صحة جيدة لحياة أفضل

توقيع اتفاقية بين محافظة الطاقة الذرية و “صيدال” لإنتاج المواد الصيدلانية المشعة

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
14 يناير 2025

وقّعت محافظة الطاقة الذرية (COMENA) ومجمع “صيدال” يوم الاثنين في الجزائر العاصمة اتفاق تعاون لإنتاج المواد الصيدلانية المشعة وتصنيعها محليًا، فيما يهدف هذا الاتفاق إلى تلبية النقص في هذه المنتجات الأساسية المستخدمة في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض المستعصية.

تم توقيع الاتفاق من قبل الرئيس التنفيذي لشركة “صيدال” ”وسيم قويدري” ومحافظ الطاقة الذرية ” عبد الحميد ملاح” ، فيما جرت مراسم التوقيع بحضور عدة وزراء من بينهم محمد عرقاب وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، رفقة السيد ”سيفي غريب ” وزير الصناعة والانتاج الصيدلاني وكذا السيد ”فؤاد حاجي” الوزير المنتدب المكلف بالإنتاج الصيدلاني، وكاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة ” نور الدين ياسع ”.

وفي إطار هذا الاتفاق ستوفر ” صيدال ” المواد الصيدلانية المشعة لأغراض التشخيص في غضون عام واحد، أما المنتجات المخصصة للاستخدام العلاجي فستكون متاحة بعد عام ونصف من توقيع الاتفاق، فيما تأتي هذه المبادرة ضمن إطار تطوير الطب النووي في الجزائر.

أكّد الوزير “محمد عرقاب” أن هذا الاتفاق يأتي في إطار رؤية الرئيس عبد المجيد تبون، الذي جعل الطب النووي أولوية وطنية، ففي فيفري 2023 وجه الرئيس البلاد نحو تشجيع الاستثمارات في التقنيات والتطبيقات النووية للاستخدامات الطبية .

وأضاف السيد عرقاب أن الاتفاق يُعد خطوة حاسمة لضمان سيادة الجزائر في إنتاج النظائر الطبية، فهو يساهم في ضمان الإنتاج الوطني لهذه المنتجات الأساسية في الطب النووي، من خلال دعم الصناعة الصيدلانية المحلية وتعزيز استقلالية الجزائر في مجال الصحة.

يُعد الاتفاق بين COMENA و” صيدال ” لإنتاج المواد الصيدلانية المشعة محليًا استراتيجيًا، لأنه يساعد الجزائر في تقليل اعتمادها على الواردات وضمان الإنتاج الوطني لهذه المواد الحيوية، ومن خلال تطوير قدرة محلية لإنتاج النظائر الطبية، ستكون الجزائر قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة في مجال الطب النووي، فضلاً عن تعزيز استقلالها في مجال الصحة العامة.

كما يتماشى هذا مع سعي الجزائر نحو السيادة التكنولوجية والعلمية، مما سيمكنها من التحكم في عمليات التصنيع، والجودة، وأمن المواد الصيدلانية المشعة، بالإضافة إلى ذلك تدعم هذه المبادرة هدف تعزيز الصناعة الصيدلانية الوطنية وتعزيز الابتكار العلمي والصناعي في مجال الصحة.

أوضح السيد ”سيفي غريب” أن هذا الاتفاق جزء من الخطة الاستراتيجية لشركة ” صيدال ” لتلبية الاحتياجات الوطنية من المواد الصيدلانية المشعة، كما أشار إلى تنفيذ تدابير الأمان الإشعاعي لضمان الأمان خلال جميع مراحل الإنتاج، المناولة، التخزين والنقل للمنتجات، كما تركز الشراكة على تبادل المعلومات مع احترام القوانين الوطنية والدولية.

يُعد تصنيع المواد الصيدلانية المشعة عملية معقدة ومتخصصة للغاية، أين تتطلب منشآت ملائمة وخبرة فنية متقدمة لضمان جودة وأمان المنتجات، كما تعتبر معايير الأمان الإشعاعي  وإدارة النفايات المشعة والامتثال للتشريعات الدولية عناصر أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار.

