صحة جيدة لحياة أفضل

«جمعية الأمل لمرضى السرطان» تنظم يوما تكوينيا مهنيا لفائدة الأطباء العامين حول سرطان الرئة والبروستاتا

حرر : عائشة ولد حبيب | صحفية متخصصة في الإعلام الصحي
30 نوفمبر 2022

في إطار الحملة التحسيسية الوقائية لمكافحة سرطان الرئة والبروستاتا في الجزائر، قامت “جمعية الأمل لمرضى السرطان” بتنظيم يوم تكويني موجه للأطباء العامين والمختصين في سرطان الرئة والبروستات، بالتعاون مع مديرية الوقاية لوزارة الصحة ومصلحة الأورام بمركز بيار وماري كوري.

عرف هذا اليوم التكويني المنظم حول طرق الوقاية من سرطان البروستاتة والرئة، مشاركة العديد من المهنيين في الصحة، بما فيهم الأطباء المختصين في السرطان، للتطلع على آخر الدراسات والتوصيات للتكفل الأمثل بالمرضى المصابين بهذا الداء، خاصة وأن الطبيب هو أول وجهة للمريض.

وفي هذا الصدد، تقول رئيسة جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان «حميدة كتاب»، إن “الهدف من هذا اليوم هو ضمان تكفل أفضل بمرضى سرطان الرئة والبروستاتة، لأن ثلثي المصابين يأتون إلى المستشفيات وهم في مراحل متقدمة من المرض، لسببين أساسيين، أولهما عدم الحصول على المعلومة الصحيحة وثانيا عدم توجيههم وتشخيص المرض بدقة، من طرف الطبيب العام الذي لا يملك آخر التوصيات في هذا المجال. وأضافت في السياق ذاته، “أن تكوين الأطباء العامين مرحلة مهمة من أجل ضمان الإنصاف والمساواة في مراحله الأولى من خلال تشخيص وتوجيه جيدين“، وتؤكد المتحدثة على أهمية فتح المراكز الخاصة بالعلاج التلطيفي ومرافقة المرضى المصابين بهذا الداء في المراحل الأخيرة. وشددت كتاب على وضع استراتيجية للفحص المبكر للسرطانات، مثل سرطان البروستات والقيام بحملات توعوية وتحسيسية كبيرة لمكافحة آفة التدخين بالنسبة لسرطان الرئة وموازاة مع ذلك يجب إحداث آليات واستراتيجيات ناجعة من أجل التكفل الأمثل بالمريض”

وترى رئيسة جمعية الأمل أن الطبيب المعاين عند تشخيص المريض، يقوم بإعطاء الأدوية والتحاليل اللازمة، دون أن ننسى الوقت الضائع وهو ما يعتبر عاملا مهما لدى مرضى السرطان، حيث إن السرطان لا ينتظر حتى يستفحل في جسم الانسان، ما يجعل الوضعية متفاقمة والعلاج أصعب وينتج عنه نسبة شفاء ضئيلة جدا.

في السياق نفسه، تؤكد البروفيسور «أسماء قربوعة»، رئيسة طب الأورام بمركز بيار وماري كوري  أن للطبيب العام دور محوري في التكفل بمرضى السرطان، لأنه أول الحلقة في سلسلة التكفل بالمريض، لذا يجب أن يكون على علم بكل الأعراض التي يمكن أن تكون دليل الإصابة بهذه السرطانات. ودعت الأستاذة قربوعة، إلى ضرورة أن يكون “الطبيب العام” على دراية بمختلف العلاجات الخاصة بطب الأورام من أجل التكفل ببعض مضافات العلاجات والمتابعة التي ليس من الضروري أن تكون من طرف طبيب مختص ولا تستوجب استشفاء في مراكز العلاج مثل المضاعفات الثانوية من الدرجة الأولى والثانية مثل تقرح لثة الفم.

