انتشرت في السنوات الأخيرة العديد من الأمراض المناعية الذاتية في الجزائر من بينها التهاب المفاصل الروماتويدي والفقار اللاصق، وقد تسبب هذه الأمراض ظهور العديد من الأعراض، اهمها آلام شديدة في المفاصل، هشاشة العظام، تورم في المفاصل وتيبسها مما تسبب عجز كبير ومعاناة في حياة المريض.
حرصا منها لنشر التوعية الصحية ومساعدة مرضى التهاب المفاصل، قامت جمعية ” عناية FEAS لمرضى التهاب المفاصل والفقار اللاصق في الجزائر” بتنظيم الملتقى الثالث حول ˮ التهاب المفاصل والروماتيزم المزمن ˮ ، بمشاركة أطباء أخصائيين في مجال الروماتيزم. ويندرج هذا اللقاء ضمن النشاطات التوعوية التي تقوم بها الجمعية منذ بديتها، بهدف خلق ثقافة صحية لدى المصابين بهذه الامراض، وتكثيف الحملات التوعوية من أجل التشخيص المبكر لمثل هذه النوع من الأمراض.
وعلى هامش اليوم التوعوي تحدث السيد بلال بلخام رئيس جمعية ” عناية FEAS “، لـ ” صحتي حياتي” في تصريح حول دور الجمعية في تقديم المساعدات لتحسين نوعية التكفل بالمرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي والفقار اللاصق، ودعا لضرورة تدخل السلطات لإيجاد حل لمشكلة ندرة بعض الأدوية الموجهة لعلاج هذه الفئة وانقاذهم من خطورة الوصول الى مرحلة الإعاقة.
وأوضح أن تنظيم هذا اليوم التوعوي بمشاركة العديد من المختصين يعد فرصة لتحسيس بخطورة داء الروماتيزم الالتهابي المنتشر بكثرة في الجزائر، باعتباره مرض مزمن يحتاج لرعاية نفسية وجسدية، بكونه يمس الغضاريف والعظام والاوتار وقد يتطور الالتهاب الى هجمات لا يمكن التنبؤ بها وقد يؤد الى تلف المفصل.
وقالت البروفيسور سليمة لفكير مختصة في أمراض الروماتيزم، رئيسة مصلحة قسم أمراض الروماتيزم بمستشفى بني مسوس، أن التهاب المفاصل الروماتويدي يعتبر مرض مناعي ذاتي، يصيب المفاصل بشكل رئيسي خاصة الأقدام والأيدي، ويؤدي الى حدوث تورم والشعور بالألم، وغالبا ما ينتهي بتخرب المفصل المصاب او تشوهه، او يحدث تآكل العظام المحيطة به.
وتابعت لفكير شرحها ˮ التهاب المفاصل الروماتويدي هو حالة من أمراض المناعية الذاتية الناتجة عن مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم السليمة، ففي الحالة العادية، يصنع جهاز المناعة أجساما مضادة تهاجم البكتيريا والفيروسات التي تدخل جسم الانسان لمكافحة العدوى، وفي حالة ما ان كان الشخص مصابا بالتهاب المفاصل الروماتويدي فان جهاز المناعي يرسل عن طريق الخطأ أجساما تهاجم الأنسجة المحيطة بالمفصل.
وتابعة المتحدثة شرحها حول أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي والمتمثلة في:
- آلام وتورم في المفاصل
- نغير وشوه شكل المفصل
- الإحساس بتصلب المفصل خاصة في الفترة الصباحية
- صعوبة في الحياة اليومية في تنفيذ الاعمال مثل فتح قارورة الماء او المشي …الخ
ويمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على أعضاء أخرى مع ظهور بعض الأعراض في الجسم ويمكن ان نذكرها على شكل نقاط:
- تورمات على شكل حبات تحت الجلد
- التهاب بطانة الرئتين
- التهاب الغشاء الخارجي المحيط بالقلب
- انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء وأيضا كريات الدم البيضاء
- التهاب على مستوى غدد العينين والفم
أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي وعوامل الخطر
وفي نفس السياق تحدثت البروفيسور رشيدة علات، مختصة في قسم أمراض الروماتيزم بمستشفى الدويرة، عن الأسباب العلمية التي تؤدي الى الإصابة بهذا المرض. وقالت ˮ ان هجوم الاجسام المضادة يؤدي الى التهاب الغشاء الزليلي وتضرر المكونات المحيطة به: العظم، الغضروف، الأوتار والأربطة، مما يسبب تدريجيا في فقدان المفصل لشكله وحتى تدميره كليا ˮ. أما بخصوص عوامل الخطر المؤدية للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي فيمكن حصرها في :
- العوامل الجينية:
يمكن للمصاب بهذا المرض أن يكون حاملا مسبقا لجينات معينة تجعله أكثر عرضة للإصابة، وأظهرت بعض الدراسات أن الوراثة قد تلعب دورًا في انتشار التهاب المفاصل الروماتويدي بين أفراد العائلة الواحدة (عندما يكون أحد الوالدين مصابًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي، فإن فرص إصابة طفلهم تكون حوالي 1 إلى 3٪ فقط)
- الهرمونات:
التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال، وقد يكون ذلك بسبب هرمون الاستروجين، حيث تحدث الإصابة عادةً خلال فترات التغيير الهرموني مثل مرحلة ما بعد الولادة أو بداية انقطاع الطمث.
