صحة جيدة لحياة أفضل

المؤتمر الدولي للصيدلة: “بانوراما الصيدلة، الآفاق الجديدة”

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
12 مايو 2024

استضاف فندق الشيراطون بالجزائر العاصمة المؤتمر الدولي للصيدلة من 12 إلى 14 ماي 2024، ، وهو حدث بارز تنظمه الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين تحت شعار جذاب: “ بانوراما الصيدلة: الآفاق الجديدة “، اين يعد هذا اللقاء منصة هامة لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الصيدلة، بالإضافة إلى كونه فرصة لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية. 

افتتح المؤتمر وزير الصحة ”عبد الحق سايحي ”بمرافقة وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ”فيصل بن طالب” ورئيس مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري  ”كمال مولى” ورئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور ”كمال صنهاجي” وممثل منظمة الصحة العالمية  في الجزائر الدكتور “نوهو حمادو”، بالإضافة إلى أساتذة وباحثين وخبراء وطنيين ودوليين في مجال الصيدلة.

في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي للصيدلة، أبرز وزير الصحة الأولوية التي يمنحها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للقارة الإفريقية، داعياً إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، نظراً للإمكانات المتوفرة في إفريقيا، وأكد على أهمية “إنشاء فضاءات وآليات للتعاون تتيح صياغة رؤية لتأسيس سوق إفريقية مخصصة للصناعة الصيدلانية”. 

وأشار الوزير إلى أن هذه التوجهات تتجاوز الأبعاد التجارية، حيث تهدف أيضًا إلى تحقيق أهداف اقتصادية وسياسية لتعزيز توحيد المواقف بين الدول الإفريقية. 

وتم التأكيد على أهمية هذا اللقاء الدولي بالنسبة للجزائر، نظراً لالتزام رئيس الجمهورية بتحويل النهج التقليدي للتبادل والتنمية الاقتصادية بين الدول الإفريقية، كما تتجلى هذه الأهمية بشكل أكبر في التقدم الملحوظ الذي أحرزته عدة دول، مثل ساحل العاج، السنغال، جنوب إفريقيا، مصر، تونس، والجزائر في مجال الصناعة الصيدلانية. 

وبهذه المناسبة، أشار الوزير إلى أن الجزائر على سبيل المثال تشهد تطوراً استثنائياً في هذا المجال، حيث تضمن تغطية 80% من احتياجاتها الوطنية من الأدوية. 

وشدد السيد سايحي على أهمية دور الصيدلي في ضمان التغطية الصحية، سواء في الصيدليات الاستشفائية أو المجتمعية، وأكد أن السلطات تسعى إلى تغيير النظرة التقليدية لهذه المهنة من خلال تنظيم ورشات تفكير حول تصنيفها ومبادئها الأخلاقية، ويتمثل الهدف الأول في إعادة تنظيم المؤسسات الصحية لدمج الصيدليات كخدمة طبية مستقلة. 

وقال: “من الضروري أن يلعب الصيادلة دوراً محورياً في نظامنا الصحي الوطني”. 

كما دعا الوزير إلى تعزيز دور الصيدليات المجتمعية، وإعادة النظر في معايير فتح هذه المؤسسات. وأعلن أيضاً عن إنشاء وحدات بحث داخل المستشفيات في إطار نهج جديد، إلى جانب دراسة إدخال تخصصات صيدلانية جديدة. 

من جهتها أبرزت ”إيمان بن عباس” مديرة اقتصاديات الدواء بوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، الجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية. 

وأكدت أن الجزائر حققت تقدماً كبيراً في مجال الصناعة الصيدلانية، بفضل الإجراءات المتخذة لتعزيز الإنتاج الوطني، خاصة المنتجات ذات القيمة المضافة العالية مثل الأنسولين والأدوية المضادة للسرطان. 

