صحة جيدة لحياة أفضل

دواء جديد لتخفيف آلام الصداع النصفي بسرعة أكبر

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
31 ديسمبر 2024

قدّم مؤخرًا علاج جديد الأمل في توفير تخفيف أسرع للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي العرضي. يُعرف الدواء باسم أتوجيبانت (Atogepant)، وهو عقار يؤخذ عن طريق الفم مخصص لعلاج الصداع النصفي لدى البالغين الذين يعانون من أربع نوبات على الأقل شهريًا، أين يبدو أن هذا العلاج أكثر فعالية من العلاجات الحالية، فوفقًا لدراسة نُشرت في 23 ديسمبر في مجلة ”Neurology”، يمكن أن يُحدث الدواء تحسنًا كبيرًا في جودة حياة المرضى.

وتمت الموافقة على هذا الدواء في عام 2023 من قبل وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) ، وينتمي إلى فئة مضادات مستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP: Calcitonin Gene-Related Peptide). 

يُعتبر الصداع النصفي ثاني أكبر سبب للإعاقة في العالم، حيث يؤثر على أكثر من شخص من بين كل عشرة، في حين أن العلاجات الحالية مثل مضادات الالتهاب، التريبتان (Triptans) ، الأدوية المضادة للصرع (Antiepileptics) ، مضادات الاكتئاب (Antidepressants) ، وحاصرات مستقبلات بيتا (Beta-Blockers) ، ليست دائمًا فعالة وقد تسبب آثارًا جانبية خطيرة، وأشار الدكتور ”ريتشارد ب. ليبتون” (Richard B. Lipton) مؤلف الدراسة، إلى أن “الصداع النصفي يُعتبر معيقًا بشكل خاص، خاصة لدى النساء الشابات، حيث يؤثر على حياتهن الأسرية والمهنية والاجتماعية”، وأضاف أن وجود علاج سريع وفعّال أمر ضروري لتلبية هذا الاحتياج.

تستهدف أتوجيبانت (Atogepant) الصداع النصفي العرضي، الذي يتمثل في نوبات صداع تقل عن 15 يومًا في الشهر، أين قامت الدراسة بتحليل نتائج ثلاثة تجارب سريرية لمدة 12 أسبوعًا لقياس سرعة فعالية الدواء. ففي تجربة ” ADVANCE” أظهرت النتائج أن 12% من المرضى الذين تناولوا أتوجيبانت (Atogepant) عانوا من الصداع النصفي في اليوم الأول، مقارنة بـ 25% ممن تناولوا العلاج الوهمي (Placebo)، أما في تجربة ”ELEVATE” كانت النسبة 15% مقابل 26%، وأخيرا في تجربة ”PROGRESS” المتعلقة بالصداع النصفي المزمن، بلغت النسبة 51% بين المرضى الذين تلقوا الدواء، مقارنة بـ 61% لدى من تناولوا العلاج الوهمي.

أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا أتوجيبانت (Atogepant)  قلّلوا عدد أيام إصابتهم بالصداع النصفي بشكل ملحوظ، ففي التجربتين الأوليين، انخفض عدد أيام الصداع النصفي بمعدل يوم واحد في الأسبوع، مقارنة بنصف يوم للمرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي (Placebo).أما في تجربة الصداع المزمن (PROGRESS) ، كانت النتائج أكثر وضوحًا، حيث انخفضت أيام الصداع بمعدل 1.5 يوم في الأسبوع، مقابل يوم واحد لدى من تناولوا العلاج الوهمي.

وعلى الرغم من النتائج الواعدة، أشارت الدراسة إلى بعض القيود مثل أن غالبية المشاركين كانوا من النساء البيض، مما قد يؤثر على تعميم النتائج،  لذا هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد فعالية أتوجيبانت (Atogepant) على مجموعات سكانية أكثر تنوعًا. 

وأكد الدكتور ”ريتشارد ب. ليبتون” (Richard B. Lipton) أن “رغم وجود العديد من الأدوية الحالية للوقاية من الصداع النصفي، إلا أنها تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق أقصى فعالية، وغالبًا ما تكون مصحوبة بآثار جانبية”، وأشار إلى أهمية تطوير دواء يعمل بسرعة وفعالية.

باختصار قد يمثل أتوجيبانت (Atogepant) تقدمًا كبيرًا في علاج الصداع النصفي، حيث يوفر نتائج سريعة وأكثر دوامًا، مما يتيح للمرضى تخفيفًا مرحبًا به من آلامهم. 

الكلمات المفتاحية: الصداع النصفي؛ أتوجيبانت ؛ دواء؛ مرض مزمن؛ تخفيف.