اعقدت الوكالة الوطنية للأمن الصحي (ANSS) اجتماع لجنتها الخاصة بوباء جدري القردة يوم الإثنين، وذلك استجابة لإعلان منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت هذا الوباء منذ 14 أوت 2024 بمثابة “حالة طوارئ صحية عالمية”، وفقًا لبيان صادر عن الوكالة.
تحذير عالمي بشأن جدري القردة
واستدعت الوكالة الوطنية للأمن الصحي (ANSS) بشكل عاجل، يوم 26 أوت 2024 لجنتها الخاصة بجدري القردة (Mpox)، فيما جاء هذا القرار بعد التحذير الصادر عن منظمة الصحة العالمية التي أعلنت رسميًا تفشي الوباء كحالة طوارئ صحية عالمية منذ 14 أوت 2024.
هذا وتتألف اللجنة الخاصة من خبراء في الصحة العامة والفيروسات، وعلم الأوبئة، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعات المعنية، فيما تقوم بتقييم الوضع الوطني ووضع الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الفيروس.
بدء سلسلة من الإجراءات المشتركة
يمثل هذا الاجتماع بداية لسلسلة من الإجراءات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز المراقبة، وتسريع توزيع اللقاحات، وتوعية السكان بالمخاطر المرتبطة بهذا الوباء.
عدم تسجيل أي حالة في الجزائر
من جهتها ، أعلنت الوكالة الوطنية للأمن الصحي في بيان لها يوم الثلاثاء أنه لم يتم تسجيل أي حالة لجدري القردة في الجزائر حتى الآن، أين كشف البيان أنه : “حتى الآن لم يتم تسجيل أي حالة لجدري القردة في الجزائر” ، كما تناولت الوكالة أسباب المرض وطرق انتقاله مع الأعراض والتشخيص والعلاجات وكذا الوقاية .
تأكيد أهمية التعبئة السريعة والتنسيق
وفي ذات السياق ، شددت الوكالة على أهمية هذه التعبئة، مذكّرة بأن الاستجابة السريعة والمنسقة فقط هي التي يمكنها احتواء التهديد الذي يشكله جدري القردة على الصعيدين الوطني والدولي.
تعاون متعدد التخصصات لتحقيق استجابة منسقة
وتجمع اللجنة الخاصة بجدري القردة مجموعة من الخبراء من المجلس العلمي للوكالة الوطنية للأمن الصحي (ANSS)، بالإضافة إلى متخصصين من مختلف القطاعات الاستراتيجية، مثل الصحة والإنتاج الصيدلاني ، وكذا كل من وزارات الداخلية والبحث العلمي والدفاع الوطني، في حين تشهد هذه اللجنة الموسعة على النهج متعدد التخصصات المعتمد للاستجابة بشكل فعال لهذه الأزمة الصحية، وذلك بالاعتماد على الخبرات الجماعية والمتنوعة لوضع استراتيجيات الوقاية والمكافحة المناسبة.
هدف الاجتماع الطارئ للجنة
ويعتبر الهدف الرئيسي لهذا الاجتماع الطارئ هو الحد من تأثير الوباء على الصحة العامة، من خلال ضمان استجابة فعالة وسريعة، وهذا يشمل توزيع اللقاحات وتحسين بروتوكولات الكشف والعلاج، والتواصل مع الجمهور لتعزيز ممارسات الوقاية السليمة.
وتمثل هذه المبادرة نقطة تحول في إدارة الوباء، وتؤكد التزام السلطات الصحية بحماية السكان واحتواء التهديد الذي يشكله جدري القردة.
لمحة عن الموجة الأولى: الاستجابة الأولية للوكالة الوطنية للأمن الصحي
وذكرت نفس المصادر أن الظهور الأول لهذا الفيروس أدى إلى تشكيل اللجنة الخاصة من قبل الوكالة الوطنية للأمن الصحي (ANSS) في 25 ماي 2022، وبسبب ظهور جدري القردة، رأت الوكالة ضرورة تعبئة فريق مخصص لمراقبة وتحليل والاستجابة بفعالية لهذا التهديد الصحي، بالاضافة الى ذلك فقد أثارت هذه الموجة الأولى قلقًا كبيرًا لدى السلطات الصحية، مما دفع إلى إنشاء هذه اللجنة بسرعة لتنسيق جهود الوقاية والسيطرة على الوباء.
خصائص جدري القردة (Mpox)
Mpox أو ما كان يُعرف سابقًا باسم جدري القردة، وهو مرض فيروسي حيواني المنشأ، أي مرض ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وينتمي هذا الفيروس إلى عائلة الفيروسات الجدرية (Poxviridae) ، وتحديدًا إلى جنس “الفيروس الجدري Orthopoxvirus”.
- الأصل والانتقال: سُمّي جدري القردة بهذا الاسم لأنه تم تحديده لأول مرة لدى قرود التي تعيش مع الأسر، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يصيب حيوانات أخرى ، إلا أنه يمكن أن يحدث انتقاله إلى البشر عن طريق الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة أو إفرازاتها، أو عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، كما يمكن للأشخاص المصابين نقل الفيروس إلى آخرين من خلال الاتصال الوثيق.
- الأعراض: تشبه أعراض جدري القردة أعراض الجدري، لكنها تكون عمومًا أخف، أين تشمل الأعراض الحمى، والطفح الجلدي ، وآلام العضلات، وفي بعض الأحيان تضخم العقد اللمفاوية، كما يتطور الطفح الجلدي عادة عبر مراحل عدة، تبدأ من بقع حمراء إلى حويصلات مملوءة بالصديد، قبل أن تتشكل قشور.
- التشخيص: يتم تأكيد تشخيص جدري القردة من خلال اختبارات المختبر، مثل اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) التي تكشف عن وجود المادة الجينية للفيروس في العينات المأخوذة من الإفرازات.
- العلاج والوقاية: لا يوجد علاج مضاد للفيروسات محدد لجدري القردة، ولكن يمكن للرعاية الداعمة أن تساعد في إدارة الأعراض، حيث توفر لقاحات الجدري بعض الحماية ضد جدري القردة، كما تشمل الإجراءات الوقائية تجنب الاتصال مع حيوانات محتمل أن تكون مصابة ، واتباع ممارسات نظافة صارمة.
يُعتبر جدري القردة مرضًا نادرًا، لكن قدرته على الانتقال بين البشر وتشابهه السريري مع الجدري يثيران قلقًا في مجال الصحة العامة، خاصة في حالة تفشي الوباء.
كلمات مفتاحية: الجدري؛ الوكالة الوطنية للأمن الصحي؛ لجنة؛ القرد؛ جدري القردة ؛ تعبئة؛ الصحة؛ العامة؛ منظمة الصحة العالمية