صحة جيدة لحياة أفضل

التأهيل الفزيائي الحركي.. أداة مهمة لعلاج مرضى التصلب اللويحي المتعدد

حرر : عائشة ولد حبيب | صحفية
30 مايو 2024

بمناسبة اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد والذي يصادف 29 ماي من كل سنة، عقدت ندوة علمية بعنوان ” مكانة التأهيل الفزيائي الحركي في التكفل بمرض التصلب اللويحي المتعدد La sclérose en plaques” في الجزائر.

وعرفت هذه الدورة التكوينية الموجهة لصحفيين المتخصصين في القضايا الصحية حضور كل من البروفيسور بوبكر الصديق فقراوي، رئيس طب الاعصاب بمستشفى قسنطينة، والبروفيسور زهير بوقارة رئيس مصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الحركي بمستشفى بليدة، والبروفيسور نسيمة هشام، مختصة في طب الاعصاب بمستشفى آيتإدير.

وأكد المختصون خلال هذه الدورة الاحصائيات تشير الى وجود ما بين 17 ألف الى 20 ألف حالة من التصلب اللويحي في الجزائر، وقد سجلت ما بين 4 الاف و8 الاف حالة جديدة سنويا، حيث يصيب هذا المرض غالبًا الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة، وتتعرض النساء أكثر من الرجال.

يصيب التصلب اللويحي المتعدد بالتهاب في الجهاز العصبي المركزي بسبب مهاجمة الخلايا المناعية ” لغمد الملين”، مما يؤثر على أجهزة حساسة مثل عصب الرؤية، الدماغ، النخاع الشوكي، والأعصاب الدماغية، مما يؤدي الى تدهور الحركة والاعاقة الجزيئة وحتى الكلية.

وخلال هذه الندوة العلمية قدم البروفيسور بوقارةو فقراوي شرح مفصل حول أعراض التصلب اللويحي المتعدد والتي تتمثل في فقدان التوازن ونقص الرؤية أو الرؤية المزودة، واضطرابات معرفية وصعوبات في التكلم، وعدم التحكم في التبول وغيرها من الاعراض التي تختلف شدتها حسب مرحلة المرض.

ويهدف على اللقاء العلمي بأهمية الكشف المبكر عن المرض وعدم تعطيل التشخيص للحد من الاعاقات المعقدة، حيث ان التشخيص يسمح باستخدام أدوية جد فعالة رغم آثارها الجانبية، وتعتبر الادوية المخففة لفترات النوبات والأدوية المناعية جزءا من العلاج، الى جانب العلاج الفيزيائي الحركيوالذي يعتبر رفيق المريض في مشواره العلاجي.

أوضح البروفيسور بوقارة، ان التأهيل الفيزيائي الحركي يلعب دورًا حيويًا في إدارة مرض التصلب اللويحي المتعدد، خاصة وان هذا التأهيل يشمل مجموعة من التمارين العلاجية والتقنيات التي تهدف الى تحسين القدرة الحركية لتعزيز قوة العضلات والمرونة، والتوازن مما يساهم في مساعدة المرضى في تحسين قدرتهم على الحركة اليومية، وتقليل الإعاقة والحفاظ على مستوى الاستقلالية، واكد بوقارة ان تخصص ” التأهيل الفيزيائي الحركي” هو تخصص محوري في ال مجال الطبي فهو يساعد المرضى تقليل الضغوطات النفسية المرتبطة بالمرض.

ولتوفير رعاية شاملة وفعالة لمرضى التصلب اللويحي في الجزائر، شدد البروفيسور بوقارة على ضرورة إنشاء مراكز متخصصة تجمع الأطباء من مختلف التخصصات لتقييم شامل لحالة كل مريض وتقديم خطط علاجية فردية تلبي احتياجات المرضى الخاصة، ومتابعة مستمرة لتقييم تقدم المرضى وتعديل البرامج العلاجية حسب الحاجة.

كما صرح نفس البروفيسور قائلا” نحن بحاجة الى التعاون بين جميع التخصصات المختلفة للعناية بمرضى التصلب اللويحي المتعدد خاصة وان هذه الامراض الالتهابية تتطلب تشخيص دقيق ومشوار طبي متعدد التخصصات( طب الأعصاب، الطب الفيزيائي والتأهيل، العلاج الوظيفي، علم النفس، الأرطفونيا ، علم النفس)”.

وأكد الأطباء المختصون على ضرورة إنشاء هذه المراكز المتخصصة في التأهيل الحركي، حيث أن التكفل بالتصلب اللويحي المتعدد يتطلب تظافر جهود عدة مختصين من جميع ولايات الوطن، لتحقيق الادماج الاجتماعي والمهني للمريض وتخفيف التبعات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.

عائشة ولد حبيب صحفية