انعقد المؤتمر الدولي الأول حول السرطان في الجزائر تحت شعار “صوت المريض”، حيث ركز على تحسين التكفل العلاجي بالمرضى. وأكدت السيدة حميدة كتاب، رئيسة الاتحادية الجزائرية لجمعيات مرضى السرطان (FAAPAC)، على ضرورة أن تكون احتياجات المرضى وتطلعاتهم هي المحرك الأساسي لاتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة، والبحث العلمي، والرعاية الصحية. ويعد هذا المؤتمر، الذي نُظم بشراكة مع وزارة الصحة والمرصد الوطني للمجتمع المدني (ONSC)، فرصة فريدة لمناقشة التحديات وتبادل أفضل الممارسات في مكافحة السرطان.
الدور الأساسي للجمعيات
شددت السيدة كتاب على الدور الفاعل الذي تلعبه الجمعيات في مكافحة السرطان، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يمثل خطوة أساسية نحو بناء حلول مشتركة لتحسين أوضاع المرضى. كما أكدت على أهمية إشراك المرضى بفعالية في عملية الرعاية الصحية لضمان تلبية احتياجاتهم بشكل أفضل.
المجتمع المدني والمؤسسات العامة: شراكة استراتيجية
من جهته، أشاد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، بالدور المحوري الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي للمؤسسات الحكومية في وضع السياسات الصحية. كما سلط الضوء على الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين التكفل بمرضى السرطان، مشيدًا بـ**”الإنجازات الهامة”** التي تحققت حتى الآن.
الوقاية والتوعية: أولويات أساسية في مكافحة السرطان
أكد السيد بن براهم على أهمية دور الجمعيات في الوقاية من السرطان، مشددًا على دورها الرئيسي في تثقيف وتوعية المواطنين بمخاطر هذا المرض. وأشار إلى أن تعبئة المجتمع المدني أمر ضروري لنشر السلوكيات الصحية السليمة وتعزيز الوعي الجماعي بأهمية الوقاية من السرطان.
تعزيز حملات التوعية على المستوى الوطني
دعا بن براهم إلى تكثيف حملات التوعية في جميع أنحاء البلاد، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون كل فرد في المجتمع، سواء كان مريضًا أو ممارسًا صحيًا أو مواطنًا عاديًا، على دراية بالعوامل التي تساعد في الوقاية من السرطان. كما أكد على أهمية توفير معلومات واضحة وسهلة الوصول للجميع حول المخاطر المرتبطة بالتدخين، والاستهلاك المفرط للكحول، والخمول البدني. وأوصى باستخدام مختلف الوسائل الإعلامية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والمبادرات المحلية، لتعزيز الوعي الصحي.
الترويج لنمط غذائي صحي
تم تسليط الضوء بشكل خاص على أهمية تبني عادات غذائية سليمة في الوقاية من السرطان. وأكد بن براهم على العلاقة الوثيقة بين التغذية الصحية والحد من خطر الإصابة بالمرض، مشيرًا إلى أن التقليل من استهلاك الأطعمة المعالجة صناعيًا، والدهون المشبعة، والسكريات المضافة أمر ضروري للحد من احتمالات الإصابة بالسرطان. وفي المقابل، دعا إلى التركيز على تناول الفواكه، والخضروات، والألياف، والبروتينات الخفيفة، مع الترويج للممارسات الغذائية التقليدية الصحية.
التوعية بالعوامل البيئية والسلوكية المؤثرة على الصحة
إضافة إلى التغذية، شدد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني على أهمية التوعية بالعوامل البيئية والسلوكية الأخرى التي قد تسهم في ظهور السرطان، مثل إدارة التوتر، وممارسة النشاط البدني المنتظم، وتقليل التعرض للمواد المسرطنة الموجودة في الهواء، أو المنتجات الكيميائية، أو حتى في البيئة المنزلية.
التزام طويل الأمد
أكد بن براهم على أن الوقاية ليست مجرد مبادرة ظرفية، بل استراتيجية طويلة الأمد تتطلب استمرارية وجهودًا متواصلة على مدار السنوات. وأشار إلى ضرورة تعزيز حملات التوعية بشكل مستدام لتغيير العقليات وتعزيز العادات الصحية بين المواطنين، وهو ما يتطلب تعاونًا مشتركًا بين السلطات العامة، والمنظمات الصحية، والمهنيين، والجمعيات المعنية بمرضى السرطان.
حصيلة التقدم المحرز والتوصيات
عرض ممثلو المؤسسات الحكومية التقدم المحرز في مجال علاج السرطان، لا سيما الجهود التي تبذلها الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية (CNAS) في تمويل الأدوية المضادة للسرطان. كما شدد الخبراء على أهمية توفير معلومات دقيقة وموثوقة للمرضى، وضرورة تحديد مسار علاجي واضح لضمان التكفل الأمثل، إلى جانب نشر توصيات طبية موحدة بين جميع الجهات المعنية.
إطلاق الشبكة الإفريقية لمكافحة السرطان
تزامن هذا المؤتمر مع الاحتفال بـاليوم العالمي لمكافحة السرطان (4 فبراير)، حيث تم الإعلان عن إطلاق الشبكة الإفريقية لمكافحة السرطان، والتي تضم 14 دولة إفريقية تهدف إلى توحيد الجهود وتعزيز التعاون في مواجهة هذا المرض.