بمناسبة اليوم العالمي لصحة الجلد، تم تنظيم اللقاء الدولي الثاني حول الأمراض الجلدية في الجزائر، بحضور نخبة من الخبراء والمختصين في هذا المجال من مختلف ولايات الوطن. تمحور اللقاء حول مناقشة الأمراض الجلدية الشائعة، مثل الصدفية والتهاب الجلد التأتبي، والذين يؤثران بشكل كبير على جودة حياة المصابين بهما خاصة عند الأطفال.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأمراض الجلدية تصيب أكثر من 900 مليون شخص حول العالم، ويشمل تصنيفها الدولي للأمراض ( ICD-11) أكثر من 3000 مرض جلدي. لهذا فان اليوم العالمي لصحة الجلد يتم الاحتفال به منذ سنة 2013، لرفع مستوى الوعي حول التأثير الواسع لهذه الأمراض ودعم الأشخاص الذين يحتاجون للعلاج.
وبهذه المناسبة، أوضحت البروفيسور سميرة زوبيري، رئيسة مصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، ان التهاب الجلد التأتبي هو مرض التهابي مزمن وشائع بين الأطفال والرضع، وقد يظهر في أي مرحلة عمرية، ويعاني المرضى من حساسية مفرطة للمحفزات الخارجية، ما يؤدي الى ظهور أعراض مثل الربو، حمى القش، التهابات العين، الحساسية الغذائية، الطفح الجلدي، وحتى مشكلات الأرق والنوم.
وأشارت زوبيري الى الأسباب وراء ظهور هذا المرض غير معروفة، ولكن الدراسات العلمية ترجع ذلك للعوامل الوراثية والبيئية، وأكدت المتحدثة الى ان معظم المرضى يعانون من تاريخ عائلي للإصابة بأحد أنواع الحساسية، وعن نسبة انتشار هذا المرض في الجزائر صرحت المختصة ان مصلحة الامراض الجلدية بمستشفى قسنطينة بلغت 5℅، وعن باقي النسب لم يتم تحديد العدد بعد.
الصدفية والعوامل الوراثية
ومن جهته، أكد رئيس مصلحة الامراض الجلدية بالمركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة، البروفيسور أحمد شاهد، مرض الصدفية يمكن أن يؤثر على دميع الفئات العمرية ويمثل نسبة 30 بالمائة من الحالات الوراثية.
وأرجع البروفيسور شاهد، سبب ظهور الصدفية يمكن ان يرتبط بسوابق مرضية ووراثية خاصة قبل سن الأربعينكما يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية للمصابين به، باعتباره مرض جلدي التهابي مزمن لم يتم اكتشاف علاج نهائي له، وأشار ذات المتحدث ان نوبات الصدفية تختلف حسب شدتها – من الخفيفة الى المتوسطة الى الشديدة – يمكن ان تؤثر بشكل كبير على التركيز والنوم، وعن عوامل انتشارها قال ” هناك مجموعة من العوامل التي تفاقم حالة المريض مثل الضغوطات النفسية، اختلال في المناعة والتهابات الجلد وبعض الادوية.
وعن علاج الصدفية، أوضح البروفيسور ان الأدوية متوفرة في الجزائر، منها الادوية البيوتكنولوجياوالبيولوجية وبالإضافة الى العلاجات الموضعية مثل المراهم والكريمات التي تساهم في التخفيف من المرض.
وفي نفس السياق، دعت البروفيسور ليندة طيبي، المسؤولة عن التربية العلاجية للصدفية بمستشفى مصطفى باشا، الى ضرورة التثقيف والتوعية بهذا المرض من حملات توعوية وتحسيسية وفتح باب النقاش مع المرضى واهاليهم لتحسين نوعية حياتهم ورعايتهم.
في الختام، أكد الخبراء المشاركون في اللقاء على أهمية التوعية بأمراض الجلدية المزمنة والعناية بصحة الجلد وتوفير الدعم والرعاية اللازمة للمرضى، وذلك من خلال تنظيم فعاليات مماثلة تساهم في تبادل الخبرات وتعزيز الجهود البحثية العلمية في هذا المجال، وفتح باب التعاون بين المريض والطبيب لمعرفة مرضه أكثر.
عائشة ولد حبيب