انطلقت أمس بالجزائر العاصمة اللقاءات الجزائرية الرابعة لطب الأطفال، حيث ناقش المشاركون القضايا المتعلقة بطب الأطفال والتحديات التي تواجه رعاية الأطفال في القارة الافريقية.
جاء ذلك على هامش ˝المؤتمر الافريقي الأولى لصحة الطفل˝ الذي استمر لثلاثة أيام، والذي نظمته مؤسسة “Hespro” ، بهدف تحسين نوعية الرعاية الصحية المقدمة للأطفال وتبادل المعرفة والخبرات بين الدول الافريقية.
في الجلسات التي عُقدت خلال الملتقى، أوصى المشاركون علىضرورة التدريب المستمر للأطباء العاملين في أقسام طب الأطفال والحاضنات وحتى الأطباء العاميين للوقوف على أهم المشاكل الصحية التي يتعرض لها الأطفال، وتناول المشاركون عدة مواضيع علمية، من بينها سوء التغذية عند الأطفال وأمراض الجلد المختلفة، التشخيص الميكروبيولوجي عند الطفل، إضافة الى جلسة خاصة تحدثت عن التطعيم في إفريقيا واستعراض كيفية توفير التغطية الكاملة للتطعيمات وتحسينها.
وعرف هذا اللقاء العلمي مشاركة العديد الأطباء المختصين من الدول الإفريقية على غرار تونس وموريتانيا، مالي، النيجر، السنغال، الكاميرون، ساحل العلاج.
وفيما يعكس التزام الجزائر بدورها في المجال الطبي في القارة الافريقية، أكد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات الطبية لتتحسين جودة الرعاية الصحية للأطفال في افريقيا، مما يجسد الرؤية الإيجابية والمستقبلية لصحة الأطفال على الصعيد المحلي والإقليمي.
من خلال اللقاءات الجزائرية لطب الأطفال، وعلى مدى السنوات السابقة، ” شهد اقبالا لافتا، بسبب استضافت خبراء، متخصصين في فروع نادرة من طب الأطفال، وتركيزهم على المحتوى العلمي الحديث، هذا ما فتح الباب امام العديد من الأطباء المهتمين من جميع ولايات الوطن للحضور والاستفادة من الخبرات بحسب ما أوضحه المنظمين.
من خلال هذه الأيام العلمية استطاع المحاضرون الذين يعملون في العديد من المؤسسات الاستشفائية والمراكز الطبية ان يقدمونفي كل سنة خلاصة أبحاثهم على أمراض محددة، والحديث عن اخر ما توصلوا اليه في طرق العلاج.
مختصون في طب الأطفال يُشيدون بجهود الجزائر باعتبارها بوابة للتطور الصحي في القارة الافريقية
خلال هذا المؤتمر الافريقي الأول لصحة الطفل، أشاد مختصون في طب الأطفال بجهود الجزائر في مجال طب الأطفال، حيث أكدوا على أهمية التبادل العلمي والتدريب للأطباء في هذا المجال.
وفي هذا السياق، أكد ˝د ناصر الدين عبد الله من موريتانيا˝، مختص في أمراض الكلى عند الأطفال في تصريح خاص لـ ” صحتي حياتي“، على أهمية هذه الملتقيات العلمية في الجزائر التي تهدف الى توفير فرص التدريب والتواصل مع الأطباء المحليين والدوليين للاستفادة من معرفة وممارسة الخبراء في مجالاتهم حسب كل بلد، مما يعزز جودة الرعاية الصحية.
كما أشار د عبد الله الى ان المحتوى العلمي الذي تم تقديمه في هذه الأيام يبين مستوى العالي للأطباء الجزائريين في مجال طب الأطفال، والذي يهدف الى احداث تطور إيجابي على مستوىالاقليمي.
د ناصر الدين يرى ان الجزائر تعتبر واحدة من أقوى البلدان في المجال الطبي في افريقيا، خاصة وان معظم الأطباء الموريتانيين تم تكوينهم في الجزائر، مشيرا الى أهمية تحسين ممارسة تخصص طب الأطفال في المنطقة الافريقية والحرص على بناء شبكة متخصصة للتواصل بين الأطباء الجزائريين والموريتانيين.
من جهته، ثمن ˝د محمد الدوعاجي˝، طبيب مختص في طب الأطفال من تونس مجهودات قطاع الصحة في الجزائر، ودعمها لمثل هذه اللقاءات الطبية التي تعزز التواصل وتبادل الخبرات بين الدول الافريقية. مؤكدا ان هذه الملتقيات تسهم في تعزيز المعرفة حول الإجراءات الوقائية وأهمية اللقاح، مشيرا الى تجربة تونس الناجحة في هذا المجال. كما أعرب عن استعداده لتعزيز التعاون الطبي بين الجزائر وتونس بهدف تحسين الرعاية الصحية للأطفال في المنطقة.
هذه المناسبة تسمح لدول المجاورة لفتح باب النقاش وتقديم مدخلات علمية، وقال د الدوعاجي ” ان من خلال المواضيع المختلفة التي تتناول المشاكل الطبية خاصة الرضاعة الطبيعية التي أردنا التسليط الضوء عليها لأنها من أهم الطرق التي تحمي الطفل من الأمراض”.
وفي ختام ˝المؤتمر الافريقي الأولى لصحة الطفل˝ يظهر هذا الملتقى كنقطة تحول مهمة في رحلة تحسين رعاية الأطفال في افريقيا. يبرز هذا الحدث العلمي الجهود المبذولة والتزام الجزائر بتعزيز الرعاية الصحية للأطفال، وفتح باب التعاون والتبادل العلمي بين الدول المجاورة.
عائشة و.ح