صحة جيدة لحياة أفضل

حالات الفيروس الرئوي البشري HMPV في الصين: الحقائق والوقائع

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
9 يناير 2025

اشتعلت الشبكات الاجتماعية منذ بضعة أسابيع بسبب ارتفاع حالات الفيروس الرئوي البشري HMPV في الصين، مما زاد من القلق بشأن احتمال حدوث جائحة جديدة، وهو سيناريو يذكرنا ببداية أزمة كوفيد-19، ومع هذه التجربة الحديثة يتم مراقبة كل فيروس قادم من الصين عن كثب، فماذا يحدث بالفعل؟

منذ منتصف ديسمبر أبلغت العديد من المستشفيات في شمال الصين عن زيادة كبيرة في الحالات، خاصة بين الأطفال دون سن الأربع سنوات، وقد تفاعل المستخدمون على الشبكات الاجتماعية بسرعة، حيث نشروا صوراً وفيديوهات لأشخاص يرتدون الكمامات في المستشفيات، ومع ذلك غالبًا ما تكون مصداقية هذه الصور مشكوك فيها، وفي 2 جانفي أكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الصين وجود زيادة عامة في الأمراض التنفسية الحادة، بما في ذلك الفيروس الرئوي البشري HMPV.

على الرغم من زيادة الحالات لا تعتبر السلطات الصحية الفيروس الرئوي البشري HMPV تهديدًا لجائحة، وأعلن مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي أنه يراقب الوضع، لكن لم يتم إعلان حالة طوارئ من قبل الحكومة الصينية أو منظمة الصحة العالمية، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، “فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي.”

الفيروس الرئوي البشري HMPV ليس فيروسًا حديثًا، على الرغم من أنه جذب الانتباه بسبب الزيادة الأخيرة في الحالات التي لوحظت في الصين ودول أخرى، أين تم اكتشافه في عام 2001 من قبل باحثين هولنديين بعد أن كان ينتشر بشكل غير ملحوظ لعدة عقود، وفي الواقع يُعرف أنه كان موجودًا لدى البشر منذ عام 1958، مما يجعله فيروسًا راسخًا في المشهد الفيروسي، كما ينتمي الفيروس الرئوي البشري HMPV إلى عائلة الفيروسات المخاطية ( Paramyxoviridae) ، التي تضم فيروسات أخرى مسؤولة عن التهابات الجهاز التنفسي الحادة، مثل الفيروس التنفسي المخلوي (VRS) ، كما يسبب هذا الفيروس أعراضًا تنفسية شائعة، تشبه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا.

  • الحمى: ارتفاع في درجة حرارة الجسم الذي يصاحب غالبًا العدوى الفيروسية.
  • انسداد الأنف أو سيلان الأنف: عرض شائع في التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
  • السعال: عادة ما يكون جافًا، وقد يكون مستمرًا ومزعجًا.
  • التهاب الحلق: تهيج غالبًا ما يشعر به في منطقة الحلق.
  • آلام العضلات: هذه الآلام شائعة في العدوى الفيروسية نتيجة الاستجابة الالتهابية للجسم.

وغالبية العدوى الناجمة عن الفيروس الرئوي البشري HMPV تكون خفيفة وتشفى بشكل عفوي دون علاج محدد، خاصة لدى البالغين الأصحاء، ويتضمن العلاج عادة تخفيف الأعراض باستخدام أدوية مسكنة للآلام والحمى، بالإضافة إلى العناية الداعمة مثل الترطيب والراحة.

ومع ذلك على الرغم من أن معظم الحالات خفيفة، إلا أنها يمكن أن تحدث مضاعفات، خاصة لدى الفئات الضعيفة على غرار الرضع، وكبار السن، والأشخاص ذوي جهاز مناعي ضعيف الذين قد يصابون بعدوى أكثر خطورة مثل:

  • الالتهاب الرئوي: عدوى في الرئتين يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التنفس وتستلزم دخول المستشفى.
  • التهاب القصيبات: التهاب في الشعب الهوائية الصغيرة، وهو شائع بشكل خاص عند الرضع وقد يتطلب رعاية تنفسية.

وقد تتطلب هذه المضاعفات متابعة طبية أعمق، لكنها تظل نادرة نسبيًا مقارنة بالعدوى الخفيفة.

على الرغم من أن الفيروس الرئوي البشري HMPV قد يكون مسؤولًا عن أمراض تنفسية حادة، فإنه لا يشكل تهديدًا استثنائيًا، حيث أنه فيروس معروف وقد تم دراسته لعدة سنوات، وله ملف سريري مشابه لعديد من الفيروسات الموسمية الأخرى.

تراقب السلطات الصحية تطور الفيروس عن كثب، لكن يبدو أنه لا يبرر في هذه المرحلة إنذارًا عالميًا.

على الرغم من أن الفيروس الرئوي البشري HMPV هو فيروس يجب مراقبته، إلا أنه لا يحمل خصائص جائحة، وحتى الآن لا يوجد لقاح لهذا الفيروس، والعلاجات هي في الغالب علاج أعراض. فيما تؤكد السلطات الصحية أنه في الوقت الحالي لا يوجد ما يستدعي الذعر، على الرغم من اليقظة المتزايدة تجاه هذه الزيادة في الحالات.

الكلمات المفتاحية الإنفلونزا؛ الفيروس الرئوي البشري ؛ فيروس؛ منظمة الصحة العالمية؛ الصحة؛ الصين؛ الحمى؛ التنفس.