سرطان البروستاتا

 سرطان البروستاتا ينتشأ في غدة البروستات، وهي جزء من الجهاز التناسلي الذكري، غالبا يصيب الرجال الأكبر سنا، يتطور هذا السرطان من الغدد ويمكن أن تكون له آثار عديدة على الصحة العامة للمريض. وتتمثل عوامل الخطر للإصابة بسرطان البروستات في:

  • التقدم في السن
  • التاريخ الوراثي للعائلة، حيث تزداد فرص الإصابة في حال أصيب الأب أو الأخ بسرطان البروستات.

يتزايد سرطان البروستاتا سنويا، حيث سجلت الجزائر 2619 إصابة عند الرجال، وفي هذا الصدد توصي البروفيسور قربوعة بالفحص المبكر من خلال تحليل دم بسيط (PSA) والفحص الدوري عند الطبيب ابتداء من سن الخمسين.

إذا تم تشخيص اصابتك بسرطان البروستاتا، حاول أن تعرف معلومات كافية عن هذا السرطان من قبل طبيبك المعالج، لفهم ما يمكن توقعه من العلاج، واعتني بنفسك عن طريق تناول أكل صحي ومارس الرياضة، واحصل على قسط كاف من النوم والراحة، وإذا شعرت بالخوف والتوتر حاول ان تستشير أخصائي نفساني سيقوم بإعطائك الحلول اللازمة. أما بخصوص العلاقة والمشاعر الجنسية، فحاول ان تصارح شريك حياتك بكل التفاصيل، مع العمل بنصائح وإرشادات الطبيب والأخصائي النفساني.

النظام الغذائي الغني بالدهون سبب تزايد عدد السرطانات في الجزائر

تحدثت البروفيسور أسماء قربوعة عن الأسباب التي تزيد عدد الإصابات بالأمراض السرطانية في الجزائر، على غرار سرطان الرئة وسرطان البروستات والمعدة والثدي وذكرت أن النظام الغذائي، هو العامل الأول لارتفاع الإصابات لما يحتويه من دهون وسكريات، وحتى الأكل السريع، ضف الى ذلك نقص النشاط البدني ما أدى الى ارتفاع معدلات السمنة بين الجزائريين، إضافة الى التدخين وهو من العوامل الخطيرة التي باتت تهدد صحة الجميع.

3 آلاف حالة جديدة لسرطان الرئة في الجزائر

حسب ما أكده المختصون، فان سرطان الرئة يعتبر أول سبب وفاة بالسرطان في الجزائر، حيث تم تسجيل أزيد من 3 آلاف حالة جديدة سنة 2019، وهو في المرتبة الأولى عند الرجل، ويمكن تفاديه ولكن بتكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية، خاصة فيما يخص مكافحة التدخين الذي يعتبر أول سبب في الإصابة بهذا السرطان فلا يوجد فحص مبكر، لذلك تبقى الوقاية ومكافحة عوامل الإصابة وعلى رأسها التدخين هو السلاح الوحيد لتفاديه. وقال مختصون إن سرطان الرئة يقف وراء 8 أنواع من سرطان الرئة من أصل 10 أنواع، مشيرين إلى أن محاربة ظاهرة التدخين يمكن أن تقلل نسب الإصابة بسرطان الرئة بحوالي 40 بالمائة.

الخطوات التي يجب اتخاذها نحو التشخيص المبكر

هناك 3 خطوات حددتها منظمة الصحة العالمية نحو التشخيص المبكر، حيث ينبغي على البلدان:

  • تحسين الوعي العام بمختلف أعراض السرطانات وتشجيع الناس على طلب الرعاية عندما تبدأ الأعراض بالظهور.
  • الاستثمار في مجال تعزيز الخدمات الصحية وتزويدها بالمعدات اللازمة وتدريب العاملين الصحيين.
  • ضمان علاج آمن وفعال لتخفيف الام المرضى دون تكبد ومشقة أو تكاليف باهظة.

عائشة و.ح