أشرف وزير الصحة، عبد الحق سايحي، اليوم الخميس 23 فيفري 2023, على إفتتاح أشغال اليوم الرابع للتكوين الطبي المستمر، بالمدرسة العليا للضمان الاجتماعي ببن عكنون، بحضور رئيس الجمعية الجزائرية للسمنة و الامراض الايضية، خبراء و مختصين و إطارات من الإدارة المركزية.
في مستهل كلمته أبدى وزير الصحة سعادته على إفتتاح أشغال هذا اليوم الدراسي الرابع للتكوين الطبي المستمر والذي يتناول عدة مواضيع مهمة للغاية، أبرزها أمراض العصر، على غرار داء السكري وإرتفاع ضغط الدم والسمنة ، كما أبرزت الدراسات أن العالم يعيش حاليا أوبئة عالمية ناتجة عن هذه الأمراض التي شهدت ارتفاعا كبيرا وسريعا في الآونة الأخيرة على المستوى الوطني و الدولي، فمعدل انتشار داء السكري في الجزائر بلغ 14.4% لدى الأشخاص البالغين من العمر 18 سنة فما فوق، وهو رقم مرشح للزيادة في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة، حيث من المتوقع أن يبلغ 5 ملايين بحلول سنة 2023 حسب مختلف الدراسات.
و أشار الاستاذ عبد الحق سايحي إلى أن خطورة هذا الداء تكمن في مضاعفاته وتعقيداته والتي نذكر منها أمراض العيون التي قد تؤدي إلى العمى وكذا أمراض القلب والكلى والأوعية الدموية والقدم السكرية، هذا الأخير يمثل إشكالية كبيرة بالنسبة للصحة العمومية، فما يقارب 15% من الأشخاص المصابين بداء السكري يتعرضون لجروح وتقرحات في القدم تؤدي إلى الاستشفاء لفترات طويلة مع احتمالية اللجوء إلى عملية البتر الجزئي أو الكلي و التي تعتبر مأساة للمريض ولعائلته وللفريق الطبي المسؤول عن رعايته.
وأضاف السيد الوزير أن السمنة مرتبطة بمرض السرطان، فحوالي ثلث السرطانات تعزى إلى السمنة، كسرطان الثدي والقولون والبروستات، والسمنة حاليا يمثل إشكالية كبيرة بالنسبة للصحة العمومية في العالم و في الجزائر، أيضا، حيث أشارت الدراسة الأخيرة للمنظمة العالمية للصحة stepwise OMS (2017) أن نسبة السمنة عند الجزائريين قدرت بحوالي 22%، و هي مرشحة للزيادة بشكل سريع إذ يتوقع الخبراء أن تصل إلى حوالي 46% مطلع 2030.
أكد وزير الصحة، أن الوزارة تسعى جاهدة لمواجهة هذا الداء، الذي ينذر بتكاليف باهظة، من خلال تسطير عدة أهداف على المدى القريب و المتوسط والبعيد للتكفل بهذا الهاجس الصحي عن طريق أولا الوقاية، عبر الكشف المبكر لداء السمنة و التوعية بالدور الأساسي الذي يلعبه نمط الحياة على الصحة و كذلك تشجيع الإجراءات التي تهدف لمعالجة عوامل الخطر الرئيسية المسؤولة عنها، و ذلك باعتماد سلوكيات غذائية مناسبة (الغذاء الصحي المتوازن) مصحوبة بالنشاط البدني المتواصل.
كما نوه الاستاذ عبد الحق سايحي بالدور الأساسي الذي تلعبه التربية العلاجية للمرضى لتفادي المضاعفات الخطيرة، كما تسعى الدولة الجزائرية كذلك بشكل دائم ومستمر لتوفير الأدوية اللازمة والحديثة المعتمدة التي أثبتت فعالياتها العلاجية في أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وجميع الأمراض المزمنة الأخرى كداء السمنة، حتى يكون المواطن الجزائري في منأى عن الإنقطاعات والإختلالات.
و ذكر السيد الوزير أنه على وزارة الصحة أيضا الإهتمام والتطرق إلى الأمراض النادرة ، التي ستكون أحد مواضيع هذا اليوم الدراسي، إذ لوحظ مؤخرا ارتفاع في أعداد المصابين بهذه الأمراض، التي تكلف حاليا الصيدلية المركزية للمستشفيات أموالا باهظة، وسعي الوزارة من أجل إرساء عملية الكشف المبكر عن هذه الأمراض من خلال عملية التكوين الطبي المتواصل لتفادي المضاعفات الخطيرة كما يجب تشجيع الخبراء و المختصين للقيام بدراسات شاملة لتقييم هذه الأمراض وإدراجها ضمن السجل الوطني للأمراض النادرة وكذا توفير الأدوية اللازمة للتكفل الأمثل بها.
عائشة و.ح