليس ولا يراه الناس، ولكن حين يعمل ضمن فريق للرعاية الصحية فان دوره يكون أساسيا في دعم جميع جوانب الرعاية الصحية.  نحن في صدد انجاز مشروع رائد والأول من نوعه في الجزائر، حسب كل التخصصات وهو المرجع الأول لمهنة الصيدلة في الميدان من أجل تقديم البديل خاصة، وكذلك جانب التكويني مهم جدا للصيدلية الخاصة لان المتطلبات في ازدياد من مرحلة لأخرى، وما شهدناه مؤخرا خير دليل على ذلك وهو ان الصيدلي الخاص أصبح يستطيع ان يقدم اللقاح ويقدم الارشادات الصحية والطبية وغيرها من الأنشطة وهذا طبعا يحتاج لتكوين مستمر. ان مكانة الصيدلي في قطاع الصحة او في المنظومة الصحية هي إشكالية يجب ان تعالج من منظور متخصص شامل وليس متخصص.

صحتي حياتي: كلمة ختامية

انا سعيد جدا بهذا الفضاء الذي اصبح يضم مجموعة من الكفاءات، والذي نلتقي  من خلاله دوريا لتبادل النقاشات والأفكار، والقيام بتكوينات تخص مهنة الصيدلة لتقديم الرعاية المتميزة للمرضى بالجزائر، وكذا تشجيع البحث العلمي على أساس الاحتياجات الفعلية، وإيجاد بيئة علمية خصبة لتبادل الخبرات والمستجدات في مجال الصيدلة، ولنصل الى هدف اسمى الا وهو تطوير هده المهنة والارتقاء بها مجتمعيا ومهنيا ،وتصحيح بعض المعتقدات الخاطئة حول ممارسة هده المهنة ، وتوعية المجتمع بكل ما هو جديد ومفيد فيما يخص الأدوية وطرق العلاج وسلامته من الامراض و السلوكيات الحسنة للاستهلاك الادوية، كل هده الأمور نهتم بها ومن واجبنا أن نقدم الرعاية الخاصة والمعلومة الصحيحة للمرضى ،والخدامات سواء في اطار الجمعية اوفي مهنتنا اليومية كصيادلة ممارسين، لتوفير نتائج صحية إيجابية، وخلق علاقة إنسانية مهنية بين الصيدلي والمريض بصورة مباشرة لتحقيق أقصى استفادة للمرضى من الخدمات الصحية.

عائشة و.ح