تكشف دراسة علمية نُشرت مؤخرًا في 8 نوفمبر 2024 في مجلة ” طب الأطفال التنموي والسلوكي ” عن أهمية تحديد أوقات نوم منتظمة لتطور الأطفال، فإذا كان معروفًا بالفعل أن النوم الجيد والطويل ضروري لصحتهم، فإن هذه الدراسة تبرز عاملاً غالبًا ما يتم تجاهله: الوقت الذي يذهب فيه الأطفال إلى النوم.
تؤثر أوقات النوم الثابتة بشكل مباشر ليس فقط على جودة نومهم، ولكن أيضًا على سلوكهم اليومي.
أطفال أكثر تنظيمًا بفضل أوقات نوم ثابتة
أظهرت دراسة شملت 143 طفلًا يبلغون من العمر 6 سنوات أن أولئك الذين يتبعون روتينًا منتظمًا للنوم مع أوقات ثابتة كل مساء، لديهم قدرة أفضل على التحكم في مشاعرهم وسلوكهم، بينما الأطفال الذين يختلف وقت نومهم يعانون من زيادة الاندفاع ويواجهون صعوبة أكبر في تنظيم أنفسهم.
تحكم أفضل في المشاعر
وفقًا ” لأدوا داديزي” (Adwoa Dadzie ) المؤلفة الرئيسية للدراسة فقد : “كان الأطفال الذين ينامون في أوقات منتظمة أكثر قدرة على التحكم في مشاعرهم وسلوكهم”، بينما كان أولئك الذين لديهم أوقات نوم غير منتظمة أكثر اندفاعًا وأقل قدرة على التحكم في ردود أفعالهم.
منهجية الدراسة
لتنفيذ هذه الدراسة قام الباحثون بتزويد الأطفال بجهاز مراقبة في المعصم لتحليل نومهم (وقت النوم، الاستيقاظ ليلاً، إلخ)، كما قاموا بوضع مهام محددة لمراقبة التنظيم العاطفي للأطفال عند مواجهة الإحباط.
مهمة الإحباط
كانت إحدى المهام التجريبية تثير الإحباط بشكل خاص، حيث كان الأطفال يختارون لعبة موضوعة في صندوق شفاف مغلق بقفل، وكانوا يحصلون على مجموعة مفاتيح، ولكن لم يكن أي منها يفتح الصندوق، وبعد بضع دقائق من الانتظار حصلوا في النهاية على المفتاح الصحيح لفتح الصندوق والوصول إلى اللعبة، وهذه الحالة سمحت بقياس قدرتهم على إدارة الغضب والإحباط.
أطفال اجتماعيون أكثر مع أوقات نوم ثابتة
في تجربة ثانية راقب الباحثون الأطفال أثناء تزيينهم لإطار صورة مع والديهم، وتم تقييم سلوكهم بأنه “اجتماعي” عندما كانوا يتعاونون ويتفاعلون بشكل إيجابي في النشاط، بينما كان يتم ملاحظة سلوك “مضاد اجتماعي” إذا قاموا بتدمير العمل الجاري أو تصرفوا بشكل سلبي تجاه والديهم.
سلوك أكثر تعاونيًا
وقد أظهرت النتائج أن الأطفال الذين لديهم أوقات نوم منتظمة كانوا أكثر عرضة لتبني سلوك اجتماعي، من خلال التعاون بهدوء مع والديهم، بينما كان الأطفال الذين لديهم أوقات نوم غير منتظمة يميلون أكثر إلى التصرف باندفاع وكانوا أقل تعاونًا.
تلبية احتياجات الأطفال وإرساء روتين
”أورفيو بوكسن” (Orfeu Buxton ) صاحب الدراسة، أكد على أهمية التعليم في هذه الديناميكية، موضحًا: “إنه أمر مذهل لكن تربية الأطفال تلعب دورًا أساسيًا، فعندما يضع الآباء هياكل واضحة ويستجيبون لاحتياجات أطفالهم بشكل مناسب، يظهر هؤلاء الأطفال نتائج أفضل من حيث تنظيم الوزن والسلوك حتى بعد سنوات.”
أثر الروتين الجيد للنوم

أوضحت ”أدوا داديزي”(Adwoa Dadzie ) أن “النتائج أظهرت بوضوح أن انتظام النوم يلعب دورًا حاسمًا في سلوك الأطفال الاجتماعي المتكيف مع عمرهم”، وبالتالي يبدو أن روتين النوم المنتظم يعزز ليس فقط إدارة المشاعر ولكن أيضًا سلوكيات أكثر تعاونًا ومتوافقة اجتماعيًا.
تجاوز قيود الآباء
ومع ذلك يعترف العلماء بأن بعض الآباء لا سيما الذين يعملون في المساء، قد يواجهون صعوبة في تحديد أوقات نوم ثابتة، ورغم هذه القيود يشجعون الآباء على بذل قصارى جهدهم لإرساء روتين للنوم وخلق لحظات من التفاعل الجيد بين الآباء والأطفال، وهي الجهود التي حتى مع الأوقات المحدودة، تسهم في رفاهية الأطفال وصحتهم.
الكلمات المفتاحية: النوم؛ الطفل؛ الجدول الزمني؛
إقرأ أيضاً: