صحة جيدة لحياة أفضل

المخاطر الخفية للحوم الحمراء والمصنعة: بين السرطان وداء السكري من النوع الثاني

حرر : صفى كوثر بوعريسة | صحفية
2 يناير 2025

الإصابة بالسرطان، بل يسهم أيضًا في تطور داء السكري من النوع الثاني، ورغم أن اللحوم الحمراء تحتوي على البروتينات والفيتامينات والحديد، إلا أن آثارها الضارة على الصحة باتت أكثر وضوحًا.

استندت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “The Lancet”، إلى بيانات لما يقارب مليوني شخص حول العالم، حيث قام الباحثون بمراقبة العادات الغذائية وصحة 1.9 مليون شخص بالغ لم يكن أي منهم مصابًا بالسكري عند بداية الدراسة، وبعد متابعة استمرت لعشر سنوات، أُصيب 107271 مشاركًا بداء السكري من النوع الثاني. 

وأظهرت التحليلات أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من اللحوم الحمراء والمصنعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، مع ارتفاع أكبر في الخطر عند تناول اللحوم المصنعة.

اللحوم الحمراء : تشير اللحوم الحمراء إلى اللحوم المأخوذة من الحيوانات ذات الدم الحار خاصة الثدييات، ويشمل ذلك لحم البقر، الخنزير، الضأن، العجل، الماعز، الحصان، وأحيانًا لحوم الأدغال، كما يتميز هذا النوع من اللحوم بلونه الأحمر الناتج عن وجود الميوغلوبين، وهو بروتين ينقل الأكسجين في العضلات.

كشفت النتائج عن روابط أكثر أهمية في أمريكا وأوروبا، حيث ارتبط استهلاك اللحوم المصنعة (كاللحوم الباردة، النقانق، اللحوم المجففة وغيرها) بشكل خاص بداء السكري من النوع الثاني، وفي المقابل كانت هذه الروابط أقل وضوحًا في آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وأبرزت الدراسة أيضًا أن استهلاك لحوم الدواجن في أوروبا كان مرتبطًا بزيادة طفيفة في المخاطر، ولكن هذا التأثير كان أقل أهمية مقارنة باللحوم الحمراء والمصنعة.

اللحوم المصنعة: تشير اللحوم المصنعة إلى اللحوم التي تم تعديلها باستخدام عمليات مثل التمليح، التجفيف، التدخين، أو إضافة المواد الحافظة لتمديد فترة صلاحيتها أو تحسين مذاقها، كما تشمل الأمثلة النقانق، اللحوم الباردة، اللحوم المعلبة، اللحوم المجففة… وتزيد هذه الأساليب من المخاطر الصحية المرتبطة بهذه المنتجات.

يحدث داء السكري من النوع الثاني عندما يطور الجسم مقاومة للأنسولين، مما يجعل من الصعب تنظيم مستوى السكر في الدم، وقد تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وأحد الأسباب التي أشار إليها الباحثون لشرح هذا الرابط بين اللحوم والسكري هو المحتوى العالي من الأحماض الدهنية المشبعة في اللحوم الحمراء والمصنعة، في حين يمكن أن تسهم هذه الدهون في تعزيز مقاومة الأنسولين، وهو عامل رئيسي في تطور داء السكري من النوع الثاني.

وتسلط الدراسة الضوء على المخاطر الخفية للحوم الحمراء والمصنعة ، فإلى جانب تأثيرها المعروف كمسبب للسرطان، يبدو أنها تسهم أيضًا في تطور داء السكري من النوع الثاني، ورغم أن البروتينات التي تحتويها اللحوم مفيدة، إلا أن الإفراط في استهلاك هذه الأنواع من اللحوم قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، بما في ذلك زيادة خطر مقاومة الأنسولين والسكري، لذلك من الضروري إعادة التفكير في عاداتنا الغذائية والسعي لتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة للحفاظ على صحتنا على المدى الطويل.

الكلمات المفتاحية: اللحوم؛ الدهون؛ السكري؛ الأحماض؛ الأنسولين؛ النقانق؛ البروتين؛ المصنعة؛ السرطان.