- التدخين:
يعد التدخين أحد أكبر العوامل البيئية المؤدية للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ويزيد الخطر كلما زاد عدد السجائر اليومية ومدة التدخين، كما يزيد التدخين من سوء الأعراض واحتمال عدم الاستجابة الجيدة للعلاج.
- بعض المحفزات:
يتم الحديث أحيانا عن التهاب المفاصل الروماتويدي بعد فترات من الإجهاد أو بعد صدمة جسدية أو عقلية، لكن لا يمكن تأكيد دورها في ظهور المرض بوضوح.
من جهتها، قدمت البروفيسور منال الرقاوي طبيبة مختصة في أمراض الروماتيزم، مستشفى الدويرة، شرحا حول تشخيص التهاب المفاصل، مشيرة إلى أهمية العلاج المبكر لهذا المرض الذي إذا ما تم إهماله، يمكن أن يُلحق بالمفاصل أضرارا كبيرة قد تتحول إلى إعاقة تمنع المريض من القيام بأبسط النشاطات اليومية، وتبدأ هذه الأضرار في المرحلة الأولى من الإصابة بالمرض، الأمر الذي يعزز ضرورة الشروع في العلاج في أبكر وقت ممكن لمنع تطورها وبلوغها مرحلة تصبح معها غير قابلة للعلاج.
العلاج البيولوجي لاتهاب المفاصل الروماتويدي
عن الأدوية البيولوجية، قدم الدكتور بلال بن غانة، مختص في أمراض الروماتيزم مستشفى بني مسوس، عرضا توضيحيا قائلا ˮتعمل الأدوية البيولوجية بشكل أفضل من الأدوية التقليدية المخصصة لأنواع معينة من الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي من حيث ابطاء الضرر الحاصل للمفاصل، مشيرا في حديثه لنقطة مهم جدا ” ان وصف الادوية البيولوجية للمرضى بهذا المرض وذلك بعد اخذ ما لا يقل عن نوعين من الأدوية التقليدية المضادة للروماتيزم مدة ستة أشهر وعدم الاستفادة منها، ويتم وصفها فقط من قبل الأطباء المتخصصين لحالات خاصة بشروط معينة ولا يتم وصفها للجميع طبعا ” .
ويضيف الدكتور غانة ˮيعتبر الدواء البيولوجي أو المناعي، الحيوي، أحد أنواع العلاجات الحديثة التي تحفز قدرة الجهاز المناعي لمكافحة العدوى والمرض، هي عبارة عن بروتينات معدلة وراثيا تؤثر في الجهاز المناعي وتتحكك في جهة معينة من الالتهابˮ.
خلاصة الملتقى حول سبل التعايش مع المرض
الهدف الرئيسي من هذه الملتقيات التوعوية هو دعم وتوجيه المرضى حول كيفية التعامل مع التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل يومي، وتم أيضا الإجابة عن أسئلة المرضى الحاضرين في الملتقى والأشخاص المتابعين عبر صفحة ”عناية “.
وتم تقديم عدة نصائح وتوجيهات فيما يخص العلاج والوقاية من المرض، وأجمع المختصون على عدة نقاط في مداخلاتهم:
- اتباع نمط صحي والحفاظ على النشاط البدني
- التركيز على الأطعمة الصحية بدلا من التركيز على العناصر الغذائية الفردية
- ممارسة السباحة والرياضة التي تحافظ على صحة العظام والمفاصل
- الابتعاد عن التوتر والقلق
- استشارة الطبيب المعالج واتباع نصائحه
- الحرض على الكشف المبكر
- النوم الجيد يحافظ على التغلب من القلق والتوتر وتخلص من الأشياء التي تشتت الانتباه
عائشة و.ح