تستعد الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين (ANPA) لنشر تقرير مفصل حول التكفل بالأمراض النادرة والعلاجات المرتبطة بها، وفقًا لما أعلنه رئيسها الدكتور معاذ طباينت، يوم السبت في وهران. يهدف هذا التقرير، الذي سيصدر قريبًا، إلى تقديم توصيات وإجراءات ملموسة لتحسين التكفل بالمرضى المصابين بالأمراض النادرة، لا سيما فيما يتعلق بتمويل العلاجات.

التزام بتحسين التكفل بالأمراض النادرة

أوضح الدكتور معاذ طباينت أن الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، باعتبارها قوة اقتراحية، ستقدم توصياتها إلى السلطات العمومية لتحسين إدارة الأمراض النادرة في الجزائر. وقال: “سنقوم بنشر تقرير مفصل حول التكفل بهذه الأمراض والتمويل اللازم لعلاجها”، وذلك على هامش النسخة الثانية من الملتقى الوطني حول الأمراض النادرة.

يُعقد هذا الملتقى تحت شعار “تحديث النصوص التنظيمية المتعلقة بالتكفل بهذه الأمراض”، وهو فرصة للجمعية لتبادل الأفكار والمساهمة في وضع إجراءات فعالة لمساعدة المرضى.

أولوية لمكافحة السرطان والأمراض النادرة

أكد رئيس ANPA أن الجمعية ركزت جهودها خلال السنوات الثلاث الأخيرة على مشكلة السرطان، باعتباره أولوية في مجال الصحة العامة. ومع ذلك، شدد على أن الجمعية تتبع النهج ذاته مع الأمراض النادرة، التي تزداد أهمية لدى السلطات نظرًا لتعقيد التكفل بها.

وقال: “باعتبارنا شريكًا اجتماعيًا للهيئات العلمية والحكومية، فإن هدفنا هو أن نكون بجانب المرضى لتحسين مسار رعايتهم، بدءًا من التشخيص وصولاً إلى العلاج”. كما أضاف أن الغاية هي ترجمة إرادة السلطات إلى إجراءات ملموسة، من خلال التعاون الوثيق بين الصيادلة والأطباء المختصين.

الدور الأساسي للسلطات والصيادلة

شدد رئيس ANPA على الدور الحاسم للسلطات في توفير الوسائل اللازمة للتكفل بالأمراض النادرة. وأضاف: “دورنا كصيادلة هو تنفيذ هذه الإجراءات بالتنسيق مع المختصين، لضمان رعاية مثلى للمرضى”.

التشريعات الجديدة حول الأمراض النادرة: خطوة نحو التحسين

من جهتها، أشادت نائبة رئيس ANPA، السيدة فاطمة الزهراء منصوري، بأهمية هذا الملتقى الذي يناقش التكفل بالأمراض النادرة في الجزائر في إطار التشريعات الجديدة. هذه القوانين، التي تم نشرها في نهاية ديسمبر الماضي، حددت قائمة جديدة للأمراض النادرة والأدوية المخصصة لها.

حاليًا، هناك أكثر من مليوني شخص في الجزائر مصابون بأمراض نادرة، وفقًا لما ذكرته منصوري. كما أوضحت أنه في عام 2013، كانت القائمة تشمل 28 مرضًا نادرًا فقط، بينما وسعت مراجعة ديسمبر الأخيرة هذه القائمة إلى 126 مرضًا نادرًا، بما في ذلك الداء النشواني (Amylose AL) والتليف الكيسي، اللذان أُدرجا للمرة الأولى.

تعزيز دور الصيدلي في التكفل بالأمراض النادرة

أكد بوعناني عبد النور، رئيس المكتب المحلي للجمعية بوهران، على أهمية دور الصيادلة في إدارة الأمراض النادرة. وشدد على ضرورة تزويد المرضى وعائلاتهم بمعلومات دقيقة ومحدثة حول تشخيص هذه الأمراض وطرق علاجها.

نقاشات مثمرة لتحسين مسار الرعاية

تناولت جلسات هذا الملتقى عدة مواضيع هامة، بما في ذلك تشخيص الأمراض النادرة، العلاجات المتاحة، وسبل توفير الأدوية. وتعتبر هذه النقاشات ضرورية لتحسين التكفل بالمرضى، وتسهيل حصولهم على الرعاية، وتعزيز التعاون بين الصيادلة، الأطباء، والجهات الصحية المختصة.

تعبئة الجهود لصحة المرضى المصابين بالأمراض النادرة

مع اقتراب صدور تقريرها الجديد، تواصل الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين لعب دور رئيسي في تحسين نظام الرعاية الصحية في البلاد، خاصة فيما يتعلق بالتكفل بالأمراض النادرة. ومن خلال مثل هذه المبادرات، تؤكد ANPA التزامها بدعم المرضى وتحسين رعايتهم الصحية، حتى لا تبقى الأمراض النادرة قضية هامشية، بل تصبح أولوية في الصحة العامة.

كلمات مفتاحية: مرض؛ نادر؛ مريض؛ صيدلي؛ ANPA؛ وهران؛ الجزائر؛ سرطان.