صحة جيدة لحياة أفضل

الجزائر تتألق في المسابقة الدولية “الأهرام” لزيت الزيتون: 21 ميدالية، منها 12 ذهبية

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
10 يناير 2025

نظمت الجمعية الولائية لشجرة الزيتون المباركة بولاية برج بوعريريج بالتعاون مع الغرفة الفلاحية لنفس الولاية يوم الخميس الماضي، حفل تكريم للمنتجين الجزائريين الذين تألقوا في المسابقة الدولية المرموقة “الأهرام” لزيت الزيتون، والتي أُقيمت في شهر ديسمبر الماضي بالقاهرة في مصر. 

وقد تألقت الجزائر في هذا الحدث بحصدها 21 ميدالية، منها 12 ذهبية و9 فضية، مما أكد الجودة العالية لزيوتها البكر الممتازة، فيما يعكس هذا الانتصار الاستثنائي تميز قطاع زيت الزيتون الجزائري والاعتراف المتزايد بجودة المنتجات الجزائرية على المستوى الدولي. 

تستقطب المسابقة الدولية “الأهرام” سنويًا منتجين من جميع أنحاء العالم، وفي هذه الدورة، أبهرت الجزائر المشاركين بمشاركتها القوية ونتائجها المبهرة. 

وتميز منتجو ولاية برج بوعريريج على وجه الخصوص في الحدث، حيث حصدوا بمفردهم 10 ميداليات من أصل 21 ميدالية حصلت عليها الجزائر، كما كانت ولايات أخرى مثل الجلفة، البويرة، بومرداس، الشلف، خنشلة، المسيلة، وسطيف ممثلة أيضًا، مما يبرز التنوع والغنى الذي يميز زيت الزيتون الجزائري. 

قائمة الحاصلين على الميداليات الذهبية الـ12

المرتبةالعلامةالولاية
01NAWAبرج بوعريريج
02OLEALالبويرة
03BRAZA 02برج بوعريريج
04MESGHATبرج بوعريريج
05KOIKAبوسعادة
06NAWA 02برج بوعريريج
07ITHRIالبويرة
08AICHAبرج بوعريريج
09FOUGHALخنشلة
10EL HAMADIAبرج بوعريريج
11HUILERIS GOURIRبرج بوعريريج
12HODHNA OLIVEالمسيلة

البروفيسور ”مختار قيسوس

عبّر البروفيسور ”مختار قيسوس”، رئيس الجمعية الولائية لشجرة الزيتون المباركة بولاية برج بوعريريج، عن فخره واعتزازه قائلاً:  “هذا التميز يشكل مصدر إلهام حقيقي لمنتجينا، إنه يُبرز جودة منتجاتنا ويمنح منتجينا نافذة متميزة للترويج لزيت الزيتون ،كما أن الخصائص الجغرافية والمناخية لمنطقتنا تلعب دورًا أساسيًا في نجاح زراعة الزيتون”.  وأضاف: “هذا الحدث يعكس وعي المزارعين والمنتجين بأهمية الجودة، لذا أتمنى أن يستمر المزارعون على هذا النهج في مناسبات أخرى لرفع اسم الجزائر عاليًا على الساحة الدولية”. 

من جهتها تسير الجزائر بخطى ثابتة نحو التمركز بين الرواد العالميين في إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز، ووفقًا للخبراء فإن جودة الزيوت الجزائرية، التي تمثل مزيجًا من المهارات التقليدية المتوارثة والأساليب الحديثة للإنتاج، أصبحت تنافس الآن أفضل الزيوت في العالم، في حين يتمثل الهدف المستقبلي في مواصلة الاستثمار في الممارسات الزراعية المستدامة والحديثة، لتعزيز مكانة زيت الزيتون الجزائري أكثر في الأسواق الدولية.

أكد السيد ”فؤاد جدي ” رئيس الغرفة الفلاحية لولاية برج بوعريريج: “هذه الجوائز تعكس الجودة الاستثنائية لزيت الزيتون لدينا وتفوق منتجينا، ونحن فخورون بالترويج لمنتجاتنا على المستوى الدولي وسنواصل دعم مزارعينا للوصول إلى أسواق جديدة”. 