صرح الدكتور ”نور الدين متيوي”، رئيس المجلس الوطني لعمادة الصيادلة: “هذا المؤتمر يحمل أهمية بالغة لمهنتنا التي تتطور بشكل متسارع، كما أن هدفنا هو توفير منصة لتبادل الخبرات مع نظرائنا من مختلف أنحاء القارة، وعلى الرغم من التحديات العالمية المشتركة، فإن نهجنا المحلي يختلف، فاليوم نجتمع للاستفادة من تجارب بعضنا البعض، مدركين أن أمننا الصحي مترابط، وهي درس تعلمناه جميعًا مؤخرًا نتيجة لجائحة عالمية ”. 

ويتجلى التعاون الإفريقي في هذا الحدث من خلال مشاركة 15 دولة من القارة، مما يساهم في تعزيز الجهود نحو تعاون أوثق في مجال الصحة. 

في إطار علاقات الشراكة بين الجزائر وساحل العاج، أعرب الدكتور أرونان ديارا (Arounan Diarra ) رئيس منظمة الصيادلة الإيفواريين ، عن شكره للجزائر لاختيار بلده كضيف شرف في المؤتمر. 

وقال: “إن اختيار ساحل العاج كضيف شرف هو شرف كبير نقدره بشدة، فهذا يعكس أن الشراكة مع إخواننا وأصدقائنا الجزائريين ليست مجرد كلمات، بل دليل على أن علاقات الصداقة والأخوة التي تربط شعبي البلدين تتعزز يومًا بعد يوم لخير سكاننا.” 

وأرسلت ساحل العاج وفدًا يضم 25 صيدليًا، بمشاركة مستشارة وزير الصحة الإيفواري. 

وشارك في المؤتمر العديد من الشخصيات والخبراء، مثل الدكتور ”رضا بلقاسمي” مدير التكوين والإنتاج الصيدلاني بوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، والبروفيسورة ”نادية منصور” المديرة العامة للصيدلة والتجهيزات الصحية بوزارة الصحة. 

كما شملت قائمة المتحدثين البارزين البروفيسور ”مادياي غييه” (Madieye Guèye) نائب رئيس نقابة الصيادلة في السنغال، والبروفيسور ”غيليس أولينير” (Glles Aulegner) أستاذ جامعي وطبيب بمستشفى جامعة ليون، اللذين قدما خبراتهما الواسعة ورؤاهما المتنوعة للنقاش. 

وشارك في المؤتمر خبراء دوليون مثل الدكتورة ”مريم قرفالي” رئيسة قسم الصيدلة بمستشفى الرابطة في تونس، والدكتور ”آدم سلامنية” خبير الصيدلة من لوكسمبورغ، لإثراء النقاشات برؤاهم الدولية. 

وكان من بين المشاركين أيضًا الدكتور ”عبد الواحد كرار” رئيس الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيادلة، والدكتورة “فانجا بوسون أبو هنرييت” (Vanga Bosson Abo Henriette)  صيدلانية بيولوجية ونائبة عميد كلية العلوم الصحية والصيدلانية في ساحل العاج. 

كما حضرت الدكتور ”مريم صالحي” صيدلانية استشفائية في ليون، والبروفيسور ”رضا جيجيك ” عميد كلية الصيدلة، والدكتور ”مسعود بلعمبري” رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص ، لتقديم رؤاهم حول التحديات والفرص التي تشكل المشهد الصيدلاني الحالي. 

يمثل هذا الحدث تجمعًا مرموقًا يعد موعدًا لا غنى عنه لجميع الفاعلين في مجال الصيدلة، ويوفر منصة فريدة لتبادل الأفكار المبتكرة واستكشاف آفاق جديدة وتعزيز الروابط المهنية داخل المجتمع الصيدلاني الوطني والدولي. 

وقبل المؤتمر الرئيسي عقدت جلسة تمهيدية لمنظمة الصيادلة الأفارقة (IOPA)، مما أتاح فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والمعارف بين الدول الإفريقية. 

كما شملت الفعاليات زيارات ميدانية للمواقع الصناعية الصيدلانية، وكلية الصيدلة بالجزائر، والصيدلية المركزية للمستشفيات، لإبراز النموذج الجزائري لنظام صحي فعال ومستقل.

ش.ب