في إطار الإستراتيجية التي وضعتها وزارة الصحة للتنظيم العائلي بالجزائر والتي تسعى للحفاظ على صحة المرأة المعرضة بشكل كبير لمخاطر صحية عديدة جراء الحمل المبكر، يمكن لهذا التنظيم أن يعمل على تحسين التكفل الصحي والتربوي ومستوى رفاهية الأسر بشكل عام.
وفي هذا الصدد، قامت وزارة الصحة بتنظيم أيام دراسية حول التنظيم العائلي، تحت شعار ” التنظيم العائلي بالجزائر… نحو رؤية موحدة”، بمشاركة أطباء مختصين في المجال وقابلات وأستاذة جامعيين وأعضاء من اللجنة الوطنية للسكان والصحة الإنجابية، وهذا لنشر التوعية بأهمية التباعد بين الولادات ومحاولة التخطيط المسبق لها.
قال مدير السكان بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عمر واعلي أمس، أن الهدف الرئيسي من تنظيم هذه الفعالية هو الوصول الى رؤية موحدة حول « التخطيط العائلي بشكل يتم فيه توعية المرأة في سن الإنجاب بفوائد استعمال موانع الحمل، وكيفية الحصول على وسائل تكون آمنة وفعالة بأسعار معقولة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية مستقبلا».
وداعيا في نفس الوقت الى أن «الوصول لتخطيط عائلي يمكن من تحسين التكفل بصحة الأم أطفالها، إضافة الى تحسن التكفل التربوي، وهو ما يمثل المؤشرات الأساسية لتطور المجتمع»
وشدد مدير السكان بوزارة الصحة على ضرورة توعية النساء من أجل زيادة معارفهن ومعلوماتهن بخصوص إيجابيات تباعد الولادات والتخطيط المسبق لها، وانعكاسات ذلك على صحة الأم والطفل.
برنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان بالجزائر
دعت المكلفة ببرنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان بالجزائر، السيدة حميدوش بديعة، ان الجزائر لها خبرة كبيرة في مجال التخطيط العائلي، من حيث البرامج التي تم وضعها للوصول الى تحقيق هذه الاستراتيجية، لان الوصول الى مرحلة تعميم فكرة تنظيم العائلي لن يتم دون تعزيز معارف الأزواج الذين هم في سن الانجاب، وأضافت «تنظيم مثل هذه الأيام الدراسية والورشات العلمية سيمكن من متابعة الاستراتيجية الوطنية للتخطيط العائلي التي سطرتها وزارة الصحة لسنوات 2017/ 2020، وذلك بغرض بعث ذات الاستراتيجية الى آفاق سنة 2030».
الى ذلك توضح حميدوش أن ” دور العمل الجماعي بإشراك المجتمع المدني ووسائل الإعلام للمشاركة في الرفع من الوعي والتحسيس بأهمية التنظيم والتخطيط العائلي، مشيرة الى برنامج تكويني سطر من قبل وزارة الصحة لفائدة المرشدات الدينيات بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في هذا المجال.
الورشات العلمية المتعلقة بنشاطات الصحة الإنجابية
وقد أتاحت هذه الأيام الدراسية فرصة لفتح عدة محاور للنقاش للوصول الى مقترحات وتوصيات عديدة لإضافتها في تحيين الاستراتيجية الوطنية للتخطيط العائلي بمشاركة أطباء مختصين وقابلات واستاذة جامعيين وأعضاء من اللجنة الوطنية للصحة الإنجابية، حيث جرت أشغال اليوم الدراسي الثاني كما يلي :
تمت الأشغال في جلسات عامة وفي 5 ورشات مقسمة متبوعة بنقاشات كل حسب تخصصه
- الورشة 1: تنمية وبناء القدرات للمختصين من أجل جمع المعلومات المتعلقة بنشاطات الصحة الإنجابية
- الورشة 2: تحسين وتأمين وسائل منع الحمل عن طريق الشراء الفعال الذي يعتمد على علو الجودة، انخفاض التكلفة، والسعر التنافسي.
- الورشة 3: الدعوة الى انشاء اللجنة الانتخابية المستقلة متكونة من عدة تخصصات.
- الورشة 4: دور الشريك العام، الخاص والمجتمع المدني.
- الورشة 5: وضع برنامج للرصد والتقييم.
استأنفت أشغال اليوم الدراسي في الفترة الصباحية في الورشات الى غاية الساعة 12 وتمت قراءة أهم مخرجات الورشات الخمس في جلسة علنية تحت إشراف السيد عمر واعلي مدير السكان بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، والتي كانت بمثابة توصيات قابلة للتجسيد وتمت مناقشتها من قبل المشاركين من عدة تخصصات سواء من عند القابلات أو الأطباء وحتى أستاذة من جامعة الجزائر 2 مصلحة العلوم الاجتماعية.
رفع درجة الوعي والمسؤولية في مجال الإنجاب
تعتبر حقوق الصحة الجنسية والانجابية أساسية لحماية وتمكين الشباب الراغبين في حماية صحتهم وتنظيم حياتهم، للوقاية من العديد من الأمراض مثل العدوى المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وحالات الحمل غير المقصود، ولهذا يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قرب مع الحكومة الجزائرية لتعزيز الوصول الشامل للمعلومات حول الصحة الإنجابية عبر حملة مجتمعية تعزز مشاركة الآباء والقادة المجتمعيين والدينيين.
البرنامج الذي وضعته وزارة الصحة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بالجزائر يهدف أساسا للوصول الى نمو سكاني معتدل، يضمن تحقيق التوازن بين العامل السكاني والموارد الاقتصادية والجانب الصحي، وهذا من أجل تحسين نوعية حياة المجتمع، وتخفيض نسبة وفيات الأمهات والرضع خاصة حدثي الولادة.
وحسب ما نصحت به وزارة الصحة العالمية أنه ” من الأفضل على صحة كل من الأم وطفلها في حالة الرغبة بإنجاب طفل اخر بعد الولادة، من المستحسن الانتظار ما لا يقل من سنتين من تاريخ الولادة الأخيرة قبل الشروع في بالحمل ” شريط ان لا يزيد الفاصل عن 5 سنوات” كما يستحسن صحيا عند الإجهاض الانتظار 6 أشهر على الأقل.
عائشة و.ح