تُعد الأمراض التنفسية وخاصة الحساسية من أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمع اليوم، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي أدت الى انتشار العديد من الفيروسات والأمراض، أصبح هذا المشكل مصدر قلق واهتمام للعديد من المختصين في مجال الطب.
ومن أجل تعزيز الوعي والتحسين المستمر في مجال رعاية وعلاج أمراض الحساسية في الجزائر، قامت اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة،الجمعية الجزائرية لطب الأمراض التنفسية (SAP) بالتعاون مع إدارة النشاطات الطبية وشبه الطبية بتنظيم يوم تكويني مميز بين مختلف التخصصات للحديث عن أهم أمراض الحساسية وطرق علاجها.
واحتضنت قاعة المحاضرات بالمستشفى الجامعي بني مسوس، هذا اللقاء العلمي الذي نشطه رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية ˝البروفيسور مرزاق غرناوط ˝ والذي استعرض مداخلة علمية شاملة وملخص الأبحاث العلمية حول أمراض الحساسية في الجزائر، مسلطا الضوء على أحدث الابتكارات والتطورات في علاج وتشخيص هذه الامراض.
من جانبه، تحدث “البروفيسور رضا جيجيك“، رئيس مصلحة مخبر المناعة، عن الأمراض الالتهابية النوع الثاني، وتطرق للتحديات والمستجدات في نطاق الهام من الأبحاث الطبية.
وأشرف البروفيسور “أحمد قاضي“، بصفته مسؤول وحدة الأمراض الصدرية والحساسية على هذا الحدث العلمي.
وفي مداخلة قيمة، شاركت “البروفيسور خلافي“بموضوع الاضطرابات الجينية، خاصة “الوذمة الوعائية الوراثية” وأثرها على الصحة العامة.
كما قدم “البروفيسور واعلي مراد“، شرحا علميا حول طرق علاج صدمة الحساسية وأهم الإجراءات والتقنيات المستخدمة في هذه الحالات.
تميز اللقاء بتفاعل علمي وحضور كبير للأطباء المهتمين بأمراض الحساسية، من أجل تحسين التكفل بالمرضى وضمان تغطية صحية جيدة.
تعتبر هذه الاجتماعات التشاورية متعددة التخصصات جزءا مهما لرفع مستوى الوعي والمساهمة للتسريع في التشخيص الطبي، بناء على أحدث التطورات العلمية وتبادل الخبرات بين المختصين، خاصة وأن حالات الحساسية في ارتفاع كبير لهذا يتطلب تكاثف الجهود فيما بين الأقسام والمصالح الطبية حتى من مختلف المستشفيات الجامعية الأخرى.
إجراءات استعجالية لمواجهة أمراض الحساسية
تحدثت البروفيسور “رشيدة خلافي“، رئيسة قسم أمراض الرئة “ب” بالمركز الاستشفائي الجامعي بني مسوس في تصريح لها لمجلة ” صحتي حياتي“، عن دور التشخيص والفحص الطبي السريع في حالات أمراض الربو والحساسية، وشددت على ضرورة حرص الأطباء في مختلف المصالح والتخصصات الى اتخاذ إجراءات استعجالية للمريض.
وأكدت الأخصائية عن أهمية توفير العلاج المناسب لمختلف أمراض الحساسية، خصوصا مع انتشار هذه الامراض بشكل متزايد بين كل فئات المجتمع في الجزائر.
وقالت ان هذا التحدي الصحي يتطلب تظافر الجهود بين جميع المختصين في المجال الطبي، حتى يتمكن الأطباء من مختلف التخصصات والمصالح المساهمة في التعامل مع مرضى الحساسية وتقديم الرعاية المناسبة حسب كل حالة.
ودعت خلافي الى الحرص على الوقاية والتوعية من هذه الامراض، وارجعت السبب الى التغيرات المناخية، وكذا الى بعض الأسباب الأخرى المتمثلة في تغير النمط الغذائي ونصحت بالابتعاد عن مثيرات ومهيجات الحساسية والحفاظ على بيئة نظيفة داخل البيت وتبني نظام غذائي صحي متوازن.
تعزيز التواصل العلمي بين الخبراء من مختلف التخصصات
من جهته، يرى البروفيسور“ مراد واعلي“، مصلحة إدارة النشاطات الطبية وشبه طبية، ان هذه اللقاءات التكوينية المستمرة في مجال الطب أمرا أساسيا لتطوير العلاجات وتحسين جودة الرعاية الصحية، وقال” نعمل جاهدين على تشجيع هذه اللقاءات العلمية وتنظيمها بانتظام، بهدف توفير بيئة ملائمة لتبادل المعرفة والخبراتواخر الدراسات الطبية بين الأطباء والمختصين لصالح مرضانا”.
وأشار واعلي الى ان “هذه اللقاءات جزءا لا يتجزأ من استراتيجية مصالح مستشفى بني مسوس التي تسعى دائما للتكوين في مجال الطب، من خلالها، نسعى الى تشجيع التعاون المشترك بين الفرق الطبية المختلفة والمهنيين الصحيين”.
وقال “نحن نؤمن بأهمية تحديث المعرفة وتطوير العلاجات، وهذا ما نسعى جاهدين لتحقيقه من خلال هذه الاجتماعات المشتركة.”
يشكل هذا اللقاء فرصة للأستاذة والباحثين ان يقدموا نتائج أعمالهم من خلال سلسلة من المحاضرات واللقاءات المتنوعة، وتعزيز التواصل العلمي وتبادل المعرفة بين الخبراء في مجال أمراض الحساسية، بهدف تحسين مستوى الرعاية الصحية وتطوير الخدمات الطبية في الجزائر، وتقديم أحدث التطورات في هذا المجال والاستراتيجيات العلاجية الفعالة.
وفي ختام هذا الحدث التكويني، يظهر بوضوح التزام الجمعية الجزائرية لطب الأمراض التنفسية وإدارة النشاطات الطبية وشبه الطبية بتقديم الرعاية الصحية المتميزة لرفع مستوى الوعي بين الجمهور حول أهمية الوقاية من الأمراض الحساسية.
وبفضل الجهود المبذولة والتوجيهان العلمية التي تم تقديمها، يوضح ام المجتمع الطبي في الجزائر يسير بخطى ثابتة نحو مواجهة التحديات الصحية، وبهذا نجدد التأكيد على أهمية التعاون والتواصل المستمر بين مختلف التخصصات والمصالح الطبية والمستشفيات.
عائشة و.ح