إن الجزائر مدعوة بمناسبة اليوم العالمي للكلى مثل بقية دول العالم إلى إيلاء اهتمام خاص لصحة الكلى، وهي قضية صحية عامة مثيرة للقلق بشكل متزايد، حيث تواجه الجزائر زيادة في حالات الفشل الكلوي المزمن رفقة مرض السكري وأمراض القلب والشرايين باعتبارها أمراضا مصاحبة رئيسية، كما أنها ليست محصَّنة ضد هذا الواقع.
منظمة الصحة العالمية: “واحد من كل عشرة بالغين يعاني من أمراض الكلى“
إن الأرقام المثيرة للقلق الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ، تكشف أن واحداً من كل عشرة بالغين يعاني من أمراض الكلى، أي ما يقرب من 850 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، حيث يتزايد انتشار مرض الكلى المزمن باستمرار، ومن المتوقع أن يصل إلى 17٪ خلال العشر سنوات القادمة.
ومما يزيد من خطورة هذا الوضع ، هو أن التشخيص المتأخر يؤدي إلى ملايين الوفيات المبكرة المرتبطة بالفشل الكلوي المزمن ومضاعفاته القلبية الوعائية كل عام.
الجزائر على خطى الاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى
ويتعين على الجزائر لمواجهة هذه التهديد بفعالية، تعزيز جهودها في مكافحة أمراض الكلى، وهو الإلهام الذي يتأتّى من مبادرات المرضى والمهنيين الصحيين على الصعيد الدولي.
ومن الممكن أن يشكل إنشاء مؤسسات متخصصة على غرار الاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى خطوة مهمة جدا، حيث تلعب هذه المنظمات دورًا حاسمًا في تطوير برامج الفحص والوقاية وكذا تعزيز البحث عن علاجات جديدة.
التحديات والحلول في الجزائر
يعتبر يوم الكلى العالمي بمثابة فرصة لتوعية الجمهور بأهمية صحة الكلى ولإبراز التحديات الخاصة التي يتم مواجهتها ،ومع ارتفاع معدلات السكري وأمراض القلب والشرايين، فإن الحاجة الملحة للوعي بالرعاية الكلوية أمر ضروري ، يتضمن ذلك الترويج لأساليب الحياة الصحية، وتشجيع الكشف المبكر، وضمان حصول الجميع على العلاج بشكل عادل.
ومن الممكن الكشف عن أمراض الكلى في مراحلها المبكرة وإبطاء تقدمها أو حتى ايقاف تطورها من خلال الأدوية والإرشادات البسيطة المتعلقة بالنظافة والتغذية.
إن التزام جميع الفاعلين، بما في ذلك السلطات الصحية العامة والمهنيين الصحيين والمرضى وعائلاتهم فضلاً عن المجتمع المدني، أمر أساسي لعكس هذه الاتجاهات ، حيث يمكن تنظيم الحملات التوعوية التحسيسية، وتحسين البنية التحتية الصحية وكذا دعم البحث ، وهي وسائل يمكن تفعيلها لتحسين معالجة أمراض الكلى في الجزائر.
يجب أن تُعتبر التحركات الرامية لرصد مرض الكلى بمثابة أولوية وطنية وذلك في مواجهة الطوارئ، إذ يذكرنا يوم الكلى العالمي بأهمية هذا النضال والأمل الذي تحمله المبادرات المحلية والدولية، ولأجل هذا ، دعونا نعمل معًا من أجل مستقبل لا يعتبر فيه مرض الكلى مصيرًا لا مفر منه في الجزائر.