“دعم أساسي للمنتجين” 

أشار ”هواري بومدين رويبي” مدير المصالح الفلاحية لولاية برج بوعريريج إلى أهمية هذا الدعم قائلاً:  “تضم ولايتنا 26 ألف هكتار من زراعة الزيتون، وسيتم قريبًا إطلاق برنامج طموح لغرس 1126 هكتارًا إضافيًا، كما سنوفر أشجارًا مقاومة مثل اللوز والفستق والزيتون لدعم منتجينا في جهودهم”. 

“أشكر البروفيسور قيسوس على هذا الحفل الجميل لتسليم الجوائز ودعوته لي لحضور مراسم تكريم الفائزين بمسابقة الأهرام الدولية لزيت الزيتون، لقد أظهرت هذه المسابقة مشاركة مشرفة من ولاية برج بوعريريج خاصةً ومن الجزائر عامةً، كما أعبر عن امتناني لكل من ساهم في تحقيق هذه الميداليات، وأتمنى أن يحققوا المزيد في العام المقبل”. 

أوضح الدكتور ”سليم بن لفقي” الباحث في علوم الأعصاب، أن زيت الزيتون خاصةً البكر الممتاز، مفيد لصحة الدماغ، حيث يحتوي زيت الزيتون على حمض الأوليك، وهو حمض دهني أحادي غير مشبع يحمي الخلايا العصبية من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وهما عاملان رئيسيان في تطور أمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر وباركنسون.  وأشار الدكتور ”بن لفقي” إلى أن زيت الزيتون يعزز المرونة العصبية الضرورية للذاكرة والتعلم، كما يساعد في تنظيم الناقلات العصبية مثل السيروتونين، مما يمكن أن يحسن المزاج ويقلل من التوتر، كما يساهم الاستهلاك المنتظم لزيت الزيتون في الحفاظ على الوظائف الإدراكية وتقليل مخاطر الخرف المرتبط بالعمر، مما يجعله عنصرًا أساسيًا لصحة الدماغ والوقاية من الاضطرابات العصبية والتنكسية، لذلك يمثل زيت الزيتون ميزة كبيرة لصحة الدماغ، وإدراجه في نظام غذائي متوازن يسهم في الوقاية من الاضطرابات الإدراكية والتنكسية العصبية.

و من بين الفائزين برزت ثلاث علامات تجارية بشكل خاص: أوليال، إثري ونوى، حيث استطاع هؤلاء المنتجون التميز بفضل الجودة الاستثنائية لزيوتهم، وهي مزيج من التقليد والحداثة، مع احترام المعايير الدولية.

وتم الإشادة بعلامة ”أوليال” الرائدة في السوق المحلي، على احترامها الصارم لمعايير الجودة، اين قال مؤسس أوليال السيد ”عكوش”: “زيتنا هو ثمرة حصاد دقيق واستخلاص بارد، مما يضمن زيتًا نقيًا، غنيًا بمضادات الأكسدة والفينولات، مع فوائد صحية جمة. هذا الفوز في مسابقة الأهرام هو تقدير لجهود منتجينا ويؤكد أن زيت الزيتون لدينا له مكانة بين أفضل الزيوت في العالم”.

من جانبها، تميزت ”إيثري” العلامة الحائزة على جوائز ، بطعمها الرفيع ونقاء زيتها البكر الممتاز، الذي يُزرع في جبال القبائل، وأكد السيد ”سعودي بوبكر” مالك علامة إثري قائلاً: “لقد فزنا بثلاث ميداليات في مسابقة الأهرام الدولية لزيت الزيتون التي أُقيمت في مصر، نحن سعداء جدًا وفخورون بهذه المشاركة المشرفة، كما نتوقع أن نشارك في المستقبل في العديد من المسابقات الدولية المخصصة لزيت الزيتون ونحن واثقون من الحصول على نتائج مشرفة وإيجابية أيضًا”. 

