صحة جيدة لحياة أفضل

الصحة العالمية تدعو لحماية الأطفال من مخاطر السجائر الإلكترونية

حرر : عائشة ولدحبيب | صحفية
19 ديسمبر 2023

أكدت منظمة الصحة العالمية الى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال والأشخاص غير المدخنين من مخاطر السجائر الإلكترونية. بوصفها منتجات استهلاكية، لم تثبت فعاليتها في الإقلاع عن التبغ عند متعاطيه. وبدلا من ذلك، ظهرت أدلة مقلقة على تسببها في آثار صحية سلبية.

وحسب ما جاء في بيان للمنظمة، فان السجائر الالكترونية سُمح بتداولها في الأسواق المفتوحة وسوقت بضراوة للشباب، وهناك حاليا 34 دولة تحضر بيع السجائر الالكترونية. وقال الدكتور “تيدروس أدحانوم غيبريسوس”، المدير العام للمنظمة، “يُستدرج الأطفال في سن مبكرة إلى شرك تعاطي السجائر الإلكترونية وقد يصبحون مدمنين على النيكوتين. وأحث البلدان على تنفيذ تدابير صارمة لمنع تعاطي التدخين لحماية مواطنيها، وخاصة أطفالها وشبابها”.

وتسبب السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين إدمانا شديدا عليها وهي مضرة جدا بالصحة. وفي حين أن الآثار الصحية الطويلة الأجل لهذه السجائر ليست مفهومة تماما بعد، فقد ثبت أنها تولد مواد سامة، بعضها يعرف أنه يسبب السرطان والبعض الآخر يزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلب والرئة.

كما يمكن أن يؤثر تعاطي السجائر الإلكترونية مع الوقت على نمو الدماغ وأن يؤدي إلى اضطرابات التعلم عند الشباب. ويمكن أن يؤثر تعرض الجنين للسجائر الإلكترونية سلبا على نمو الجنين لدى النساء الحوامل، كما يشكل التعرض للانبعاثات من السجائر الإلكترونية مخاطر على الأشخاص القريبين من محيط متعاطيها.

 ومن جهته، قال الدكتور “روديجر كريش”، مدير إدارة تعزيز الصحة لدى المنظمة، إن “السجائر الإلكترونية تستهدف الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين، وتعرض عليهم ما لا يقل عن 16000 نكهة. وتستخدم بعض هذه المنتجات شخصيات كرتونية لها تصاميم أنيقة تجذب جيل الشباب.

وتأسفت المنظمة لوجود زيادة مقلقة في تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط الأطفال والشباب، إذ تتجاوز حتى معدلات تعاطيها في أوساط البالغين في العديد من البلدان.

وأضاف البيان انه ” يمكن أن يرتبط التعرض لمحتوى يتناول السجائر الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن لفترة وجيزة، بزيادة اعتزام استخدام هذه المنتجات، فضلا عن اتخاذ مواقف أكثر إيجابية إزاء السجائر الإلكترونية”.

ووفقا للإحصائيات التي قامت بها المنظمة فقد تبين ان “الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 13 و15 عاما يتعاطون السجائر الإلكترونية بنسب أعلى من البالغين في جميع أقاليم المنظمة. ففي كندا مثلا، تضاعف تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 16 و 19 عاما في الفترة من عام 2017 إلى عام 2022، وفي إنجلترا (المملكة المتحدة) تضاعف عدد متعاطيها من الشباب ثلاث مرات في السنوات الثلاث الماضية”.

وحسب الدراسات باطراد أن الشباب الذين يتعاطون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبا لتعاطي السجائر في وقت لاحق من حياتهم.

لهذا من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة لمنع الإقبال على السجائر الإلكترونية ومكافحة إدمان النيكوتين إلى جانب اتباع نهج شامل لمكافحة التبغ، على نحو يراعي الظروف الوطنية.

وفي الختام، يلزم اتخاذ إجراءات حاسمة قوية لمنع تعاطي السجائر الإلكترونية استنادا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على تعاطيها في أوساط الأطفال والمراهقين وعلى الأضرار الصحية التي تسببها.

عائشة و.ح