في هذا السياق ينص الاتفاق بين COMENA و” صيدال ” على إنشاء لجنة توجيه لضمان توافق العمليات مع القوانين الوطنية والدولية، وضمان اتباع ممارسات التصنيع الجيدة، ويشمل ذلك التدريب المستمر للمهنيين لضمان التعامل الآمن مع المواد المشعة.

وباختصار تُعتبر المواد الصيدلانية المشعة ركيزة أساسية في الطب النووي، حيث تقدم قدرات تشخيصية متقدمة وحلول علاجية مستهدفة للأمراض الخطيرة، كما أن إنتاجها المحلي يمثل ميزة كبيرة للجزائر، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصحة ويعزز مكانتها كلاعب رئيسي في مجال الطب النووي.

المواد الصيدلانية المشعة هي مواد تستخدم في الطب النووي، وهو تخصص طبي يستخدم المواد المشعة لتشخيص أو علاج أو مراقبة بعض الأمراض، أين تسمح هذه المنتجات التي تجمع بين نظير مشع وجزيء دوائي، بالحصول على معلومات ثمينة حول وظائف الأعضاء والأنسجة في جسم الإنسان، بالإضافة إلى علاج بعض الأمراض.

تنقسم المواد الصيدلانية المشعة إلى فئتين رئيسيتين: تلك المستخدمة لأغراض تشخيصية وتلك المخصصة للاستخدام العلاجي:

  1. المنتجات التشخيصية:

تستخدم هذه المنتجات لإجراء فحوصات تصويرية مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو التصوير الشعاعي، اين تسمح هذه الفحوصات برؤية الأعضاء والأنسجة الداخلية في الجسم بشكل فوري، واكتشاف الشذوذات أو الاختلالات مثل السرطانات، الأمراض القلبية والأمراض العصبية.

وتتميز النظائر المشعة المستخدمة في هذه الحالة بعمر نصف قصير نسبيًا، مما يساعد في تقليل تعرض المريض للإشعاع، حيث تُعطى هذه المنتجات عن طريق الوريد وتتوجه إلى المناطق المحددة من الجسم حيث تُصدر إشعاعًا يُكتشف بواسطة أجهزة التصوير.

  • المنتجات العلاجية:

تستخدم هذه المنتجات لعلاج بعض الأمراض، بما في ذلك أنواع معينة من السرطان، من خلال استهداف الخلايا المريضة بشكل مباشر، إذ يقوم المبدأ على الإشعاع الانتقائي للمنطقة المصابة بالمرض، مما يسمح بتدمير الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة، كما أن النظائر المستخدمة في العلاج لها عمر نصف أطول، مما يسمح بتأثير ممتد على المنطقة المستهدفة.

يلعب الطب النووي دورًا حاسمًا في الكشف المبكر وعلاج العديد من الأمراض، مثل السرطان، أمراض القلب، الاضطرابات العصبية (مثل مرض الزهايمر)، والعدوى، أين تمكن المواد الصيدلانية المشعة من الحصول على صور وظيفية، أي صور تُظهر ليس فقط هيكل الأعضاء ولكن أيضًا وظائفها.

وهذا يختلف عن تقنيات التصوير الأخرى مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي، التي توفر بشكل رئيسي صورًا تشريحية، ومن خلال تمكين رؤية النشاط الأيضي للأنسجة، توفر المواد الصيدلانية المشعة معلومات أساسية لتشخيص دقيق وتوجيه العلاج.

يفتح هذا الاتفاق الطريق لمشاريع استراتيجية بين الوزارات المعنية، بهدف تعزيز الصناعة الوطنية، ومن بين هذه المشاريع إنشاء شبكة وطنية للاعتماد والمطابقة، بالإضافة إلى شبكة الاستنساخ الصناعي مع وزارة الطاقة.

كما تحدث الرئيس التنفيذي لشركة “صيدال” عن التقدم الذي تم تحقيقه في عام 2024 ، ففي العام الماضي سجلت الشركة زيادة بنسبة 22٪ في إنتاجها مقارنة بعام 2023، وبفضل تشغيل وحدات إنتاج جديدة. وصل حجم مبيعات “صيدال” إلى 24 مليار دينار جزائري.

الكلمات المفتاحية: صيدال، حاجي؛ الصيدلانية؛ المواد الصيدلانية المشعة ؛ النووي؛ الصحة؛ الطب