صحة جيدة لحياة أفضل

المخطط الوطني الإستراتيجي 2023-2026 : خفض معدل الإصابة و الوفيات من التهاب الكبد الفيروسي بنسبة  50%

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
29 يوليو 2023

أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، الخميس بالجزائر العاصمة، أن تنفيذ المخطط الوطني الاستراتيجي الأول للقضاء على التهاب الكبد 2023-2026 يهدف إلى خفض معدلات الإصابة و الوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي بنسبة 50%، وفق توصيات منظمة الصحة العالمية (OMS).

بالنسبة لالتهاب الكبد “ب و س” الأكثر انتشاراً في الجزائر، سيكون هدف السلطات هو تقليل عدد الحالات الجديدة من التهاب الكبد “ب و س” بنسبة 90%، ومعدل الوفيات بنسبة 60% بحلول عام 2030.

تصنف منظمة الصحة العالمية (OMS) الجزائر كدولة ذات مستوى متوسط من توطن المرض بنسبة %2.15 لالتهاب الكبد ب و 1% لفيروس الكبد س. كما تحصي 300 الف مريض يعانون من هذين المرضين. في كل سنة نسجل ما بين 2500 و 3000 حالة جديدة من التهاب الكبد ب و بين 500 و 900 حالة جديدة من التهاب الكبد س.

في كلمة ألقتها نيابة عنه مديرة الوقاية و مكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة الدكتورة سامية حمادي، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد المقام في 28 جويلية، أشار الوزير أن الجزائر “ستنجح في القضاء على هذا المرض بدءاً بالحد من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل”، مشدداً على “ضرورة حشد أكبر لتكثيف الجهود لتحقيق الأهداف المسطرة”.

البحث العلمي… يبقى عنصراً أساسياً

كما شدد السيد سايحي على أهمية البحث العلمي لإدارة هذا المرض، مضيفاً أن الاحتفال بهذا اليوم “يسمح لنا بإعادة تأكيد إرادة الجزائر لبذل المزيد من أجل الجمع بين كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة و القضاء على الإيدز و التهاب الكبد الفيروسي و السل كمشاكل في الصحة العمومية و ذلك بحلول سنة 2030.”

و في هذا السياق، عرضت السيدة حمادي المخطط الوطني الاستراتيجي للقضاء على التهاب الكبد الذي اعتمدته الجزائر،  و الذي يرتكز بشكل أساسي على “الوقاية و الفحص و رعاية المرضى وفقاً للقوانين المرافقة لهذا المخطط”. و اعتبرت مديرة الوقاية و مكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة أن “الوقاية تشكل المحور الأساسي في مكافحة هذا المرض بالتنسيق مع كافة الجهات الفاعلة في هذا المجال و كذلك إنشاء مراكز فحص بمختلف الولايات”، بالإضافة إلى تنفيذ استراتيجية فحص تستهدف الفئات المعرضة للخطر مع تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية و الاجتماعية.

كما أصرت المتحدثة على الحفاظ على مستوى عالي من نسبة التلقيح ضد التهاب الكبد ب عند الأطفال حديثي الولادة، و تكثيفها عند الفئات المعرضة لخطر الإصابة.

أربع محاور استراتيجية…
  • الوقاية من انتقال التهاب الكبد: يقوم على ثلاث عمليات استراتيجية:
    • تحسين التغطية و نسبة التلقيح ضد التهاب الكبد ب.
    • تعزيز الوقاية أثناء العمليات الصحية و المحفوفة بالخطر.
    • الحد من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.
  • الفحص، التشخيص والرعاية: يجب تعزيز هذه العناصر الثلاثة و تحسينها بالإضافة إلى المراقبة المخبرية للحالات المسجلة.
  • الإتصال والتعبئة الإجتماعية: و يعتمد ذلك على المشاركة القوية لوسائل الإعلام و المجتمع المدني.
  • الحوكمة و المعلومات الاستراتيجية: و تهدف إلى :
    • تعزيز القدرات الإدارية لمكافحة هذا المرض من خلال تحسين المراقبة و المعارف حول ديناميكية الوباء.
    • وضع نظام تقييم ( رقمنة نظام معلومات مهم جداً لتوفير البيانات القادرة على المساهمة في التوجيه الفعال للقرارات و بالتالي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذا المخطط).
    • تطوير البحث العلمي.
مشاركة المجتمع المدني

من جهته دعى الأستاذ عبد الحميد بوعلاق،  رئيس جمعية “SOS hépatites”، إلى تعزيز الوقاية من هذا المرض لتلافي المضاعفات المحتملة، فيما أكدت السيدة زهية بكة، رئيسة الجمعية الوطنية لمساعدة مرضى زراعة الكبد (Anath)، على أهمية وضع مخطط وطني لزراعة الكبد للتكفل الأمثل بالمرضى.

ما هو التهاب الكبد الفيروسي؟

التهاب الكبد الفيروسي يجمع عدة أمراض معدية منتشرة عالمياً تشترك كلها في التهاب خلايا الكبد المرتبط بالفيروسات : فيروس التهاب الكبد  أ ( VHA)، فيروس التهاب الكبد ب (VHB)، فيروس التهاب الكبد س (VHC)، فيروس التهاب الكبد دلتا (VHD) (المرتبط دائماً بفيروس ب) و فيروس التهاب الكبد ه (VHE).

من ناحية أخرى، تختلف طرق انتقالها و كذلك أضرارها على الفرد و المجتمع.

ما هي أعراض هذا المرض؟

بعض الأعراض مميزة جدا لالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، مثل جميع أنواع العدوى الفيروسية، فإن الحمى و فقدان الشهية هي أعراض ثابتة. و مع ذلك فإن اليرقان (اصفرار الجلد ) يظهر فقط عند 80% من المرضى. و قد تظهر أعراض أخرى مثل الغثيان و آلام البطن.

يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الكبد من آثار تتراوح من مرض خفيف إلى تلف حاد في الكبد. يتعافى الكثيرون تماماً من العدوى بينما يبقى الآخرون حاملين لها و يمكنم نقلها لغيرهم دون معرفة ذلك. من المهم أيضاً أن تخضع النساء الحوامل و اللواتي يرغبن في الحمل بشكل خاص لفحص التهاب الكبد.

ش. ب.