وأضاف قائلاً: “جودة زيتنا تأتي أساسًا من أرض القبائل الفريدة، حيث تستفيد أشجار الزيتون من مناخ وتربة ملائمة لنموها، ونحن نلتزم بأساليب إنتاج حرفية مدمجة مع تقنيات حديثة لتقديم منتج عالي الجودة ومتوافق مع المعايير الدولية”.

أما ”نوى” فقد حصلت أيضًا على جوائز تقديراً لجودة زيتها البكر الممتاز، وقال أحد ممثلي العلامة: “هدفنا هو تقديم زيت زيتون نقي، يتم زرع زيتونه وفق ممارسات زراعية تحترم البيئة والمعايير الدولية، وهذا الفوز في مسابقة الأهرام يفتح لنا آفاقًا جديدة للتصدير ويحفزنا على مواصلة الترويج لزيت الزيتون الجزائري على المستوى العالمي”. 

كانت المشاركة في المسابقة الدولية الأهرام إيجابية للغاية، أين حققت علامة “كواكة” المتخصصة في زيت الزيتون الموجودة في بلدية أولتام بولاية بوسعادة ميداليتين: واحدة ذهبية وأخرى فضية، وأملنا أن يكون هذا مجرد بداية وأن يحفزنا للمشاركة في المستقبل في العديد من البلدان حول العالم.

هذا وقد زاد الطلب على المنتجات ذات الجودة العالية والأصيلة والمفيدة للصحة، سواء من قبل المستهلكين المحليين أو الدوليين، وأعرب العديد من المشاركين في الحفل عن حماستهم لزيت الزيتون الجزائري. وقالت السيدة ”سعاد” وهي مستهلكة وفية: “زيت الزيتون الجزائري طبيعي، مليء بالفوائد وبجودة لا مثيل لها، لذا فهو يستحق مكانة متميزة على موائدنا وفي مطابخ العالم أجمع”.

تتجه الجزائر بفضل منتجيها الشغوفين وخبرتها العريقة، لتصبح لاعبًا رئيسيًا في قطاع زيت الزيتون، ولم يقتصر هذا الحدث على تكريم التميز فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على قطاع يشهد نموًا متسارعًا ويوفر العديد من فرص التصدير، ويؤكد المنتجون الجزائريون بخبرتهم والتزامهم، استعدادهم لاقتحام أسواق جديدة وترسيخ مكانة زيت الزيتون الجزائري بين الأفضل في العالم.

من جهتهم أكد المنظمون على أهمية مواصلة الترويج لزيت الزيتون المحلي وتشجيع المنتجين على الاستثمار في ممارسات زراعية مستدامة وحديثة، حيث سيساهم ذلك في تعزيز موقع الجزائر على السوق الدولية وزيادة حجم الصادرات. 

وخلال هذا الحدث نُظمت جلسة تذوق لزيت الزيتون بهدف إبراز الجودة الاستثنائية لزيت الزيتون الجزائري، فيما كان الهدف هو تعريف المشاركين بتنوع النكهات والعطور في الزيوت المحلية، مع التوعية بفوائد هذا المنتج الطبيعي. 

وتمكن المشاركون من تذوق نحو عشرين نوعًا من زيوت الزيتون، بما في ذلك زيوت علامات “أوليال”، “إثري”، و”نوى”، وقام خبراء بشرح مراحل الإنتاج، من الحصاد إلى الاستخلاص، مشيرين إلى أهمية الطرق الصديقة للبيئة والتقنيات الحرفية. 

كما أُبرزت خلال الجلسة الفوائد الغذائية لزيت الزيتون البكر الممتاز، الغني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، التي تساهم في صحة القلب وتقليل الالتهابات. وقدّم هذا الحدث فرصة للمنتجين لجمع آراء المستهلكين وتعزيز علاقتهم بالجمهور الذي يطالب بمنتجات صحية وعالية الجودة.